مذكرات - اوراق ممزقة

خسرت حياتي، مذكرات غالب الشابندر التي تكشف أسرار حزب الدعوة


خسرت حياتي مذكرات غالب حسن الشابندر تكشف أسرار حزب الدعوة الاسلامية

خسرت حياتي pdf ؟
اذا كنتم ترغبون بتنزيل نسخة من هذا الموضوع بصيعة PDF تستطيعون تخطي القراءة و النزول للاسفل:

  الحلقة الأولى : ساعة في حضرة السلطان موفق الربيعي !

وأنا اشعر بالياس المطلق من كل شيء قررتُ أن اصرف بقايا عمري التي أتمنى أن لا تتعدى لحظات باتجاهين ، الأول : أن أعمل على تنضيد ما عندي من منتَج ثقافي وفكري حول الكثير من القضايا لعل تتوفر فرصة لطبعها ، والثاني :أن استعرض بعض تجاربي مع الآخرين ، خاصة من أصدقاء العمر والعقيدة والسياسة ، وإن كانت متواضعة ، لربما فيها فائدة للقراء ،وقد اخترتُ عنوان : خسرتُ عمري لسرديات الاتجاه الثاني ، وستخضع اختياراتي للظروف المحيطة بي . كنت في زيارة للعراق قبل خمس سنوات تقريبا ، وقد قادتني الصدف أو المقادير التعسة أن أكون ضيفا على أحد الاصدقاء في المنطقة الخضراء، وذات الصدف أو المقادير التعسة قادتنى إلى طلب من بعض الاصدقاء بزيارة مستشار الأمن القومي العراقي ( موفق الربيعي ) للإستئناس والتلاطف وليس لأي داع آخر. لبيت الدعوة وتوجهنا نحو القصر المنيف لحضرة المستشار القومي موفق الربيعي ، كان في استقبالنا بعض العاملين في خدمته ، وما هي إلاّ دقائق حتى هبط علينا المستشار، وبعد تبادل السلام العادي بينه وبين الضيوف بما فيهم كاتب هذه السطور، توجه أحد الحاضرين بالسؤال عن صحة المستشار إذ بدت عليه بعض معالم الهزال الجسمي ، وهل هو يعاني من مرض ( لاسمح الله ) ،فكان جواب المستشار ما نصه تقريبا : ـ ـ نعم ، أنا مريض ، ومرضي هو العراق ! لم اكترث لا للسؤال ولا للجواب ، خاصة للجواب ، لأني اعرف جيدا بان موفق الربيعي قليلا ما يصدق في كلامه . وفي الاثناء تحدث المستشار عن همومه العراقية الكبرى، وفيما انتهى من كلامه ،توجهت له وبكل بساطة بسؤال عن سفرته مع بعض السياسيين العراقيين الى المملكة العربية السعودية، حيث قلت له ما معناه: ـ ــ لا أعتقد كان من الصحيح أن تصطحب معك في هذه الزيارة شخصية حزبية معروفة بتوجها الرديكالي ــ وإن تحول الى أمريكي اكثر من الأمريكان فيما بعد ولي معه سجال قادم ــ ،وأخرى محسوبة علنا على دولة لها علاقات متشنجة مع المملكة العربية السعودية … ما الذي حدث ؟ التفت إليّ وكنت جالسا عن يمينه ، وصرخ بي بكل ما يملك من قوة (صوتية ) حيث قال لي ما نصّه : ـ إسكت ، لا أمسح بكَ الأرض ! أي والله ، هكذا قال لي مستشار الامن القومي العراقي ، ذلك المناضل الكبير الدكتور موفق الربيعي ، الذي تشهد سجون صدام حسين ببطولاته النادرة . لم أكترث لكلامه ، لعلمي بان السيد موفق الربيعي ليس بهذه الشجاعة بكل صراحة ، بل هو أجبن خلق الله ربما ، وابتسمت بشكل استهجاني ، وقلت كلمة كانت صعبة بحقه كما يراها ، وقلتها بهدوء ، ورفعت ساقي اليسرى الى اليمنى وأنا مستمر بابتسامتي الاستهجانية. بعد هذه ( الزأرة ) الاسدية المقدامة من مستشار الامن القومي ، راح يتكلم عن قضية إعدام صدام حسين ، وكان مما قاله والله على ما اقول شهيد ، بأنه اتصل بالسيد رئيس الوزراء نوري المالكي تلفونيا ، وقال له ما معناه : ـ أبو إسراء لازم نعدم صدام حسين ! وحسب الربيعي نفسه ، بان الحجي أبا إسراء أجابه : تتصور لازم نعدمه ؟ ثم اردف نعم هذا قرار لا رجع فيه … هنا قال الربيعي : قلت لابو اسراء ، شوف ( مو تتراجع ) يجب إعدام صدام حسين … هنا قلتُ له : يبدو أنك صاحب القرار الحقيقي في إعدام صدام حسين وليس سيادة رئيس الوزاء ؟ تراجع خائفا وقال : ـ لا ، لا ، هو رئيس السلطة التنفيذية … مرّت فترة سكوت ، ثم قال : ــ ـ أنا أعرف غالب الشابندر مخلص في نقده للحكومة وبأمكاني الآن أن اعتقله لو لا إيماني باخلاصه ! قالها بهدوء ، وهو يصوب نظره للآخرين ، ويتجنب نظره باتجاهي ، ابتسمت ايضا .. ومن ثم قال : أنا يوميا أقرأ اربع تقارير ، ومن ضمنها نقد غالب للحكومة ، وبأمكاني الآن أن اعتقله ! لم يطل البقاء ، بل تأزم الموقف في داخل غرفة اللقاء ، وكان القرار أن تنتهي الزيارة ، خرجنا ، وكنت أول الخارجين ، خارج غرفة اللقاء كنت قد نأيت بنفسي بعيدا ، ولكن الاخوة الزائرين تحلقوا حوله مودعين ، وفي الاثناء توجه معهم حتى أدركني وانا كنت أنتظر الاخوة الحاضرين ، هنا قال :ــ ــ أنا ادين للاخ غالب لأنه هو الذي ( خلّصني ) من ورطة الاسلام السياسي عبر كتاباته . لم أجب بكلمة واحدة ، ولكن قال في الأثناء ، حسب ما اتخطر ، بان اباه رحمه الله شيعيا ، وامه رحمها الله سنية ، وبالتالي هو يمثل رمز الشعب العراقي ! ضحكت … ومضيت … هل انتهت القصة ؟ لا ، فهناك بقايا ، لعل من فصولها المهمة قصة إعلان شيعة العراق ، وقصة الكراس الشهير ، سياستان ومنهجان للمستشار ، ياتي وقتهما بإذن الله ، .. وفي حلقات أخرى مع اصدقاء آخرين …

الحلقة الثانية : وًصُدِم خضير الخزاعي صدمة هزّت كيانه !

قال لي أحدهم وكان محبا للغاية ، هل سوف تستمر في هذه الحلقات ؟ قلت له : نعم ، ولكن فيها ربما ما يسبب لك الضرر والوجع ، قال كذلك ، فأجبته : ليس عندي ما أخسره في هذه الحياة ،لاني خسرتُ كل شيء كما هو حال الكثير والكثير من ( دعاة ) الاسلام المساكين ، والكثير الكثير من العاملين على طريق ( تعبيد الإنسان لله عزّ وجل ) ، ثم ، ماالذي بقي من العمر يا صاحي ؟ مرة ، وفي طهران حيث كانت الحرب المهلكة التي شنها صدام حسين على الجمهورية الإسلامية ، تلك الحرب التي تشكل مدخلاً مهما لما حصل ويحصل الآن في المنطقة ، اتصل بي السيد خضير موسى جعفر الخزاعي طالبا مني إلقاء محاضرة في ( دولة آباد ) في طهران ، وقبل أن أساله عن موضوع المحاضرة استئناسا ، بادرني بالقول ، أن المحاضرة ( خوية ) أبو عمار لحث الشباب على التطوع للقتال على الجبهة ، بادرتُ بالقول ، (كلش مهم ) .. وفي ساعة محددة جاءت سيارة أجرة كان يمتلكها سائقها من بيت ( الوردي ) واتجهت بي إلى مكان المحاضرة ، وكانت شقة كما يبدو مؤجرة للشباب ، هناك ، وحيث كنت معروفا بالقاء المحاضرات الاسلامية ، رحّب بي الشباب ، مهللين فرحين ، فقد كانت هناك نكهة خاصة لمحاضراتي ومازالت ، وهذا بفضل الله تبارك وتعالى … ما ذا قلت ُ؟ لقد حملتُ حملة شعوى على مشرو ع التطوع ، وخاطبت الشباب ، بان عليكم أن تتجهوا الى الدراسة والتحصيل العلمي ، لان العراق في حاجة ماسة إليكم بالمستقبل القريب أو المتوسط بإذن الله تبارك وتعالى ، وأن تطوعكم لا يزيد ولا ينقص من الحشود الأخوة الايرانيين على الجبهة ، وأكدت لهم ، بأنهم عبارة عن ( حطب ) في هذا التطوع لا أكثر ولا أقل ، وان من يحثكم على التطوع ( مرتاح ) ، و( سالم ) ، وربما يمنع أبنه من التطوع .. وحين كنت أقول ذلك ، لاني أعرف أكثر من ( قيادي ) شجاع في حزب الدعوة وغيره من الاحزاب ( الإسلامية ) كان لسانه ذربا في حث الشباب العراقيين المساكين الى الذهاب إلى الجبهة، ولكن كان يحرص على أن يمنع ولده من الذهاب الى ا لجبهة ، بل نشبت خلافات بين بعض الاباء وأبنائهم في هذا الخصوص ، حيث كان بعض الابناء تحت طائلة الحماس الديني الذي كثيرا ما يكون عبارة عن هلوسة يريد الذهاب إلى الجبهة ولكن أباه يمنعه ، وتأتي فرصة الكلام عن بعض هؤلاء بإذ ن الله تبارك وتعالى . كانت المحاضرة مقنعة جدا ، ولا أنسى لحظة انفجر سيد نجفي ( معمم ) بالبكاء المر ، لان ابنه كان قد أعدمه صدام ، لا لشيء ، سوى أن رجال الامن العامة اكتشفوا في بيته بعض نسخ من الرسالة العملية للشهيد محمد باقر الصدر ، كان سيدا ، قارئا على الحسين ، صاحب صوت أجش ، وقد أثار بكاؤه مشاعر الشباب المتواجدين في المحاضرة … هذه المحاضرة كانت بعد أن أدركت تماما وكما يمليه عليّ ضميري ووجداني ، إن ذهاب شبابنا الى الجبهة بمثابة انتحار مجاني ، وإلاّ كنت مؤمنا بالفكرة بداية ، ربما جاء ذلك متأخرا ،وربما بعد إيمان وإنْ بسيط بالفكرة والمشروع ، كما أن من أسباب هذا الموقف ، إني اكتشفت تلك المفارقة المجرمة ، أي حث الشباب على الذهاب إلى الجبهة ، ولكن الذين يحثون ويشجعون على ذلك مطئمنون إلى بيوتهم في شمال طهران ، وإلى غذائهم الدسم ، ومائهم النظيف ، وسياراتهم الفارهة ، وسفراتهم السعيدة . في منتصف الليل اتصل بي السيد الخزاعي ، وقال لي بالحرف الواحد والله شاهد على ما أقول : ( ليش خوية هيج ) كلامك كان خلاف الاتفاق تماما : قلتُ : هذا ما أملاه عليّ ضميري ، قال: ( لكن هذا بضرر أخوتك ابو عمار ) .. قلتُ : سبحان الله ، بضرر أخوتي ! وما ذنب هؤلاء الفتية الذين هم بعمر الزهور ؟ لقد كنتُ معه جافا ، ومن وقتها كانت هناك تحفظات على دعوتي لإلقاء اي محاضرة في أي محفل إلاّ بمراقبة وشروط ! لا أنسى ! كان أي شاب يأتي هاربا من العراق إلى إيران ، وفيما كان من الغرباء ،وليس له معين ، يقولون له : ( أنت بين أمرين ، أما تذهب للحوزة أو الجبهة ) ، وهكذا حصل مع شاب من أهل الكرادة الشرقية، فيما كان يريد إكمال دراسته باي شكل كان ، فما حصل سوى أن اُصيب بالجنون ، والمسؤول عن هذه الجريمة الآن حي يرزق ، يملك الاموال والبيوت ، من ْ هو يا تُرى ؟ يأتي الكلام عنه بإذن الله .

الحلقة الثالثة : ماذا قال الشبوط لخضير الخزاعي في لبنان ؟

كان البير كامو يؤكد بأن قضية الانتحارهي القضية الفلسفية الاولى ، كان يكره الاسئلة الميتافيزية ،ويسخر من أجوبة الفلاسفة على الاسئلة التي تبحر في جذورالاشياء ، كان يريد أن يثبت بان الحياة يمكن بل تستحق أن تُعاش حتى وإنْ كان الكون عبثا .. بالنسبة لي ، أقول حتى إذا كان الكون حكمةُ فالحياة لا تُعاش ما دام هناك خبثاء جبناء منافقون ، ولم أجد أكثر نفاقا في هذه الدنيا من خلال مسح شخصي عادي مثل ( المتدينين ) أضع كلمة المتدينين بين هلالين حاصرين للغاية ،وفي روايتي التي صدرت مؤخرا بعنوان ( العودة إلى الرصيف ) ثمة قول لي ثبَّته في المتن ، وهو ( الدين حقيقة والتدين كذبة ) ، والأقوال في مثل هذه الارسالات تُقال على ذمة النسبية وليس الإطلاق كما هو معلوم. كانت هناك مشاكل ( دعوتية ) في سوريا ، جاء وفد من الدعوة لحل هذه المشاكل ، وكان من بين القادة الدعاة صاحب المقولة العكسية التعسة النحسة ،( اليد التي تتوضا لا تسرق ) أي خضيرالخزاعي ، نائب رئيس جمهورية العراق المسكين ، ولا أريد أن أطيل بما جرى ، حيث كان لخضير موقف ثوري رائع في نكران الذات ،آتي عليه لاحقا بإذن الله تبارك وتعالى … ولكن كانت من بين المشاكل ، ان الحزب كان يتخوف أو يتوجس من محمد عبد الجبار الشبوط ، من أن يكون في نيته الانشقاق ، وهو كان يدير جريدة البديل الاسلامي ، وكانت الدعوة تشك أن عزت الشابندر يدفع به بهذا الاتجاه ، والواقع كانت قيادة الدعوة بشكل عام تخشى محمد الشبوط ، ولم ترتح له ، خاصة وقد كان من جماعة سامي البدري ، وسامي البدري على علاقة سيئة بالدعوة ، ولهذا حديث يطول يأتي في وقته ، ولكن النقطة التي صعدت من شكوك حزب الدعوة بنوايا السيد محمد عبد الجبار الشبوط هو اشرافه على جريدة البديل الاسلامي التي كانت تابعة لعزت الشابندر بشكل وآخر ، ومهما يكن ، كان كل ذلك من اسباب صراع عنيف شرس بين بعض قيادة الدعوة وبين الشبوط ، وكان ( بطل الصراع ) من طرف الدعوةالاستاذ عبد الزهرة البندر ، المشهور بـ ( أبو نبوغ ) ، وبحسب كل هذه المعطيات ، قرر الاستاذ خضير أن يسافر إلى لبنان للحديث مع السيد الشبوط ، لان هذا الاخير قرر ترك سوريا والعيش في بيروت لأسباب ليس هنا مجال بيانها …. ما الذي حصل ؟ حسب علمي كان هناك عتاب من خضير مع الشبوط ، وكان خضير واعظا من الطراز الرفيع ، والشبوط يسمع ، كان خضير يؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة الحزب ، وأن يلتزم الشبوط بقرارات الحزب ، وأن لا يعمل حسب اجتهاده … ماذا قال الشبوط لخضير في نهاية المطاف حيث فشلت مواعظ خضير كما فشلت مع غير الشبوط ؟ قال محمد الشبوط لخضير : لا يحق لك أن تتكلم معي ، لسبب بسيط ، أنك عثمان بن عفان وأنا أبو ذر ! ليس المهم هنا أن يصف الشبوط خضير بانه عثمان ، ولكن هل حقا يستحق هذا الوصف الخطير ؟ جاء وقت ما أجلتُ الكلام عنه … لقد اقترح الدعاة في سوريا على الحزب أن يتولى خضير قيادة العمل في سوريا ، وافق خضير مباشرة ولكن بثلاثة شروط ! الشرط الاول : أن يتقاضى راتبه بالدولار ، وحسب ما اتخطر ألف دولار . الشرط الثاني : أ أن يقتني جواز سفر سوري . الشرط الثالث : أن يكون بيته في المزة أو مكان آخر يتمتع بنفس مواصفات بيته في شمال طهران . واليوم ، لست أدري ، هل ما زال خضير الخزاعي بمثابة عثمان بن عفان بتصور أخينا محمد عبد الجبار الشبوط ؟ وللحكاية تتمة ، بل تتمات ! يتبع…

الحلقة 4 : داعية ( شريف ) جدا !

العزة من أبرز ما يجب أو ينبغي أن يتصف بها المؤمن ، عزّة النفس ،عزّة الضمير ، ولذلك قال تبارك وتعالى : ( العزة لله ولرسوله والمؤمنين )، والعزة صفاء روحي ،سمو روحي ، ألق روحي ، وفي مقابل العزّة الذلة والصِغر والمهانة ، الشخصية القوية من أبرز ما يميزها العزة …. يوما ما ، وفي منطقة الامين في دمشق الممتحنة ، وكم لدمشق فضل علينا نحن أبناء العراق ، خاصة ( الإسلاميين ) كنت واقفا ، فاجأني ( أحد الدعاة !) بسؤال غريب ، أخي أين أنت ؟ افتش عنك في السماء وجدتك في الأرض … السؤال فاجأني حقيقة ، إذ لم يمض على رؤيتي هذا الداعية ( الشريف جدا ) أكثر من يومين ، ثم لم تكن لي علاقة قوية به ، بل كنت أمتعض عندما أراه ، بل أحاول الهروب عن ملاقاته ! قلتُ : خير أخي تفضل ! قال : عندي شغل معك في غاية الأهمية ، يخص الدعوة ، الدعوة : قلتُ ، قال : نعم ، الدعوة يا أخي … ما هو هذا ( الشغل )الذي كان في جعبة هذا الداعية ( الشريف جدا ) ؟ تعرف فلان : هكذا قال ! ضحكت ضحكة بسيطة ، لان (فلان ) من انبغ الدعاة كان ، وله منزلة فكرية وأدبية عندي ، وهو كذلك عند وسط الدعاة في سوريا ، ثم إن (فلان ) ممن لم يعتش على الدعوة، ولم يشترط بيتا في المزة كما اشترط الاستاذ خضير الخزاعي ، بل كان يتنقل بين الأمكنة شبه المهجورة … فلان كان لقبه ( المهاجر ) واليوم لقبه ( المهاجر أبدا ) … وهو كذلك … لا أطيل ! ما هو الشغل ؟ قال ما معناه: إن (فلان ) جاسوس روسي على حزب الدعوة!!! صُعِقت ! كانت صدمة بالنسبة لي كادت تودي بحياتي ، ليس لأن ( هذ ا الداعية الشريف جدا ) صادق بكلامه ،بل للجرأة الوقحة ، إن كلامه هذا رسم في ذهني مباشرة صورة للانحطاط الاخلاقي الذي يسود بعض العلاقات داخل العمل الاسلامي . لم أجبه … سرحتُ …. قلت له كيف يأ أخي ؟ قال : لانه يدرس اللغة الروسية في المعهد الروسي …… توجهت فورا لاخ عزيز يشتغل مهنة التصوير، في سوريا ، داعية متفان حقا وهو من أنبل الناس، أخبرته بالحاثة ،اصيب مثلي بالذهول . هذا الداعية ( الشريف جدا ) يعرفه الدعاة ، كان في غاية المهانة الشخصية ، يلعق كعب حذاء المسؤول الكبير في الحزب،غريب في كيفية التملق والتذلل بين يدي المسؤول الحزبي ، وكان لسانا ذربا في الدفاع عن المسؤول الكبير، والحق كان يتمتع بشيء من اللباقة الكلامية والخطابية ، ولذلك كان خطيب الحزب في المناسبات … هذا المتملق كان يجد حضنا لدى المسؤول الكبير ، لأنه بوق ، ولأنه لا يتوانى من إتهام أي شخص بالجاسوسية والعمالة والكفر … كان يتملق الاستاذ عبد الزهرة البندر إلى حد التصاغر الصفري ، لأن أبا نبوغ كان مسؤول الحزب هناك ، وكان في غاية المهارة في استغلال الأذلاء ، يختارهم بدقة متناهية ، وفيما تغيَّر المسؤول لعب ذات اللعبة ، لا يوجد داعية لا يعرفه اسما ورسما وعملا ومشاكل ، ولكن كان في حماية المسؤول طبعا ، لان الإسلام يوصي بحماية ( المتملقين ). تدور الايام ، وإذا بداعية حقا شريف يطرق بابي ـ وكنت أعيش في قبو انا واطفالي الاربعة يتكون من حجرة واحدة ولمدة ثلاث سنوات ،أي تماما كالقصرالذي كان يعيش فيه خضيرالخزاعي في شمال طهران ـ كان مذعورا حقا … قلتُ : خير أبا فلان ؟ قال : ( ماذا أقول لك ) ؟ فلان. ــ ،وفلان هو ذات الداعية الشريف جدا ــ يتهمك بانك عميل أمريكي ، بل أنت من السي آي أي! كان يرتجف ، ما هي حجة هذا الداعية الشريف جدا ؟ لان غالب الشابندر لم يخطا في توقعاته السياسية، فلابد وأن تكون معلوماته من المخابرات الامريكية ! هذا الداعية الشريف جدا الذي جمع مالا كثيرا ، كثيرا ، والذي راح ينتقل من حضن كبير إلى حضن كبير ، كان آخر حضن لجأ إليه هو حضن الدكتور السيد إبراهيم الجعفري للاسف الشديد ، وأجزم أن الدكتور لا يعرفه حقا … وإلاّ ليس من المعقول أن يمثله في غيابه في احتفالات مهمة ومسؤولة ، وربما ( لا ادري ) في اجتماعات مصيرية ! ترى كيف تولدت قناعات لدى هذا الداعية الشريف جدا بالتهمة التي الصقها بي أنا المسكين ؟ في حلقة مقبلة نلتقي على هذه المائدة المسمومة واللذيذة جدا … هذا الداعية الشريف جدا يعرفه الدعاة جميعا ، سواء كانوا في سوريا أو لندن ، ينتسب إلى ا لكاظمية، ويحتفل في بيته بمناسبة وفاة موسى الكاظم عليه السلام ، والكاظم بريء منه … ه ولم تنته القصة بحقه ، هناك تتمة بل تتمات .

الحلقة 5 : معسكر الأهواز قصة لم تات بعد !

لستُ وحدي أنا الذي خسرتُ حياتي ببركة هؤلاء ، بل المئات ، الآلاف ، راحوا هدرا ، شُنقوا ، وقد نسج ( المؤمنون ) فيما بعد ، من حبال مقاصلهم بيوتا من خيوط ذهبية، تلمع على ضفاف نهر دجلة المتخوم بجثثهم الطاهرة ، رُمِيتْ خِلسةً بعد وجبة اعدامات سريَّة في سجون الطاغية ، مساء كل يوم، يخرج صاحبنا يتامل خيوط الشمس تسحب أنفاسها بهدوء ، لتغادرنا على أمل يوم جديد ، وما هو بجديد سوى بعين صاحبنا النوعي ، فيما تفتش أم شهيد عن قطعة قماش مرمية في قمامته الغنية ، تستر فيها سفاحها على يديه ( المجاهدتين ) قبل غيره ! معسكر الاهواز …. وما أدراك ما معسكر الاهواز ! كان الفرن الذي صهر مئات الجثث الطاهرة ، أمَّا الرؤوس ، فقد كانت تتلذذ بماء شمال طهران ، زلالا ، وفواكه تجريش تثير شهوة الجدار الاصم … ما هي القصة يا صاح ؟ تأتي فيما بعد يا صاح ! ومن الألم يسقط دمعٌ فيه ألم يا صاح ، أي والله … هل انتهت قصة ذاك الداعية ( الشريف جدا ) ؟ كنت ألقي محاضرات اسلامية سياسية في قبو حزب الدعوة في سوريا ، كنت ـ ولأني ساذج ربما ـ اتفانى في التحضير ، لانها كما كنت أتصور وربما ما ازال إنها مسوؤلية فكر وضمير ، ولا أريد أن امدح محاضراتي ، ذلك متروك للتاريخ ولمن كان يحضر ، وفي أحد المحاضرات قلت ما معناه : يبدو أن منطقة الشرق الاوسط ستشهد ثورة خبز ، واستشهدت على ذلك ببعض المعالم ، وسواء كان استنتاجي صحيحا أم خطا ، قامت قيامة ( المؤمنين ) ، فهذا فكر ماركسي ، مشبوه ، ودخل بعضهم معي بحوار خارج المحاضرة، وكان حورا مضحكا للغاية ، لان الاصحاب لم يفقهوا شيئا لا من المحاضرةولا من الفكر الماركسي ! صدر فرمان سري بحرماني من إلقاء المحاضرات ، وليس في ذلك ما يهمني ، ولا يؤلمني ، ولكن المصادفة الغريبة، بعد اسبوع من هذه المحاضرة خرجت جموع هائلة في تونس ، ثائرة ضد الحكومة، وكانت عنوان المظاهرة هو ( من أجل الخبز )!! وتشاء الصدف وأنا راجع لبيتي بعد زيارة لمكتبةالنوري بحثا عن كتاب ، أنْ يلتقيني ذاك الداعية ( الشريف جدا ) ، ومن غرائب الصدف أن يكون هذا ( الداعية الشريف جدا ) يحمل ربطة خبز !! ماذا قال؟ أبو عمار ــ وهو يشير بيد ه الى ربطة الخبز ـ ثورة الخبز ، ها ، ثورة الخبز ، قالها بشيء من الاستهزاء والخبث ، عجيب أمر هذا الداعية . قلتُ : كان هذا الداعية البوق يلعق كعب عبد الزهرة البندر ، ومن ثم كعب من جاء بعد عبد الزهرة البندر ، واليوم ، يمكنكم أن تجدوا اسمه منقوشا على كعب الدكتور ابراهيم الجعفري … ليس عيبا أن لا يجد كثير من الدعاة الشرفاء اليوم قوت يومهم ، فقد يكون قدرا ،ولكن من الظلم أن يتمتع مثل هذا الداعية ( الشريف جدا ) بكل ميزات الحياة الهانئة ، الثرية ، الغنية، الناعمة ! وليس عيبا أن لا يجد من أعطى أكثر من شهيد ما يسد به رمقه ، فقد يكون قدرا ، ولكن من الظلم أن تتمخض مسيرة الحركة الاسلامية بعد كل هذه الدماء ، عن تسيِّد مثل هذا المتملق ، لاعق كعوب الكبار .. كنت في ندوة تلفزيونية على قناة الفرات ، عن استشهاد السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله ، وفيما سالني المخرج عن الآثار التي ترتبت على هذا الاستشهاد قلتُ له وبكل صراحة : لا شيء !!!!! صُعِق الرجل … أكملت قولي : إن دماء محمد باقر الحكيم ، ودماء الشهيد محمد صادق الصدر ، ودماء محمد باقر الصدر لم تثمر شيئا ، أبدا ، وكذلك دماء كل الشهداء الابرار ، إنها دماء جافة ، لم تثمر ، لأنها لم تجد البيئة الطاهرة ، الدماء وحدها لا تثمر ، تحتاج إلى بيئة طاهرة ، ثم أقول لك : أين هي الثمار ؟ وكنت أقول مع نفسي في الاثناء ، إن من ثمار هذه الدماء أن يتسيد علينا أمثال هذا الداعية ( الشريف جدا ) ، وإن من ثمار هذه الدماء ، أنْ لا يكتفي الداعية بان يكون نائبا في البرلمان بل إضافة إلى ذلك ياتي بابنة أخيه لتكون نائبة أيضا ، ومن ثمار هذه الدماء ، أن تتحول أسرة الداعية الى اسرة عثمانية ، فيما كانوا يعلمونا بانها أسرة إبي ذريّة . كثيرا ما أقول لنفسي : هل كنت ساذجا لهذا الحد ؟ نعم ! كنت ساذجا ، وإلا كيف يخدعني سامي العسكري ؟ كيف خدعني ؟ هناك أكثر من تتمة سوف تأتي …

الحلقة 6 : كيف خدعني ( الداعية القديم ) سامي العسكري ؟

هناك مقولة لابرز فيلسوف فرنسي في حينه ،جان بول سارتر نصّها بالتمام 🙁 الوعي دودة تنخر في المخ ) ، عفوا ، قلت بالنص ، ربما لا ، ولكن ذات المعنى ، ولكن أنا اقول : ( إنّ الشرف دودة تنخر بالمخ ) ، وإلاّ اي شريف يهنا له عيش وهو يرى مثل موفق الربيعي يتحكم بشرفاء العراق ؟ وبالمناسبة، خرج قبل يومين في قناة (الاتجاه ) ليؤكد بانه هوالمسؤول الاول عن اعدام صدام حسين وليس رئيس وزرائه نوري المالكي ، وهو المفاوض الأكبر مع الامريكان في خصوص القضية كلها ، وهو لم يجرا على قول مثل هذا الكلام عندما كان في الحكومة ، لأن يعرف جيدا أن المالكي حينها سوف يطرده وبـ ( الجلايق والبصقات ) ، وهناك الكثير سوف أرويه كما رأيته بعيني والله على ما اقول شهيد … نعم … الشرف والصدق مع الذات دودة تنخر في المخ ، وفي القلب،وإلاّ أي شريف يغفو له جفن وهو يرى وزارات الدولة نهبا لأسرالدعاة ،أصحاب الأيادي التي تتوضا ،وأي شريف يهنا له طعام وشراب ،وعباس البياتي يريد استنساخ المالكي ، أرأيتم كيف يكون الاسفاف ؟ قبل حوالي خمس سنوات أو أقل قادتني الصدف السيئة الى قصر السيد رئيس الوزراء نوري المالكي،هناك كان لقاء ، وقد حضر اللقاء جمع من أعوانه ومحبيه وحواريه ، منهم سامي العسكري ، وطارق النجم ، ومنهم مجيد ياسين ( أغاي أدريسي ) ،ومنهم صادق الركابي، وشيخ الحزب عبد الحليم الزهيري،وآخرون نسيت اسماءهم ، وكان هناك حوار بيني وبين رئيس الوزراء ، وكان حوارا حادا ، قال سامي العسكري : الأخ ابو عمار يتصور فيما إذا تغير او تبدل مكتب السيد رئيس الوزراء سوف تُحل مشاكل العراق … هكذا قال … قلت له : غالب الشابندر ليس بهذه السذاجة كما تعلم ، ولكن لا يحق لك أن تتكلم ، وأنا لا اثق بك ، واردفت بالقول : هل تتذكر عندما اتفقنا على عمل سري خاص وأنت نكثت العهد ؟ ما هي التفاصيل ؟ كنت أنا وسامي العسكري على علاقة قوية في ايران ، وسوف اتكلم كثيرا عن ذلك لاحقا ،و كانت تجمعنا بعض المواقف الجذرية من علماءالدين ، مواقف سلبية للغاية ، اي كنا ضد رجال الدين ، وعلى امتداد هذا الموقف اتفقنا معا بعد التغيير الكبير في العراق،أن نكتب باسماء مستعارة مقالات في المواقع ضد رجال الدين ، ومن أهم المواضيع هنا ،أنْ لا يحق لرجل الدين أن يرشح للبرلمان ، وإذا رشح عليه أن يخلع لباسه الكهنوتي،وأن نركز بان السياسة شيء والممارسة الدينية شيء آخر … هكذا كان الاتفاق والله على ما اقول شهيد ،وبالفعل، بدات بهذه الكتابات،ولكن سامي العسكري في هذه الاثناء نزل مع الجماعة الذين جاءوا مع الامريكان في البداية ، على ما أتذكر … لم يكتب حرفا واحدا … أكثر من هذا.. تحول إلى لسان ذرب في الدفاع عن رجال الدين والمرجعية الدينية ، واتذكر دخل في سجال ساخن مع عزت الشابندر على التلفاز العراقي ،كان سيستانيا أكثر من السيستاني ، وهو الذي كان يشاركني الساعات هجوما لاذعا على رجال الدين ،حتى إن الشيخ الاصفي حفظه الله أصر على طرده من الحزب لهذا السبب … سبحان الله ! سامي العسكري يحب رجل الدين ! معجزة كونية … ولكن أليس كاتب هذه السطور كتب المقالات تلو المقالات عن السيد السيستاني ؟ اليس في هذا تناقض فاضح ؟ لقد كتبت ومازلت أكتب عن (السيستانية ) وهو مصطلح من نحتي ورسمي ، بلحاظ بعض المواقف المهمة لهذا الرجل التي اعترف بها الجميع ، العدو والصديق ، المؤمن والملحد ، وحاولتُ أن أؤطرها بإطار عام من صنعي وتأليفي ، وجوهر المحاولة تجنيب الشيعة القتل والدماء والدمار ، ولم أكن أؤمن بالسيستانية بل أنا معجب بها ، قد كتبت ذلك بالنص ، ومرة جازفت عن حق وإيمان وكتبت : الآن أكتب عن السيستانية وأنا استمع لام كلثوم تغني ( الأطلال ) ، تلك الانشودة الخالدة ، بل أكثر من ذلك ، قلت أكثر من مرّة إن العالم يريد الانفتاح على ( السيستانية ) ولكن ( السيستانية ) جامدة للاسف الشديد ، فهل هذا يشبه ذاك؟ وتشاء الصدف أوالمقادير أن التقي سامي الصديق الصدوق في الحج في أحد ممرات فندق للحجاج العراقيين ، وكنت لهفا أن اسلم عليه ، واسال عن حاله وأحواله ، كان يرتدي الدشداشة البيضا ء ، وأنا البنطال العادي ، صافحته بحرارة وشوق ، كان يتلفت يمنة ويسرة ، وصادف أن ينفتح باب السلَّم الكهربائي، ففلت يده من يدي فجأة وقوة ، واندفع بكل قوته إلى السلم ومن دون كلمة وداع !!!!!!!!!!! ليس غريبا عليه … لقد تمكن من الهجرة من إيران الجحيم كما كان يسميها معي إلى لندن بطريقة مازالت لدي مجهولة ، والعجب العجاب ، أن يأتي في زيارة لإيران ، وهو يحذر من السفر إلى الغرب ، لانه مفسدة ، ولأن المسلم هناك يفقد هويته … تماما كما هو حال أكثر ( المؤمنين) ! تُرى هل انتهى كل شيء ؟ لا … وإلاّ ما هي قصة فصله من الحزب العتيد ؟ ومن ثم أي معجزة تجمع بين سامي العسكري والداعية الاصيل الثابت الجوهراني الكلاني رئيس الوزراء نوري المالكي ؟ هل هناك ما هو أكثر ؟ لماذا سارع العسكري بإعلان خروجه من حزب الدعوة ،ببيان مشين ، ملؤه السباب والشتائم المعنوية ؟ جمعتهم الدنيا وفرقتهم الدنيا … صدقوني هذا ديدن ( المتدينين ) بشكل عام ، لا تثقوا بهم ، احذروهم ، الأيادي التي تتوضا ملطخة بعار الغدر والخيانة … وما زلنا في أول الطريق … يتبع ..

الحلقة 8 : وأين يكمن سر الانشقاقات ؟

كثيرا ما أسال نفسي وبكل جدية وربما اخلاص جزئي ،ترى هل حقا أن الانشقاقات التي حصلت في جسم حزب الدعوة هي من أجل المباديء والافكار ،أي سببها فكري ، نظري ، اديولجي ؟ مرّة وأنا في طهران سالت الاخ ابو صفاء احد قيادي حزب الدعوة المحسوبين على الشهيد عز الدين سليم رحمه الله السؤال التالي ، وبالنص : لماذا هذا الانشقاق أبو صفاء ، ولماذا لا ترجعون الى الحزب الأم ؟ قال والله على ما اقول شهيد : نحن مختلفون فكريا وسياسيا وتنظيميا !!! الحقيقة أُصبْت بالذهول ،ترى أين هي مواطن الخلاف كانت بين الشقين من حيث الفكر والسياسة والاجتماع ؟ هل حقا هناك خلاف فكري وسياسي واديولجي بالمستوى الذي يستوجب إنشقاقا عموديا في حزب ينبغي أن يحافظ على وحدته وكيانه خاصة في مثل الظروف التي حصل فيها الانشقاق ؟ لست أدري ولا غيري يدري كما يبدو ما هي معالم الاختلافات العميقة بين حزب الدعوة الأم وحزب خضير الخزاعي ، الذين هو بدوره إنشق على نصفين بشكل وآخر . فيما لم يحصل السيد الجعفري على أمانة الحزب بالانتخابات التفليدية خرج واسّس تيار الاصلاح ، تُرى لماذا لم يؤسس هذا التيار قبل هذه الانتكاسة كما يتصورها ؟ وقد كتبت مقالا بالاشتراك مع السيدة ناهدة التميمي كما اتذكر عن تيار الاصلاح ، وفي حينها قلت :أن خروج السيد الجعفري من حزب الدعوة خسارة له وللحزب في آن واحد … هل هي انشقاقات مبدأية حقا ؟ لست أدري ، ولكن الذي اعرفه على الاقل ، ليس هناك ما يشير إلى اسباب عميقة تتصل بالفكر والسياسة وراء هذه الانشقاقات … ولكن لحظة ! يشهد ربي على ما اقول ،مرّة وفي احدى القنوات الفضائية كانت هناك مقابلة مع السيد خضير الخزاعي ، وقد سال المذيع السيد الخزاعي عن دواعي هذا الانشقاق ، فماذا كان جواب خضير الخزاعي ؟ كان جوابا اغرب من الخيال ، قال ما معناه تقريبا : لقد اختلفت الامزجة بيننا مما جعل العمل سوية صعب ، فحدث ذلك ، ثم برر الامر بانه طبيعي في الاحزاب والجماعات !! السؤال الآن هو : من الذي تضرر من هذه الانشقاقات في جسم حزب الدعوة الإسلامية ؟ لم يتضرر الكبار ، لم يتضرر أبطال وفرسان الانشاقاقات ، بل الذي تضرر الناس ، والاسلام ، والشيعة ، والعراق ، ثم ، نعم ثم ، تضرر الذين وقع عليهم الانشقاق ، أي الدعاة المساكين … كيف ؟ صناع الانشقاقات أحياء ، أكثرهم أحياء يعيشون معنا ، منهم من صار رئيس وزراء ، ومنهم من صار وزيرا ،ومنهم من صار نائبا في البرلمان ، ومنهم من صار نائب رئيس جمهورية ، ولكن ما الذي حلَّ بمن جرى عليهم الانشقاق ، أي القواعد المسكينة ؟ بكل بساطة ، منهم من نزل بعثه معكسر الاهواز الى غياهب الموت الرؤوم، ومنهم من ضاعت دماؤه على جبهة الحرب الإيرانية العراقية ، ومنهم من لغفته أهوارالاهواز ، وهكذا …. واضحة المعادلة ! أبطال الانشقاقات ، الان ، بام اعيننا نرى ذلك ، مناصب من الدرجات الرفيعة ، الذين جرت عليهم الانشقاقات ( استشهدوا !!!! لهم الجنة ) ولحسين الشامي قصره المنيف على ضفاف كورنيش الكاظمية ، يستاهل ، لانه كان مؤسس معسكر الاهواز العتيد. حتى الانشقاقات على المستوى البسيط أفرزت ما يشابه هذه النتيجة ، محمد عبد الجبار الشبوط ، عزت الشابندر ، سامي البدري ! أين هم الآن ؟ وأين قواعدهم المسكينة ؟ قارنوا بين الحالين، ولكم أن تستنتجوا السر الكامن وراء هذه الانشقاقات . حسبي الله ونعم الوكيل … الذين جرت عليهم الانشقاقات شُنِقوا ، أعدموا ، صُفُّوا ، أفقروا، شُرِّدوا ، اعزلوا … ابطال الانشقاقات ، وزراء ، رؤساء وزراء ، نواب ، اثرياء ، سيارات رباعيات الدفع ( ويشهد الله لا اعرف عنها شيئا أبدا ، لا صورة ولا خصائص ولا سعر …. ) ، خدم ، حشم ، بل حتى طاهيات من الفلبين ، ترى إلا يستحق السيد الخزاعي طاهيات أجنبيات كي يحافظ على لياقة جسمه ؟ كتبت رواية بعنوان ( المرآة المثلومة ) اتولى فيها تحليل شخصية خضير الخزاعي كنموذج من صناع مهنة تشقيق الحزب ، وقد نشر موقع وسط اون لاين منها ثمان حلقات ، كتب أحد المعلقين ( هذا من فضل ربي ) وقد شفعها باية قرآنية ، ولاني اعرف هذا الرجل حدست بانه هو صاحب التعليق ، علقت : ولماذا لاتعتبره بلاء ! وأكثرنا نحن القدماء عاصرنا هذه الانشقاقات ، التي تتبعها حملات شعوى متبادلة بين أبطال الانشقاقات ، اتهامات بالعمالة ، وبترك الدعوة من السبعينات ، ومما كان يقوله دعاة الحزب الام ، أن شق كوادر الدعوة كان بتمويل المملكة العربية السعودية ،عبر سعد صالح جبر ،هكذ ا أشاعوا، وهكذا كان بعض دعاة الدانمارك يقولون … منْ الذي كسب ، ومنْ الذي خسر ؟ الذي كسب أبطال الانشقاقات ، والذي خسر ( أولاد الخايية ) وكان فيهم الطبيب ، والمهندس ، والمحامي ، والمعلم … (اولي عليهم ) … وتشاء الصدف أن اشترك عرضا مع المهندس حسن السنيد احتفالا تأبينيا بمناسبة استشهاد محمد باقر الصدر في جامع الهاشمي ، والتقينا وجها لوجه … بماذا أوعدني ، وماذا كان بعد ذلك ؟

الحلقة 9 : وعدني حسن السنيد !

كل إنسان منته ، فان ،ميِّت، هذه حقيقة واضحة، لكن ينبغي كما أتصور أن ينبغي أن يفنى الانسان وهو يكافح ،يقاوم ،يناضل ،يموت وهو هادف ! هذا ماتعلمته من كتاب التمرد للفيلسوف نصف فرنسي البير كامي ، وإنْ كان ينتظرنا اي مظهر من مظاهر العدالة فيجب أن لا نيأس ، هكذا كان يقول أيضا ، ورغم ياسي في الايام الاخيرة من كل شيء ، ورغم إيماني إن العدالةعلى الارض كذبة كبيرة ، لكن بعض من حكمة كامو لها وقع في داخلي ، وربما نظرية غرامشي ، اي قوله بالياس العقلي والامل الارداي تصحح تناقضي هنا . المذكرات أو الذكريات قد تكون أحدى آليات الصراع ،المقاومة ، فيما إذا كتبت لوجه الله ، ومن أجل الحقيقة ، هذا ماأردت أن ابتدا به وعد السيد حسن السنيد لي بالذات … صدفة أو تقديرا كنت مشاركا في احتفال الشهيد الصدر ، ربما قبل خمس سنوات تقريبا ، في جامع الهاشمي ،باشراف السيد حسين بن اسماعيل الصدر ،هناك كان السيد حسين الشامي ، مؤسس معسكر الموت الرهيب، معسكر الاهواز ، وكان كذلك النائب السيد حسن السنيد ،وقد كان لحسين الشامي كلمة ، قام والقى كلمته ، وكانت أكثر افكاره مستلة ، بل منقولة نصا من محاضرة لي في ديوان حسين بن سيد هادي الصدر في لندن ، حيث كان حسين الشامي حاضرا ، وكم لحسين الشامي مثل هذه الظاهرة من شواهد كما سوف أذكر لاحقا فيما بقي لدي نفَس ، وكان السيد حسن السنيد يلتفت إلي ، ويؤشر باشارات ذات نكهة استهزائية ببعض كلام حسين الشامي ، وقد القى السنيد قصيدة بالمناسة وكانت قصيدة رائعة حسب تصوري … إنتهى الاحتفال … وأنا في بهو القاعة الخارجي جاء هو وحرسه ، سلّم علي بحرارة ، عانقني وبادرني بالقول : اسال الجماعة ( شنو ) قلتُ لهم عنك ، لقد قلت لهم ان هذا الرجل مفكر ، وكانت كلمتك منهاج سياسي … لستُ أدري أكان صادقا ام كاذبا ، الله يعلم ، وفيما كنت ابتسم قال وينك أنت لا تجي للعراق ،لا نشوفك ) ، فاجبته : جئنا وطردتونا ! قال : متى ؟ قلتُ :معقولة ابو عمار ! انت ما تدري ! حلف ايمانا مغلظة على ذلك ، قال : متى ( وشلون ) ، قلتُ له : جئنا وطردتونا ، قال : من طردك ابو عمار ، قلتُ له بالسر : الذي طردنا فلان وفلان ، قال : ( ذولة ) يشردون أكبر واحد … قال : انت كيف يرسل عليك واحد وأنت وابو سليم تسبون الحكومة من هناك ! ثم أردف والله على ما اقول شهيد :خلص، اعتبرها خلصانة ، انا اريد أن اؤسس مركز ابحاث تابع لرئاسة الوزراء ، مستعد تشتغل ؟ قلتُ : الآن وليس غد وبلا شروط سوى حرية الكلام والبحث ، ومن دون راتب ( اللهم انت شاهد على ماقول ، ويا ربي دمرني ودمر عائلتي إنْ لم اقل ذلك وبكل اخلاص ، يا رب ما في غيرك شاهد في مثل هذه الحالات …) ، مزح معي، ومزحاته معي ذات نكهة خاصة بطبيعة الحال ، لان علاقتي به صريحة … قال :اصبر ، اعطني رقم تلفونك ، اعطيته رقم تلفوني في العراق والسويد ، قال :سوف اكتب تقريرا الى رئيس الوزراء بذلك واخبرك بالتفاصيل ، ودق رجله بالاض ونشد بيتا شعريا ، ولمس شاربه ( والله الشاهد ) . افترقنا ، وهذا يوم وذلك يوم … لا أدري ، لا اريد أن اظلم الرجل ، ربما قدم مثل هذا المشروع ورفضوه أو رفضوا اشتراكي ، خاصة وفي مكتب رئيس الورزاء المالكي أكثر من شخص يود لو يثرم لحمي ثرما ، لا لسبب سوى أني صريح واواجه الآخر بما أؤمن . لقد كتبت مرّة قائمة بالف نقطة ، وارسلتها لاصحاب القرار الشيعي ، بما فيهم من هو في الحكم ، وكانت أحد النقاط تقول : ( هناك من سوف يضحك من كتاب هذه النقاط ، وهو السيد حسن السنيد ) ، ولم اقصد أنه يضحك أو يسخر مما فيها من مضمون ، بل بالعكس سوف يكون أ كثر من غيره اهتماما بها فيما وقعت بين يديه ، لاني اعرف ذكاء وفطنة ( وحيلة ) السيد حسن السنيد ، ولكن لأن لسان حاله يقول وهو يقرا هذه النقاط : ( خطية أو إزواج ذولة كاتبين هذه النقاط ، لان مخلصين للقضية من كل عقولهم ، ما يدرون القضية لاكفة هواء ) … لأنه ذكي جدا … تدور الأيام وتمضي الايام وأتذكر المنشور الذي كتبته بعنوان ( الخطر الليبي على ايران والحركة الاسلامية العراقية ) حيث كان سبب لقائي بالسيد كمال الحيدري ، فما هي قصة هذا المنشور ، وما قصّة السيد كمال الحيدري مع المنشور ؟ يتبع…

الحلقة 11 : ماذا قال لي الشبوط عن علي الموسوي ؟

كان الفيلسوف الانكليزي (برانتد راسل ) مثاليا في توجهه الفلسفي ،متأثرا بالفيلسوف ( برادلي ) ، كان معجبا به إلى حد الإفراط، ولكنّه تحول بعد ذلك إلى الفلسفة الواقعية بتأثير صديقه الفيلسوف الواقعي  ( مور ) ، ويروى عن فيلسوفنا ( راسل ) إنه كان يتمنى أن يبقى فيلسفا مثاليا ، حيث لا واقع في الخا رج ، وإن الزمان والمكان بمثابة وهمين لا أكثر ولا أقل ، عالم الاوهام والخيالات وليس سوى الفكر بحد ذاته ! والحقيقة ربما كثير من بني البشر الاحرار ، الأبرار، المخلصين ، البسطاء يتمنون هذه المثالية كي لا يروا مثل هذه المفارقات من بني جلدتهم ، وعلى راسها التقلب والنفاق والسعي وراء المادة على حساب الكرامة والعزة والشموخ ،كان أحد فلاسفة الوجودية ،نسيت اسمه يطرح نظرية ( العلو ) ، أي إن هدف الإنسان أن يتخطى دائما ، وكأنه يذكرني بالآية الكريمة ( يا أيها الانسان إنك كادح لربك كدحا فملاقيه ) … مجرد أن أعلنت عن عنوان الحلقة هذه : ( ماذا قال لي الشبوط عن علي الموسوي ) حتى جاءتني كير من الندائات التلفونية، من السويد والعراق ولندن بل وحتى استراليا ، وكل منهم يحكي لي عن (مقلب ) سياسي زج به السيد الشبوط وخرج منه سالما ،بحيث يكون هو الرابح الوحيد من العملية كلها ، وطبعا ، جوهر العملية بسيط للغاية، ما هو ؟ ياتي تفصيل كامل بهذا الامر ، والاستراتيجية هي ( عدم الالتزام ) والنقض بالوعود والعهود ، حتى لو  شُفعب باغلظ الايمان ، بالله والشرف والدين وكل ما هو مقدس … كان السيد محمد عبد الجبار الشبوط تعرض لحملة هائلة من كتاب موقع ( كتابات ) المعروف على أثر مقال له في جريدة الوطن الكويتية التي دعا فيه الشعب العراقي للاعتذار من الشعب الكويتي، وكان في الحملة الصائب والزائف ،الحق والباطل،حسب تصوري، وقد عاش على أثره هذه الحملة وضعا نفسيا مقلقا جدا ، فاتصل بي على الجات ، فهو لا يحب الاتصال بالتلفون حتى وإن كلّف ( دينارعراقي أو ديناركويتي!!! ) شاكيا لي الحملة ( المسعورة )عليه … قال لي ما معناه ولعله بالنص ،أن وراء الحملة ( علي الموسوي ) ، وهو المخطط لها ، لستُ أدري صدق من كذب الدعوى ،ولكن ليس ذلك ببعيد ، فإن السياسة تفسد ربما حتى الانبياء والاولياء،والمغانم الكبرى تجعل الانسان في كثير من الاحيان ينقلب على كل القيم الطيبة التي انتمى حزبيا بسببها ، وإلاّ ماالذي جمع بين عزت الشابندر وشيخ عبد الحليم الزهيري، والأخير كان لسانا سليطا( بالسر ، لانه جبان في التحدي الخارجي ) على عزت الشابندر ،حتى كان يتهمه بأصالته السياسية في سوريا ؟ وفي ذلك كلام طويل يأتي وقته بإذن الله . كان الشبوط متبرما من علي الموسوي ، وقد صب جام غضبه وسبابه على الموسوي ، ناعتا إياه بالتخلف والهزال الفكري والسياسي ، محم لا إياه مسؤولية تلك الحملة في سياق ( مؤامرة ) يقودها ضده …. ومن ثم ، أرسل لي رابط موقع كتابات ،وقد شفع الكلام بطلب مني بما معناه تقريبا ( وأنت حر فيما إذا اردت أن تدافع عني بطريقتك الخاصة)، ولان من عاداتي السيئة أو الجيدة ، لا ادري،الاحتفاظ بخيط الصداقة إلى أقصى مسافة ممكنة ، قمت بالواجب المطلوب أو المفروض علي بحكم تلك العادةالسيئة أوالجيدة ، دافعت عنه في الموقع ، وشكرني حينها ، حيث كان يطل علي بالماسنجر دائما ، مبادرا بالسلام ، وببعض التصريحات لبعض المسؤولين العراقيين الكبار، مع حزمة استهزاءات سواء باصحابها أو مضمونها …. ويرى الشبوط أن سبب (مؤامرة ) الموسوي عليه ، ويبدو أن سبب تحميل الشبوط مسؤولية هذه الحملة لعلي الموسوي، هو أن الشبوط بدأت علاقاته تتحسن مع حزب الدعوة أو بعض ( أبطال ) الحزب ، فخاف الموسوي من ان يتسلل الشبوط إلى مكتب المالكي ، ومن ثم يكون يخطف منه منصبه العتيد ، هكذا يبدو لي …. اليوم العلاقة بين الاثنين سمن على عسل ، وذلك بعد كل تلك الشكوك ، وبعد كل ذلك السباب وإن من طرف واحد حسب مسموعاتي المباشرة .. السيد الشبوط كان يتصل بي يوميا ، ليس مرة واحدة بل مرات ومرات  ، عبر الماسنجر ،ولكن ما أن أعلن ( جهوزيته u1575 الخدمية ) للمالكي كما علمت ،وعبر ( رفاق وأعداء الماضي !!! ) أنقطع فجاة ، يخرج على الماسنجر ولكن بلا سلام ، وغابت تصريحات بعض المسؤولين الكبار التي كان يبعثها لي ساخرا ،مستهزئا ، ومنها تصريحات صديقه الجديد ، وربما حبيبه ، علي الموسوي… الحياة موقف ،بل الانسان موقف ،وعندما كتب جون بول سارتر سلسلته المعروفة ( مواقف ) لان الرجل كان قد رفض جائزة نوبل الكبيرة ، وأوصي الاخ علي الموسوي ، بان يستخدم ( كريم وجه سويدي ) للقضاء على بعض تجاعيد وجهه ،بعد أن صبغ شعره بالسواد الحالك ، لعله يظفر بزواج جديد، حاله حال أبطال المنطقة الخضراء ممن كانوا مواظبين على ( صلاة الليل ) … هل سوف يقرا الذين اتصلوا بي تلفونيا امس حول (مقالب أبو سعدي معهم) هذا المقال ؟ حتما ،ولكن سيقولون : ( لم تذكر شيئا.. (ما الذي اخافه على محمد الشبوط ؟ هل نسيت موفق الربيعي ؟ لا …

الحلقة 12 : إعلان شيعة العراق وموفق الربيعي

كان أحد قادة صناع القرار السياسي العراقي الشيعي يسمي أو يطلق على موفق الربيعي اسم : ( الكذَّاب الأشر ) ، وقد صارحه بها ، قالها له وجها لوجه ، كان الربيعي قد حمل حزمة أوراق آتيا بها هذا ( القيادي ) اوهو من المهتمين حقا كما أتصو بالفكر الأوراق التي قدمه الربيعي الى المسؤول المهتم بالفكر ، بمثابة مشروع سياسي واجتاعي وتربوي للعراق أو لحل أزمة العراق وهو على أساس من إبداع موفق وإنتاجه الشخصي . يقول المهتم بالفكر ما معناه : مجرد أن قرات بعض تضاعيف المتن اكتشفت هوية واسم كاتبه ، وإنَّه لمن المستحيل أن يكتبموفق بهذه اللغة العالية القوية السامقة ، كانت لغته تتسم بالاشراق والوضوح والعلمية ، وهي ليست لغة موفق الركيكة البالية الهزيلة … يقول أيضا مانصه : قلتُ له ، أي لموفق ( موفق أنت كذَّاب أشر ) ،هل انت الذي دونّت هذا المخطوط ؟ اتكلم ، احكي ، لا تتاخر بالجواب ؟ يقول الرجل : تلعثم موفق ، وادعى أنه شارك بذلك … اتصل بي أحد تلفونيا أحد الاصدقاء ،وتحادثنا (بطرا ) عن وضع الشيعة في العالم ، وكان من جملة ما تطرقنا له كراس إعلانشيعة العراق المعروف ، وفيما هو أثنى على المشروع الذي اصبح في خبر كان ، بسبب تدين وسلامة طوية صناع القرارالشيعي في العراق ، قال : لقد طُبِع المشروع وكتب تحته تأليف موفق الربيعي …. لست متاكدا من الخبر،واكدت عليه إ نكان الخبر صحيحا ، فأكد لي المعلومة … لا أريد أن اتطرق لتفاصيل المشروع بحد ذاته ، ولكني تابعته ودخلت في صميمه منذ البدايات ، خاصة وإن كاتب هذه السطوركان مهتما بشكل بارز بالقضية الشيعية العامة، وكان واحدا من خمسة اشخاص من المهتمين بالشأن ذاته ،اطلقوا على أنفسهم عنوان ( شباب آل محمد ). خلاصة الامر،إن اجتماع لندن الذي حصل في بيت طبيب من عائلة الكليدار كما أتذكر ، وبحضور نخبة شيعية تداولت هذا الامر ،وكنت بلا مبالغة أوتهويل وبكل تواضع قد قدمت ورقة بسيطة فيها بنود رئيسية عن هذا الاعلان ، لا لشيء إلاّ لاني كنت مهتما اساسا بالقضية الشيعية حيث صرتُ بسبب ذلك هدفا لبعض زعماء حزب الدعوة باعتبار أن ذلك توجها طائفيا … هذه خلاصة سوف افصلها بالايام المقبلة ،ولكن من الذي كتب البيان ،أي من الذي حول تلك الورقة وما أضيف إليها من بعض الحاضرين بيان خطابي؟ شخص واحد ،واحد فقط ، كنيته أبو سليم ، واسمه الاعلامي سليم الحسني ، والرجل من الصحافيين الناجحين ، وكان مرشحالكتابة تاريخ حزب الدعوة ، ولكن بعض اشتراطاته ذات العلاقة بالنزاهة حرمته من هذا الانجاز !!! كانت هناك ورقة المشروع بشكل أولي وبسيط تولى السيد علي علاوي بقراءتها ، وقدم بعض الافكار الجيدة حول المشروع ، أما تفصيله على شكل نقاط فكان كاتب هذه السطور هو الذي اعدها بكل شرف وتواضع ، وكنت قد أعددتها مسبقا ، ثم اضفت إليها بالاثناء ما طرح من افكار وجدتها مع نفسي جيدة ، ومن الذين طرحوا بعض الافكار آنذاك السيد فائق الشيخ علي ، وبعضها كما اتذكر السيد توفيق الياسري والدكتور عبد الصاحب الحكيم ، أما السيد علي علاوي فكان بمثابة المقدم والشارح ، كان يتكم عن فلسفة المشروع . أتصل بي صديق وقال لي : هل سمعت بان أحد أقارب موفق الربيعي حكمت أو القت عليه النزاهة القبض بتهمة السرقة ؟ قلتُ له : هذا من ذاك…مثل هذا الانسان لا تعجب منه عندما يؤلف كراسا اصفر يطلب فيه أن تلتحق جمهورية العراق الاسلامية المقبلة بايران !نعم !هو كتابه !كيف ؟ ياتي تفصيل بإذنه تبارك وتعالى . موفق الربيعي لم يكتب حرفا واحدا من إعلان شيعة العراق ، وإنما سرقه ، وراح يتاجر به هنا وهنك ، ولهذا قصة طويلة يأتي حينها بإذن الله . كيف يجوز إنسان لنفسه مثل هذه السرقة الادبية العلمية الدينية ؟ حقا ،شيء عجيب ، والاعجب منه أن لايخجل عندما يفتَضح أمره ؟ وقسما أن أكون امينا على كل ما اقول ، حتى على نفسي فيما توفرت ظروف السماح والاستمرار ، ولكن اشعر ان أجلي قريب، ويا رب عجل فما بعد من لذة من هذه الحياة . يتبع..

الحلقة 13 : من هو المخلب ؟

كم هي رائعة العلاقة بين ( تارو ) و( ريو ) في رواية ( الطاعون) للفيلسوف الفرنسي ( البير كامي ) ، تارو الطبيب وريو الكاهن ، الطبيب الملحد ، الذي كان يصرّ على مكافحة الطاعون طبيا ، والكاهن ريو الذي يكافح الطاعون روحيا ، ملحد ومؤمن ،كلاهما تقاطعا في حرب ضروس ضد الطاعون ، كان تارو يبحث عن المقدس خارج مملكة اللاهوت ، وكان ريو يصر على ضرورة السماء،ولكن فيما تنتهي حياة ريو بنهاية مأساوية ، حيث اصيب بالطاعون المهلك بعد أن إنزاح خطره من مدينة وهران ،وقف ريو يشجيه ، يبكيه ، يرثيه ( على هذا الهيكل الآدمي الذي كان أقرب إليه من حبل الوريد ،والذي لفظ أنفاسه الأخيرة في أنَّة عميقة ،تاركا إياه على الشط صفراليدين ، وبلا سلاح أومعين ) ! كم هي رائعة هذه المرثية ، و أروع منها ذات العلاقة بين طبيب ملحد وكاهن عميق الرؤية في اللاهوت … سبحان الله ! العلاقة بين ( المتدينين الكبار ، الرساليين ، الحزبيين ) مجنونة بالتشكيك والتشكي من الآخر، علاقة ملؤها المؤامرات الداخلية، وسوف أتعرض لنماذج كثيرة ومصاديق حية في هذا المجال . ولكن لننظر إلى نموذج آخر من الخبث والحيلة … دُعيتُ قبل اربع سنوات تقريبا إلى مؤتمر الوحدة الاسلامية في لندن ، لست أدري من يصرف على المؤتمر،وما هي خلفياته ،ولكن اعرف الذين يشرفون عليه ، لبيَتُ الدعوة ، وفي الجلسة الثانية من المؤتمر ،كان هناك على منصة المتحدثين المفكرالفلسطيني منير شفيق،و آخر جزائري نسيت اسمه ، ثم ، الشيخ طالب حسان ، يُقال من رموز حزب الله في لبنان . كان خطاب الشيخ عبارة عن هجوم لاذع على العراق والعراقيين، كان يدعو العراقيين إلى الانتفاض على ( المحتل ) وطرده ،وباركَ للعمليات ( الفدائية ) التي تقوم بها المقاومة ( الاسلامية ) في العراق ،وآخيرا،أكد بان تحرير القدس يمر عبر تحرير العراق من المحتل الاجنبي … كنتُ جالسا في الصف الاخير أو ماقبله كعادتي والله على ما اقول شهيد ، وكان الى يميني يجلس سيد خطيب جليل ،لا أذكر اسمه خوف عدم رضاه ، وعن يساري شيخ ! الشيخ كان ( يدردم ) ، فهو طالما كان يردد وبهدوء وبطريقة حذرة ( ماكو واحد يرد على هذا ، وين واحد يلطم هذا على حلكة،وين الرجال اللي يلخمه ) يقصد الرد على الشيخ طالب الحسان ، كنت صامتا ، ولم انبس ببنت شفة والشيخ يلقي محاضرته أو موضوعه الجهادي بامتياز عال . أنتهت المحاضرات والمداخلات وبدات مرحلة المناقشة ،كان الشيخ أبو زهراء النجدي u1607 هو الذي يدير الندوة ،رفعت يدي طلبا للحوار، كان النجدي يتجاهلني بشكل واضح ، يدير راسه يمنة يسرة كي يتلافى الاستجابة لطلبي، ولكن السيد جواد غانم صادف وأن أدار وجهه للحضور،لانه كان في الصفوف الامامية، فصرخ قائلا : ( ابو عمار الشابندر عنده مداخلة ) فاضطر النجدي للاستجابة …وقفت وبيدي السماعة … فماذا قلتُ ؟ قلتُ ردا على الشيخ الحسان ما معناه :يا اخي انتم في جنوب لبنان اجتاحوا اسرائيل وحرروا القدس، فإن تحرير العراق الأن من المحتلين ومن ثم تحرير القدس يتطلب وقتا طويلا …ثم قلت ما معناه :لكن شيخنا العزيز ، انتم قبل أيام اجتمعتم مع أعدائكم في الدوحة لفض النزاعات بينكم ، والدوحة يرفرف في سمائها العلم الاسرائيلي …ثم قلت ما معناه : هل تريد من العراقيين أن يحرروا فلسطين وقبل أيام اخوتنا في الارض المحتلة أقامواالفاتحة على صدام وابنيه ،قتلة العراق والعراقيين ؟ ثم قلت مامعناه :أنتم حملتم الزاد والدثار للعتريسي وجماعته على الحدود الاسرائلية اللبنانية ،ولكن العتريسي عمل فاتحة لصدام ، وفي مكة نصبَ خيمة باسم خيمة ابن تيمية … كان الوجوم يسيطر على الجالسين ، خاصة الشيخ المتحدث ،ثم تحدثت عن انحراف مسار المؤتمر ، لان اصل المؤتمر هوالتقريب بين المسلمين فيما صار سياسيا ، وحُذفت مداخلتي التي اعدتتها من قائمة المحاضرات ،والتي كان عنوانها ( التجربةالسيستانية ) ، لم يتجاوب معي بشكل صريح سوى الشيخ محمد باقر الناصري والسيد الذي كان جالسا جنبي ، وقد تكلم فيحينها الشيخ الناصري قليلا موضحا كيف وقع الشيخ طالب الحسان في خلط مفاهيمي … رجعت إلى مكاني ، فماذا كان كلام الشيخ ؟ احسنت ، أحسنت ( قالها بصوت خفيض خفيض جدا ) . قلتُ مع نفسي : تُرى لماذا لم يقم الشيخ نفسه ويرد على نظيره ،والشيخ كبير في الحركة الاسلامية العراقية ، ومشهود له بالتقدم العلمي في الحوزة ، وذي خبرة بالاوطان والبلدان من كثرة الاسفار الإيمانية والجهادية ؟ وهو اليوم من أقرب المقربين للاستاذ المالكي، بل هناك كلام عن كونه الدماغ المفكر بالنسبة للسيد المالكي . من هو هذا الشيخ ؟ إن من عادات ( المتدينين الرساليين ) أن يحقق ( براسك ) مطلبه خاصة إذا كان تحقيق هذا المطلب يكلف ، وتترتب عليه مسؤوليات خطيرة .. هذا الشيخ كان يعرف أني سوف لا اسكت ، لانه يعرفني جيدا ، فاستغل هذه الفرصة ، ولم يكلف نفسه حتى الشكر بصوت عال…حيالين !منهو هذا الشيخ ؟ أحد كبار الحركة الاسلامية يسميه ( المخلب ) ! هل عرفناه ؟ كان يكره عزت الشابندر بشكل مذهل ،لكن اليوم صديقه الحميم ، بل عضيده المفدى ! أؤجل الافصاح عن اسمه ، لان الوقت غير مناسب … وقسما ما همتُ بمنصب ولا حلمت بسيارة ، ولا فكرت ببيت ، ولا سال لعابي على مال ، وكنت اسكن بيتا متداع في طهران ،واليد التي تتوضا كانت تسكن بيتا في شمال طهران ، أقصد ابو الفقراء خضير الخزاعي … وماذا نقل لي هذا الشيخ عما كان يقوله عنِّي ( الدكتور ) خضير الخزاعي ؟ في الحلقة الاتية ، وإن أتمنى أن ينعى مصيري قبله باذن الله تبارك وتعالى ، فلم تعد الحياة تُعاش في مثل هذا الحال التعس. يتبع

الحلقة 14 : ماذا قلت للاديب ورفيقه الزهيري في مكة العام الماضي ؟

في أكثر من حديث مع أكثر من مثقف عراقي شكوتُ له وشكى لي هموم المثقف العراقي ، خاصة من إهمال كلمتهم ، واستبعادهم في حل مشاكل العراق وإنْ بالكلمة ، وما يملكه المثقف في العراق غير الكلمة ؟ فيما السياسي له الكلمة الاولى والأخيرة في الشان العراقي وإنْ لم يكن سياسيا محترفا ولا ذكيا ، وإلاّ أي عبقرية سياسية يحملها خضيرالخزاعي وهو الذي كتب مقالا عرفانيا (حداثويا ! ) في جريدة الصباح البغدادية، وقد بشر به العراقيين بإنتهاء الارهاب (وإلى الأبد ) لان العرب قرروا عقد مؤتمر القمة في بغداد ـ المقال موجود في الصباح قبل انعقاد مؤتمر القمة العربي في العاصمة المنكوبة ـ وفيما لم يجف حبر مقال الحبر الاعظم خضيرالخزاعي حتى عمت بغداد التفجيرات الهائلة راح ضحيتها العشرات فداء (لبولة خضير / إقرا عن بولة خضير في جزء من روايتي عنه بعنوان : المرآة المثلومة ، في موقع وسط أون لاين الذي يديره السيد سليم الحسني ) ، ومازال العنف يتصاعد في العراق بعد تلك النبوءة المشؤمة لخضير أحد اكبرسياسي حزب الدعوة تنظيم العراق / هل هؤلاء ساسة حقا ؟ / اعود لما بدأ ت به ،حيث راجعت مع نفسي تلك الشكوى ، فقلتُ : على الثقافي أن لا يحزن من تصرف السياسي تجاهه بهذا الشكل ، لان البقاء للثقافي والموت للسياسي،ليس بقاء بايلوجيا ولا موتا بايلوجيا ، بل الموت والبقاء بمعنى التاريخ الحي ، هل هناك من أمثلة ؟ لقد اجتاحت اسبرطة بقسوتها الرومانية الجافة اثينا بأناقتها الفكرية ودمرت كل ما فيها ، ولكن الفكر اليوناني الرشيق والكثيف هو الذي بقى ، ولقد انتصرت مدرسة الجبر على مدرسة الاعتزال سياسيا ، لقد ذبحوا رجالها وابطالها وعلمائها ولكن انتصرت فكرة الاختيار وإن جزئيا فيما بعد ، ولقد اجتاح هولاكو بغداد مركِّزا على حرق وغرق الكتب ، حتى باتت مياه دجلة زرقاء حمراء،ولكن المغول اسلموا واسسوا اكبر امبراطورية اسلامية غزت العالم ، ونشرت الدين في أقصى الارض .. ترى ماالذي سيقوله التاريخ عن الاخ ــ عفوا ــ عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ،حتى وإنْ قدَّم ما لم يقدمه نوري السعيد للعراق ؟ سوف يقول التاريخ :إن العراق في عهد نوري جواد المالكي بلا كهرباء لسبع سنوات عجاف، وسوف يقول :أن حكومته شهدت أكبر موجة تزوير شهادات علمية ، وسوف يقول : إنه شق شيعة العراق أكثر من مرّة ،وسوف يقول : خرجت مظاهرات تهتف ( ؟ ) .. وهل سيقول عن طارق الهاشمي غير ذبح الناس وقتل الابرياء ، وتهريب الاموال ؟ وهل سيقول عن علاوي غير تدمير العراق بسبب نرجسيته ودلاله الطفولي ؟ وهل سيقول عن حكومة السيد الجعفري غير أنها لم تكن تستوعب من الزمن العراقي الطويل الطويل إلا ستة أشهر وبمباركة امريكا وبريمر ولكنها شهدت أكبر عملية موت جماعي في حادثة الجسر ، وتفجير مقر الإمامين العسكريين ، وإنه فيما يهدي سيف ذي الفقارللصليبي الحاقد رامس فيلد ،ولكنه عندما يزور طهران يسب المعاهدة الامنية الامريكية العراقية ويعتبرها عاراً في جبين العراق ، ويقول : على كل عراقي أن يطرق أبواب الكويتيين واحدا واحدا ليقدم الاعتذار … والقائمة تطول وتأتي في الحلقات المقبلة بإذن الله تبارك وتعالى … ولكن التاريخ سيقول شيئا آخر بالنسبة للمثقف العراقي ، سيقول : إنه صمد وقاوم ونقد ، وإن مظفر النواب لم يزر رئيس الوزراء ! وهو مثال سريع لا أكثر ولا أقل …. نعود الى ما بدانا به ، حيث كنت في مكة المكرمة العام الماضي ، وفيما كنت على مقربة من بيت أحد العلماء ، لمحت الإثنين ، من هما ؟ وزير التعليم العالي علي الاديب ( الذي هرب من العراق نظرا لملاحقة النظام له ؟؟؟ !! ) وشيخ الدعوة عبد الحليم الزهيري .. كنت متكئا على سيارة واقفة ، خرجا من بيت العالم الكبير ، لمحني الاديب بطرف عينه ، ثم أخذ يواصل سيره ، ولكن التفت فجأة وقال لي : ( خوية أبو عمار ، شلونك ، شلون صحتك ، وعانقني ) كان يرتدي الدشداشة البيضاء، وعجبني بانه لم يصبغ شعره المشيب ، كما هي عادة أكثر الساسة المؤمنين ، خاصة ساسة الخضراء ، وكان شيخ ا لدعوة يرقب المشهد بعين دائرة في محجرها ، والابتسامة الخائفة تطوف على شفتيه ، والارتباك واضح عليه … قال الأديب : ( قرات مخطوطتك التي تتالف من الف نقطة حول وضع العراق ) / وهي الف نقطة كنت قد قدمتها لصناع القرار السياسي الشيعي في العراق سوف انشرها في صوت العراق كلها مرة واحدة / وكان مما قال في الاثناء : ( شلون خلك عندك هاي وشلون جمعتها )؟ قلتُ : (زين إذا كان هيج لعد ما خابرت ، ما اتصلت ، ما سالت ) بدت عليه معالم الحيرة ، وخلفه شيخ الدعوة تحوم حول عينيه علامات الخوف من بقية كلامي ، ثم أردفت بالقول مباشرة : ( لو أنتم ما تردون الشرفاء، وترسلون على السفلة والساقطين والسرسرية ، أمثال ن ، ي / اتحفظ على ذكر الشخص كاملا الان / وتغدقون عليه المال ، يضحك عليكم ، والشرفاء الذين لايريدون مالا ، وإنما يريدون أنْ يخدموا فقط ، مجانا ،وبكل شرف وايحية تستبعدونهم لانهم شرفاء … ) .. قال : ( منو هذا ما أعرفه ؟) قلتُ : (أسال رئيس وزرائك يعرفه ) قال 🙁 رئيس الوزراء دولة، نوري المالكي دولة ) ولم أعرف مناسبة الكلام بالحقيقة ،فقلت له : ( وأنت ؟ ) قال : (نحن دويلة وليس دولة) وكان يحرك كفّ يده اليمنى دائريا للتعبير الجسدي عن مغزى كلامه ، وفيما سالته : ( شنوأخبار الانقسام الجديد في الحزب ؟ ) قال : ( لا ماكو ) قلتُ له :(حزب الدعوة مملوء بالانقسامات المُضْمَرة ) هنا تحرك وشيخه الجليل بسرعة البرق باتجاه الشارع العام ، لم يصبر ، فعلمت من خلال الحركة إن سيارة اجرة تننتظرهم ! وعرفتُ أنه خاف مما هواعظم ! ولكن هل هناك حقا ما هو أعظم ؟ نعم … ما هو راي الاديب بالناصرية وأهل الناصرية وبالاخص الشيخ محمد باقر النصاري ؟ وما هي قصته معي عندما طلب مني أن أكتب له برنامج كامل عن مشروع كان له بعنوان : المجلس الاعلى للثقافة ؟ وهناك ما هو أكبر إثما … وسؤال مكرَّر… منْ هو المخلَب ؟ غدا

الحلقة 15 : عندما يكون الإله رخوا دهاقنة الإسلام السياسي !

عندما يكون الإله رخوا دهاقنة الإسلام السياسي لهم إلههم الخاص بهم ، ليس إله عمرو بن عبيد ، وقبل ذلك ليس إله أبي ذر الغفار، وفي العمق ، ليس إله محمد وعلي والحسين … ( أيها الإله كم هو جسدكُ رخوٌ ! لقد استطاع مهران بسهولة تمزيق ذلك الجسد ،هو ذلك ، يتقلَّبُ ذات اليمين وذات الشمال ، بين يدي مهران ،إني لأشفق على هذا الإله المسكين ، ولكن كيف السبيل إلى إنقاذه من مخالب مهران … أيبقى الإله سجينا ؟ أيبقى الإله رهينة مهران ؟ منْ لهذا الكون الذي بدأ رحلة الضياع؟ تعالوا نحرِّر الإله من سجنه الرهيب، من جبَّة مهران السريَّة ،من جيوب مهران المتوارية بين فخذيه … صمتٌ ساخر … ساخر… ساخر … فففففففففف كم جسدك رخوٌ أيها الإله؟ ) . ــ مقطع من رواية ( شياطين) لغالب الشابندر طبع دار فيشون السويدية سنة 2012 ــ منْ هو مهران ؟ إنه ذاك ( الروحاني ) المتجلبب برداء الرب المسلوب من دموع اليتامى، يتحايل على جسد أنثوي في ريعان الصبى ، حتى وإنْ كان موظفا في أهم مؤسسة روحية في عالم اللاهوت ، كأن تكون دائرة اوقاف شيعية أو سنية ! ، أعني ما اقول ، وكأن تكون مؤسسة إرشادية إسلامية أو مسيحية ، أليست هي بالغة؟ صحيح أنّ سنها دون العشرين ، ولكنها تجاوزت الخامسة عشرة من العمر ؟ ثم ، ذاك استر لها ! وفيما تقول له : ( انت مثل أبي ) يقول لها : ( ولكن أنا لست أباك ولا اشعر أني ابوك …) … وكاد ان يغمى على ( رئيس وزراء ) عندما سمع شكواها ، ارتفع فيه الضغط ،كاد أن يُغمى عليه ، أنْ تفتش عن لذتك ، فذاك شأنك ، ولكن أن تكون بهذه الطريقة فجريمة إنسانية كبرى، ولم اعد استعمل كلمة ( حرام ) ، لانها تحولت إلى بضاعة كاسدة بفضل مهران وأمثاله ، فليس هناك مهران واحد، بل أكثر من مهران . إله الاسلام السياسي يحرم مصافحة المرأة الاجنبية قبل الحكم ويحلله بعد الحكم ، بل يوجبه ، بل يفرضه .. إله الإسلام السياسي يلعن الديمقراطية ، ويكفّر محمد عبد الجبار الشبوط لانه قال بالمسار الآلي الديمقراطي وليس بالمضمون الاجتماعي الديمقراطي ، ولكن بعد الحكم تكون الديمقراطية من جوهرالاسلام ، بل هي الإسلام … قال مرّة المحلل السياسي الكبير خضيرالخزاعي ان الديمقراطية فُرِضت علينا ، فيما اسمعه بمليء سمعي في حوار بائس معه يمتدح الديمقراطية ، ويزينها بما هو شائن في صميمها ، أرأيتم النفاق ؟ ماذا لو التقت كولدار رايز بالسيد المالكي في سوريا وقبل استلامه الحكم ، هل سوف يصافحها ؟ وهي تملك الاصابع الرائعة ،سوداء اللون ، مصقولة القوام ، حارة الملمس ، تلمع بفوران الحياة قبل أن تلمع بزيتها ( المكياجي ) الحساس للغاية …. تمر الأيام والصدفة أو القدر النحس يجمعني أنا والاخ سليم الحسني في لندن باحدهم ، لماذا أحدهم ؟ إنه الشيخ الزهيري ، في لندن كان اللقاء ، وفي شارع أجورد رو د ، وكان حديثا طويلا عن مشاكل الشيعة في العالم والعراق ، وفيما يتشعب الحديث تطرق الشيخ إلى قضية الترشيحات داخل دائرة صناع القرار الشيعي كما أتذكر،او داخل دائرة مغلقة تضم أبطال المسيرة ، وكان خضير الخزاعي هناك ، كان الكلام حول تشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية الاولى، كان خضير الخزاعي كما قال الزهيري يصر على أن يكون هو رئيس الوزراء ، وعندما يساله الحاضرون عن مؤهلاته ، يقول نقلا عن الزهيري ـ يكاد يكون نقلي حرفيا ـ وهو يعدد مؤهلاته : ( كنت أنا مسؤول غالب الشابندر ، وغالب الشابندر كان يسرني بالقول : لو لم تكن أنت بالدعوة لا انتمي لهذا الحزب ) ، هكذا قال ،والله على ما اقول شهيد ، وسليم الحسنين شاهد حاضر … وللتاريخ أن كلا مقطعي كلام خضير صحيح ، فقد كان مسؤولي حزبيا في طهران ، وقلت له مرة الشطر الثاني من الكلام ، لاني كنت اتوسم به روح المتدين الذي لا تغيريه سفاسف الحياة ولا عروض الدنيا الزائلة … وكان خضير الخزاعي وفيا مع صاحب هذه المذكرات ، كيف ؟ في لقاء لي معه في مكة قبل أربع سنوات تقريبا ، وفي حضرة الكعبة التي أحبها لرمزيتها الروحية ، قال لي مفتتحا اللقاء : ( ابو عمار كل شي أحكي بس لا تقول توظيف ! ) … حقا صُعِقتْ ، فالرجل يعرفني اني اكره الوظيفة، ولا اطيقها ، ولا احب المال ، ولم احلم يوما بمنصب ، حقا صُعقت ، ولي كلام طويل عن لقائه به هذا ، فقد حكى لي الغرائب …. أي إله رخو هو الذي يؤمن به ذاك اللاهوتي، وهذا التلميذ الوفي لأهل البيت ! فهو طالما ينشد بهم شعرا .. أنْ تمارس الحب والغرام والمغامرات فهذا شأنك ، ولكن باسم الدين والمذهب فتلك جريمة ، ليس كالجسد الانثوي يسحرني ، ولكني أدخل الى ملكوته باسم الرغبة لا الدين ، أغامره ولا اخادعه ، وكم لي في هذا المجال من جولة وصولة. منْ هو المخلَب ؟ كان مفكر حزب الدعوة السيد ابو عقيل ـ وفكره عندي لا يتعدى مستوى خريج كلية مثقف ـ يسميه ( شيطان الانس ) ، بموازاة حسن السنيد حيث كان يسميه ( شيطان الجن ) ، وعندما سئل عن سر هذا القرن، قال ما معناه ( إن لكل شيطان جني قرين من الانس )، فمن هو شيطان الأنس هذا ، وما قصته مع السيد ابو عقيل ؟ الجواب مازال يبحث عن مناسبة في الصميم … ولكن الم يشتغل صاحب هذه السطور مع رئيس الوزراء العراقي لمدة ستة اشهر ،السيد الاشيقر ؟ نعم ، وفي ذلك حديث طويل يتبع يتبع ..

الحلقة 19 : كان الشيخ خير الله البصري شجاعا !

الدين كما انزله الله تبارك وتعالى على قلب الطاهر محمد بن عبد الله حقيقة ، ولكن التدين كما يبدو لي كذبة،، إلاّ ما ندر ، الله يقول في كتابه الكريم ( وإن أكثرهم للحق كارهون ) ، وإلا اسال صاحب كل ضمير حي ، ترى أين هو التدين ليجمع بين الجعفري والمالكي والجلبي والحكيم والمهدي والصدري وغيرهم من رموز التحالف الوطني اليوم بكلمة واحدة ،وهدف واحد ، وجهد واحد ، وهم يرون شيعة العراق تتمزقهم خلافاتهم وصراعاتهم على منصب رئاسة الوزراء ، ورئاسة المحافظات ، والكراسي الوظيفية الكبيرة ؟ قولوا لي : اي دين يا ناس ؟ هل حقا هناك وجهات نظر مختلفة بالعمق الذي يقود إلى مثل هذه الاختلافات التي تهدد وطنا بكامله وطائفة بكاملها ؟ أي التدين يا ترى حين يشق خضير حزب الدعوة مرتين ، واي تدين والمفارقات تزكم الانوف ، وتدمي القلب ، اي تدين هذا يا ناس ؟ كانت تعقد المؤتمرات تلو المؤتمرات في طهران بعناوين مختلفة ، تارة بعنوان نصرة الشعب العراقي ، وأخرى بعنوان الصدر شهيد العراق ، وثالثة بعنوان كذا وكذا ، ولم تأت هذه المؤتمرات بطائل كبير ، ولم يدع لها عيون عالمية واقليمية مشهورة معروفة ، وكنت ممنوعا من المشاركة والدخول إلى قاعة أي مؤتمر من هذه المؤتمرات ، وفيما ادخل فبطريقة ملتوية ، وكنت اعرف سبب هذه المنع، منها أني كنت في حرب شرسة مع المجلس االاعلى ،وبالاخص مع امينه الشهيد السعيد آية الله محمد باقر الحكيم رحمه الله ،ومنها أني كنت على صدام حاد شرس علني مع منظمة ا لعمل الاسلامي لاسباب كثيرة على راسها مسؤولية المنظمة كما كنت أتصور ولا أزال اتصوربانها مسؤولة عن استشهاد الكثير من ابنائنا في العراق بسبب سياستها الاعلامية الساذجة عبر الاذاعة الايرانية قسم اللغة العربية ،حيث كانت مُشرفة على برنامج ( العراق يبحث عن الحسين ) ، كما اتذكر ، ومنها لاني كنت اهاجم ايران علنا فيما يخص سياستها الديكتاتورية من القضية العراقية ، ولذلك كانت هنا ك اكثر من جهة تمانع حضوري المؤتمرات هذه . وما زلت اتذكر كيف أن الدكتور السيد الجعفري في معرض تقييمه لاحد المؤتمرات ، فذكر أن من سلبيات المؤتمر هو عدم حضور بعض منْ يستحق الحضور، وكان مطرق الراس وهو يقول ذلك لاني كنت في الصف الامامي من الحاضرين احدق بعينيه بقوة ذات نكهة عاتبة ، علما إنه كان احد المسؤولين في ترشيح الاسماء . دخلت خلسة أحد المؤتمرات المبكِّرة في ايران حول القضية العراقية ، وكان هنا ك منشور موزّع على المناضد ، تناولتُ المنشور ، وإذا بتوقيع الشيخ خير الله البصري ، كان مضمون المنشور هو ضرورة استقلالية القضية العراقية، وأن تكون بادارة عراقية صرفة ، كان جريئا ، قويا ، وكان بصحبته احد كوادر الحركة الاسلامية المهمين ، لا اريد ان اذكر اسمه خوف عدم رضاه … لكن لننظر إلى المفارقة المحزنة … كان منشور الشيخ خير الله البصري موزعا على الطاولات ، جُمِع بلمح البصر ، فيما كان المناضل الكبير موفق الربيعي يجول بين الحاضرين يوزع كراسا صغيرا ، بعنوان ( سياستان ومنهجان ) ، وعلى واجهته صورة لإيران وقد الحقت بها العمارة والبصرة ، ومضمون الكراس الاصفر ، أن العراق فيما تخلص من صدام واعلن نظامه الاسلامي يجب أن ينطوي تحت لواء ولاية الفقيه !! هل رأينا المفارقة ؟! في احدى زيارات العراقيين لايران ،وربما قبل ثلاث سنوات ، كان من جملة الوفد موفق الربيعي هذا ، وفيما يلتقي خامنئي ،يقبِّل كتفيه وعضديه بذلة وملق وتزلف ، ذكرني بياسر عرفات مع الفارق بطبيعة الحال ، فعرفات قائد ثورة ، وموفق خزي موقف ، ولك ان تقس الحاضر على الماضي ، فسوف تكشف السبب ،سبب هذا التهالك المذل على تقبيل السيد خامنئي . قال الشيخ البصري لي وضمن جمع كبير ،لا سر ، ولا خفاء ، في بيت ابو ستار في منطقة الشالجية في الكاظمية ونحن نستعرض اخفاقات الحكومة ، حيث جاء الحديث عن وزارة التربية ، قال الشيخ البصري : إن خضير الخزاعي لم ينتم الى حزب الدعوة يوما واحدا في العراق !!! كان ذلك قبل تسعة اشهر تقريبا ونحن اليوم في 6 من الشهر الثامن سنة 2012 ، هكذا قال لي بالحرف الواحد … فغرت فمي ،وقلت مع نفسي : كيف وصل الى القيادة إذن ؟ هل هناك اسرار ؟ ومن اكثر الاسرار قصة ابو حوراء الذي اتهم بانه مع النظام بسبب المقاتل التي حصلت بشبابنا في الاهوار ، ما هي قصة ابو حوراء ، اسرار يشيب لها الوليد ، ويأتي التفصيل …

الحلقة 20 : كيف ارتضوها لانفسهم

عجبا … كيف ارتضوها لانفسهم فيلسوف الماني وجودي اظنه غابريل مارسيل يجسد الحقيقة الانسانية بالتخطي ، كارل يسبرز وهو ايضا فيلسوف ألماني جمع بين الطب النفسي والفلسفة كان يجسد الحقيقة الإنسانية بالعلو ، هناك نقطة ما فوق ،يجب على الانسان أن يتجه عموديا باتجاه نقطة مافوق … سمو … علو … تخطي … مصطلحات مشحونة بها الأسفار الوجودية خاصة الالمانية منها ،وهي لا تساوي شيئا قبال قوله تعالى : ( ياأيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه … ) ،ومن الطبيعي ان يكون المؤمن ، خاصة القائد الإسلامي ووفق متبنيات الاسلام السياسي أيضا ،ان يكون مصداقا لهذا التخطي والعلو والسمو .. إذن كيف يجيز مسلم قيادي قبول مبدا التعويضية في الحصول على عضوية البرلمان ؟ أليست هي عضوية استجدائية ؟ وكيف يجيز له أن يجير اصوات لم تكن رشّحته ليترشح بها عرضا لا جوهرا ؟ أليس هذا نوع من السرقة؟ أليس ذلك نوع من الاعتداء على كرامة الناخبين ، حيث وضعوا أمانتهم بعنق شخص واحد ؟ ثم كيف يجيز للمنتخب الاكثر حظا بالاصوات أن يتبرع بهذه الامانة الى غيره ؟ هذه حرمنة واضحة،وهي دليل على عدم الكرامة ، وإذا كان النائب يقبل بهذه المعادلة المقلوبة ،هل يؤتمن حقا على حقوق الناس ؟ المؤمن حسب مقاييسهم اعلى مستوى من ذلك، أنظف،بل اسمى ،إنه ينبغي أن يتخطى ،ولكن للاسف الشديد بهذه الحالة تصاغر ،وتهاوى … كيف يرضاها أو يترضّاها همام حمودي لنفسه حيث لم يأت باكثر من مئة صوت أن يعلن نفسه ممثلا للشعب ؟ كيف يرضاها أو يترضّها عزت الشابندر لنفسه ؟ إنها انتكاسة ، ولو كان غيرهما قد سلك هذا السلوك لاحتجوا عليه بسمو الايمان وتخطيه وتعاليه على الدنيا ! ولي مع هؤلاء كلام طويل ياتي فيما بعد. قيل أن المأمون كان يلح على أحدهم أن يكون واليا ، ولكن الرجل كان يرفض بشدة ، وفيما يساله المأمون عن سبب الرفض وهو يستحقها ، كان جوابه : ( يا أمير المؤمنين أخاف ذلّة الخلع ) ، وهؤلا ء خلعهم الناس علنا ، ولكنهم تحايلوا على الناس بشكل وآخر ، فتبا لمثل هذه النيابة الهزيلة المتهرئة الزائفة . لم أعجب ! إن الذي يقبل بل وربما يسعى أن يحتل موقع ( رئيس لجنة كتابة الدستور ) ،وهو ليس دستوريا ، ولا قانونيا ، بل ولا حتى شيخا فضلا عن كونه ليس فقيها ، إنما يدوس على مفهوم العدل بنعاله ، ويعتدي بكل وقاحة على الناس وشرف الناس واقتصاد الناس وحرية الناس، حقا وقاحة يندى لها جبين البشر . كان مهدي الهاشمي احد ابرز رجالات منتظري من أعدى أعداء الحركة الاسلامية ذات النكهة الصدرية في طهران، كان يتحين بها الفرص ،والرجل من ذوي السابقة الاجرامية ، فقد قتل هو وشلته رجل دين مسكين بحجة إنه معاد للثورية الاسلامية ، وكان هو وشلته يُسمّون جماعة (الدستمال ) أي المنديل ، لانهم قتلوا ذلك العالم الجليل خنقا بالمنديل ! منْ يقف بوجه مهدي الهاشمي وهو من ابرز رجالات منتظري وذا مكانة مكينة في منظمة الحرس الثوري ؟ لقد قررت ان أتصدى لهذا القاتل، وانا اعلم وغيري يعلم مدى خطورة الموقف ،وكان مهدي الهاشمي على علاقة عضوية وستراتيجية مع ليبيا ، كان رجل ليبيا في ايران ، جمعت وثائق وبيانات ، واصدرت كراسا بعنوان ( الخطر الليبي في ايران ) كان شطرا منه يتحدث عن مهدي الهاشمي بالاسم والمسمى … ما الذي حدث؟ جائني مهندس ابو شهاب واكان احد موظفي المجلس الاعلى الكبار ، وصاحب علاقة بصناع القرار في ايران ، وقال لي ما نصه تقريبا : ( أبو عمار انت سويت مشكلة ، الكراس ترجم للفارسية ،والحرس مخبوص ، وجمعوا الكراس وحجزوه ) ، في منتصف الليل اتصلت بالشيخ الاصفي لاخبره عن صنيعي ، فقال ما نصه : ( أنت خليت نفسك في فوهة المدفع ) ،ولم اهتم، ولم تهتز شعرة فيّ ، واخبرني سامي البدري بان السيد مرتضى العسكري رحمه الله كان مرتاحا غاية الارتياح للكراس … ولم يترضّا ذلك كبار الدعاة ،ليس حبا بالهاشمي ،فهو العدو اللدود ، ولكن خوفا على انفسهم … هل انتهت الرواية ؟لا ، هناك الكثير من التفاصيل يأتي وقتها . وعودة على بديء …. قبل خمسين عاما تقريبا ، كان همام حمودي قد اصدر كتابين ، وفيما القاه بالقرب من مكتبة الحاج فوزي الصفار رحمه الله ،سالني عن الكتابين، قلت له : ( عنوان احد الكتابين خطا ) قال : ( كيف ؟ ) ، قلت له : ( إلعنوان :رمضان بناء وهدم ) ،والاصل أن يكون: ( رمضان هدم وبناء ) ، اصيب بنرجسية رهيبة، تركني .. وها أنا اتذكر عنوان السيد علي الاديب لكتابه ( خارطة طريق لمعضلة العراق )!! صاحب عنوان 🙁 رمضان بناء وهدم ) رئيس لجنة كتابة الدستور ، وصاحب عنوان : ( خارطة طريق لمعضلة العراق ) وزير التعليم العالي … ولك أن تقيس حجم الكارثة … كيف يتعامل صاحب كتاب ( رمضان بناء وهدم ) مع الآخر؟ يستدرجه أم يحاوره بشفافية واخلاق وامانة ؟ ام يحفر له عبر اسئلة محمومة بكشف السر والمخفي ؟ يتبع

الحلقة 21 : و…العدال قيمة عليا في سلّم القيم الاخلاقية

كلام طويل ولذيذ رغم كونه شاقا ، وفيما تتفاوت الاراء والتصورات حول تراتيبية القيم الاخلاقية ، يرى بعضهم أن العدل هو قيمة القيم ، وكل القيم الاخرى تستمد أصولها وهويتها ووزنها من العدل ، فكأنما العدل منشا القيم وينبوعها الثر ، فالتسامح والتعاون والإباء والشجاعة والكرم والعطاء وما على وزان ذلك من قيم سامية خلاّقة تنبع من العدل ، والحقيقة ، كثيرا ما اسال نفسي ، كيف يكون العدل هو قيمة القيم ،علماً أن الحق ربما يكون (عينا ) ، وليس (اعتبارا ) فقط ، فيما العدل ربيب عالم الاعتبار صرفا ؟ وفي الفكر الامريكي معركة دائرة حول أولوية أحد القيمتين ، الحق أم العدل ، انتصرالعدل في معركة السجال هذه … القرآن الكريم يؤسس للعدل بشكل مذهل، والماثور النبوي يقول ما معناه ، أن العدل أساس الملك ، وابن تيمية على تعصبه وشذوذه الفكري يرى أن دولة الكفر ابقى من دول الإسلام فيما قامت الاولى على العدل وتنكرت الثانية للعدل ! هل رايتم أخوتي ؟ باي عدل يتولى همام حمودي رئاسة لجنة صياغة الدستور، وهو لا قانوني، ولا دستوري،ولا شيخ ، ولا عالم ، ولا مفكر ، ولا كاتب ، وإلا ّ أين هي المصاديق ، والله وحده يعلم من جاءت ( الدكترة ) ، حيث هناك من يقول إنه اخذها من امريكا ،وآخر يقول انه اخذها من الكويت ، وتبقى سرا ما دام ليس هناك امتحان وإشهار علني ، ولكن يبدو من عدله أنه يتصل بالسفيرالعراقي في الشام ليستفسر عن مصير العراقيين هناك حيث حادثه لمدة ثلاث ساعات !! .. طيب ، ادعو السيد همام أن يذهب بنفسه الى الشام ليشرف على ترحيل العراقيين هناك ، فما اسهل الاتصالات بالسفراء ، وأسهل منه الكلام لساعات عبر الهاتف ! العدل ! قبل سنوات بعد التغيير الذي حصل في العراق ، وفي ظل حكومة أياد علاوي الذي خسر كل شيء بسبب نرجسيته وأنانيته وتنكّره لاقرب الناس إليه ، اتصل بي احد الاخوة تلفونيا ، وكان من المشتغلين معه في البداية، ومن المحسوبين على التيار الاسلامي الديمقراطي ، وكان له طلب ادهشني ، قال لي ما معناه : ( ابو عمار نريدك لمنصب لا يليق إلا بك ، وانت اهل له ) ، قلتُ : ( ابو فلان انت تعرفني أني اكره الوظيفة ولا اطيقها ، فلا تفكر بذلك ابدا )، قال : ( لا ، نريد ان نرشحك لرئاسة مؤسسة بيت الحكمة ) ! صُعٍثت حقا ، وقلت له : ( أخي العزيز على عيني وعلى راسي ، ولكن انا لا استحق مثل هذا الشرف العظيم ، باي وجه ، وباي عين ، استقبل أو اشوف حسام الالوسي ، او حسين علي محفوظ ، أو علي أمين ، أو هذا وذاك من أفذاذ العراق ؟ )، قال : ( ولكن انت مو قاصر ابو عمار ) ، قلتُ : ( أنا واثق من نفسي وفكري وعقلي ، ولكن هناك اعتبارات اخلاقية ابو فلان ، وانا من عائلة تحترم هذه الاعتبارات ) ، حاول وحاول وحاول ولكني رفضت . بيت الحكمة مؤسسة عملاقة بروادها واصحابها ، صحيح إنها تاسست بفكر وتدبير سعدون حمادي ، ولكن الرجل عالم ، ثم هي تضم افذاذ من علماء ا لفيزياء والتاريخ والفلسفة …. ما الذي حصل ؟ جاء ( الاسلاميون ) فرسان صلاة الليل إلى الحكم ، فمن الذي تولى رئاسة هذه المؤسسة العملاقة ؟ شمران العجلي ! الدكتور شمران العجلي ، واعتقد أنه دكتور في علوم القرآن أو اللغة العربية ، وكل العراقيين في لندن من ذوي الاهتمام بالفكر واللغة يعرفون مستوى الاخ شمران العجلي ، ما ابدعه هو كتيب عن السجود على التربة الحسينية ، وكتيب عن الاذكار وما شابه ، فإذن يستحق أن يكون رئيس بيت الحكمة ، هذه المؤسسة التي إُسِّست بهدف تحديث المجتمع العراقي بمؤسساته وافكاره وتوجهاته ! شمران العجلي صديق ، واعرفه منذ زمان بعيد ،وفي تصوري أن مستواه الفكري لا يتعدى مستوى قاريء منبر حسيني جيد ، وإلاّ هل تعلمون ان الاخ شمران العجلي كان يقول عن تشارلس دارون ( مطيرجي )، فهو ـ أي دارون كما يقول رئيس بيت الحكمة ـ شرّح حمامة أو حمامتين ومن ثم قال إن أصل الانسان قرد ، هكذا كان يقول الاخ شمران العجلي ، الامر الذي استفز احد الاخوة من ذوي الحجى ، فاضطر على حسابه الخاص ان يصحب رواد المحاضرة الى متحف تشارلس دارون في لندن ، ليريهم كم كان هذا الانسان دؤوبا ، مثابرا ، كانت هناك مئات الاجساد المحنطة من مختلف أصناف الحيوانات ، كان قد عمل عليها وبها ، وبالتالي ، وحسب منطق رئيس بيت الحكمة ، لم يكن سوى ( مطيرجي )! هل هذا عدل ؟ لم يكتف السيد شمران العجلي بهذا ، بل خصص قاعة له باسمه ، مكتوب على واجهتها ( قاعة الاستاذ الدكتور شمران العجلي ) ،وعندها تذكرت الفليسوف التربوي المصري علي عمار الذي فنى نفسه في البحث والتنقيب ولم يحصل على لقب الاستاذ قبل ا لدكتور إلاّ بعد عشرات الانجازات الفكرية العربية والعالمية ! هل رأيتم العدل في ظل حكومة الاستاذ نوري المالكي ؟ لم يكتف السيد شمران بهذا وذاك ،بل وعلى سنة أصحابه من ( المتدينين )عين أبنه مسؤول القسم الفني في ذات بيت الحكمة ، ثم يوفده الى محافظة ليفتتح معرض الفن التشكيلي وهو لا يمت بصلة الى الفن من قريب أو بعيد … هل ينبغي السكوت تجاه هذه الخروقات بحق الفكر والعلم والفن ؟ ولماذا نسكت عن هذه القضية فيما يجب علينا ان نشن الهجوم تلو الهجوم وباقسى لغة على غيرنا ممن لا ينتمي الى بلاء الاسلام السياسي ؟ وهل من العدل أن يتمرس أبناء وأقارب المسؤولين في السلك الدبلوماسي ومنهم من لم يجد حتى العربية ؟ هل لهذا وذاك أصبح العراق واحد صوريا منقسم واقعيا ؟ نعم …. بالعدل تقوم الامم والدول ، وفيما يغيب العدل تتهدم الدول والامم ، والعراق اليوم يمر بعملية خراب كلي ، لان ( الإسلام السياسي ) نقض العدل … وترتسم أمامي ثنائية رهيبة ، فاضل الجمالي / خضير الخزاعي ، سعيد قزاز / طارق الهاشمي ، السنهوري / همام حمودي ، صالح جبر / النجيفي …. يتبع..

الحلقة 22 : علي بن أبي طالب

قرَحٌ مسَّني من صميم ذاك العزم ، على مشا رف الرب ، قوسين أو أدنى ، نحكي له رواية الحب المغدور على ما ئدة الطغام ، نبكي بين يديه غوايةَ دنيا ، تمنحنا بريقَها الموتور بزيفنا يا سيدي ، ولكنَّ ضميرك الحي في نفوسنا ، حاط ببقية الله فينا ، فالشكر لك يا أبا الفقراء ، يا أبا المساكين ، يد تتوضا تقرِّح عينيك بلئيم الحقد على كل جميل ، تنهش جمال الإنسان بمخالبَ مستلةٍ من نصل سُمِّ حيضه الشيطاني ، ينفث قرْنه في جسد الرب ، يمزقه إربا إربا ، واليد التي تتوضا لا تسرق يا سيدي … هكذا قال عبدك الماكر ! مسّني من صميم حزنك في صفّين نصل ، يحزّ في داخلي نزيفه اللاهوتي … يولول … يصرخ… ينهش ما تبقى بي من لحم ، كاد أن يكون سعيره من دمع عيني ، يُسعِّرني هياجا لاهوتيا ، يزعق كالسماء وقد شهقت بسفاح حرام ، ينتشر نارا بيني وبين يد تتوضا ، أدمت وردة الحب الوحيدة في هذا الوجود ، يضحك كانه خنثى من صنع شيطانها الرجيم ، يسكب حقده الاعمى على كل يد لم تتوضا لأنها رغم ذلك لم تخن روح الله ! دعني … أتركني … سيدي لا أطيقك بعد ! مسّني منك روح جنَّ جنونُها من جمال الحقِ معرفةً دونه كلَّ معرفة ، فما كان من دمي إلاّ أن يهجر لونه أملا أن يُعمِّي عليك حظه من الوجود ، ولكن هيهات سيدي ، هيهات ، إنك تريد قتلنا ، تريد أن تنفذ سكاكين الوغد في أحشائنا عمقا ، علنّا نصرخ من شدة الالم فيستيقظ العالم ، تنفشُ المنكودة شعرها احتجاجا ، ويلوح طفل يتيم بسبابة الموت شهادة على من ظلموه ، ويهرع سكران فاخرا فاه الى السماء ، يشكوك بخمرة عذابه جبّة رجل دين ،نسجها من شرايين زمنه المعدوم ، و يغني حبٌ عدموه غيلةً لان جماله لم يكن من نصيب قبح تلك الوجوه ، وينبعث مهموم من ركام همومه ، تسفح عيونه بالدمع من ظلم وفي الدمع ألم ! ماذا تريد بنا يا أبا الحسنين ؟ دمعة ! دمعة حرّى وحق عينيك الجميلتين ، دمعة لا أ كثر ، تحرق مكرهم ، خبثهم ، أياديهم التي تتوضا ، عُقدَهمْ التي كانت تغزل داخلهم أمل الفوز المخادع على كل أصيل ، وما كنّا ندري يا سيدي ، دمعة من ذكراك تشهق بنا شهيق ثورة لا تبقي ولا تذر … ولكن متى ؟ حدّثنا سيدي ما الذي يشغل ضميرك ذاك الذي اضاء عتمتنا بلهيب الحق والحقيقة ، ماالذي يدور في ذاك الضمير المشتعل بحب الحب لله وحده ، ماالذي يبكيك دما ، تلك دمعوك نراها ، نسمعها ، نشمها ، نتذوقها ، تركض في وجداننا ، تفتش عن مكان آمن ، لان اليد ا لتي تتوضا لوثت كل بقاع الارض بمنيها القذر ، بدمها الملوث بدماء أبناءك الابرياء ، لقد استظهورك علنا ، وشنقوك سرا ، يد تتوضا تسرق حتى ذاتك ، فكم هي يد قد توضات بمني الشيطان الرجيم … حدثنا سيدي ما الذي يبكيك … كنت تقول : ليس الزهد أنْ لا تملك شيئا وإنما الزهد أنْ لا يمكك شيء … هؤلاء سيدي سرقوا عيون الله ، فما بعد نبصر ! كنت تقول : الفقير حبيب الله … هؤلاء سيدي زرعوا بذرة الموت في قلب كل شريف … شيدوا من جماجم شبابنا قصور هارون الرشيد يطِّلون من شرفاتها ، على تلال جماجمنا ، تتدحرج على شفير سكاكين الحقد … إنها لعبة جميلة يقدمونها لابنائهم المؤمنين جدا جدا ! سيدي كنت تقول : ما جاع فقير الا بما متع به غني … هؤلاء يا نبي الاحرار يلعقون دمنا زكيا ، ويفرزونه منيِّاً شيطانيا ، يسقون به بطون جائعات غرثى ، في دهاليز صلاة تشع بنازلات الموت خنقا … تلك أياديهم التي تتوضا سيدي ! كنت تقول : الانسان بنيان الله ملعون من يهدم بنيان الله … سيدي هؤلاء نبشوا قبور الموتى الذين كانوا يحلمون بعالم سعيد لكل انسان واحرقوها بحقد الاولين والأخرين … مسني منك شوق يطرب لرقصة جسد طاهر ، يطفو لهيبه القدسي على سفح وعد جميل ، يوزع ابتسامات العشق الصوفي بين حناينا … لعلنا نأمل من جديد … ولكنك يابن الشابندر، ألست أنت الذي كتبت عن شاكيرا ، وانت الذي صحبت تلك التي سحرتْ أحدهم ، فطردته في شارع الصالحية ؟ نعم … أنا ذاك ، وفي ذلك حديث يطول …. وكتبتُ للتيار الصدري أيضا ، فماذا كتبت ُ ؟ يتبع

الحلقة 23: و… كتبت للتيارالصدري

أنطونيو غرامشي أحدث نقلة في الفكر الذي يتحدث عن المثقف ، هذا الايطالي ،الشاب الذي ذاق الأمرين في السجون الفاشية ، ومن داخل سجنه الرهيب ، ورغم المرض العضال كان يكتب لإحداث نقله نوعية في الفكر الماركسي الذي احبه وعشقه ، وكان ما كان من تصوراته الجديدة حول مفهوم الاشتراكية ، وعلاقة الماركسية بالدين ، ومن جملة ما تتقت عنه ذهنيته البارعة مفهوم المثقف العضوي ، المثقف الذي يسخر فكره وثقافته لصالح المظلومين ، الطبقة العاملة، بصرف النظر عن كونه منتميا إلى هذه الطبقة أو لم ينتم ، بصرف النظر كونه شيوعيا أو غير شيوعي ، إنها فكرة عملاقة ، تحدد الوظيفة الحقيقية للمثقف ، تحريره من اسبقية الانتماء لطبقة ما … قبل خمس سنوات كتبت كراسا بعنوان ( المثقف الشيعي في عين العاصفة ) وطبع في بيروت ، تطرقت فيه الى قضية المثقف الشيعي ، وطرحت بعض التصورات في خصوصه ، منها أن المثقف الشيعي من الافضل له وللوطن والدين والمذهب أن لاينتممي إلى حزب ، إنما ينطلق من إيمانه وثقافته لنشرالخير ، والدفاع عن المظلومين ، خاصة مظلومي أتباع أهل البيت عليهم السلام . المثقف الشيعي يجب أن يكون ملك المجتمع ، ملك الجميع، إذا تحزّب تعصب ،واتجه في اغلب الاحيان توجها حزبيا منحازا … وانطلاقا من هذه الفكرة التي أصلها غرامشية ، كنت اكتب للجميع ، ا كتب وارسل للجميع ، بما فيها تلك النقاط الالف ، وكم راعني عندما سمعت من احد قادة او مبرزي حزب اسلامي عراقي يعتب عليّ لاني اعطيت هذه النقاط إلى آخرين ، من نفس الدين ، ومن نفس المذهب ، ومن نفس الوطن ، وذات الهم ! إنها العقلية الحزبية بالشرق حتى وأن كانت اسلامية الهوى والنكهة والهدف ، فهل رأينا كم هي الحزبية متأصلة في المواقف والتصورات ؟ وهل رأينا كم هي الحزبية حاكمة على الافكار والمباديء والاهداف ؟ وانطلاقا من هذه الفكرة كتبت للصدريين ،ليس بطلب منهم ، بل بتبرع مني بالذات ، وكان ذلك سنة 2004 ونشرته ، أؤكد ، لم يكن ذلك بطلب منهم ، ولم اوصله يدا بيد لاحد منهم بل كتبته علنا ، وفي المواقع المشهورة ، بما فيها موقع ايلاف ! كتبت منهجا مختصرا ، رغم علمي أن بعض الصدريين ربما لا يرتاح لافكاري ، وربما بعتبرني غير متدين ، بل ربما ضد الدين ، ولكنها فكرة غرامشي التي إنغرزت في ضميري ووجداني ، وكل ما اطلبه من القاريءالعزيز أن يقارن بين ما سطرته وطرحته من افكار وتصورات للتيار وبين النتيجة التي آل اليه التيار ،سواء على صعيد النظم أو صعيد الهدف أو صعيد الآليات ،ولكن هذا لم يمنعني من نقد التيار بعض االأحايين ، خاصة في صدد تعامله مع القضية المهدوية، بل ربما يكتشف القاريء بعض بذور نقدية في ذات المنهج الذي اقترحته علنا ، وعبر المواقع المعروفة . والآن ماذا كتبت ؟ كتبت ما يلي : التيار الصدري … صورة أخرى عن بديل الموت الشيعي المجاني بقلم : غالب حسن الشابندر الملامح العامّة: 1 التيار الصدري حركة عراقية وليس حركة أممية ،( همها ) الأول والأخير هو العراق ، العراق بأرضه وشعبه وأقتصاده ودينه ونظامه وأخلاقه ، وعلى هذا الأساس يكون العراق بهذه الأبعاد هو الذي يتحكم بموقف التيار ، وليس القضايا العالمية الكبيرة ، فوحدة العراق ، وسلامة شعبه ، وخصب أرضه ، وقوة أقتصاده ، وسلامة تراثه ودينه … هذه المقتربات هي المسؤولة عن صياغة ( الهم ) الصدري المركزي . والتيار يرى في العراق مهد التشيع الذي هو أحدى طرق الفهم الشرعي لدين الله عز وجل ، وفي ذلك إضافة إلى ما سبق من عوامل حاسمة في جعل العراق الهدف الأول من تأسيس التيار الميمون . العراق هو مركز الإهتمام ، فضياع العراق يهدد التشيع بالضياع ، ومن هنا يستجمع التيار كل طاقاته الفكرية والشعبية والمادية من أجل العراق . العراق سيادة ، والعراق إزدهارا ، والعراق وحدة ، والعراق تضامنا . 2 التيار الصدري حركة عراقية شعبية ، وليست نخبوية ، أي قاعدتها الأساسية هي الشعب ، الشعب بكل أطيافه وطبقاته وإنتماءاته المذهبية والقومية ، والتيار إعتمد الصفة الشعبية وليس النخبوية ، إنسجاما مع هويته العراقية الوطنية ، وتعبيرا عن إيمان بقدرة الجماهير الشعبية على خلق التاريخ ، وإسوة بأمير المؤمنين عليه السلام الذي كان يسعى إلى أن تكون الجماهير العريضة قاعدته الحركية ، ولكن هذا لا يعني بتاتا زهد التيار بالنخب الإجتماعية والفكرية والوظيفية في المجتمع . النخب المتقدمة في المجتمع عصب أساسي وحساس في التيار الصدري ، يجب كسب أكبر قدر من النخب الإجتماعية والوظيفية والاكاديمية في التيار، وتسليمه الكثير من المهات الخطيرة ، مثل التنظير الفكري ، وتقديم المشاريع المقترحة للدولة ، وكتابة الشعار السياسي ، وإدارة الأزمة ، وتنظيم العلاقة مع الأخر ، والمواقع الوظيفية التي تكون من حصة التيار كالوزاراة والمحافظات وغيرها . 3 التيار الصدري حركة عراقية شعبية وليس حزبية ، الحزبية تراث غربي ، وإذا لم يكن ذلك مدعاة تردد ومراجعة ، فإن التجربة الحزبية بالمفهوم الغربي لم تجد صدى طيبا ومؤثرا في تضاعيف المجتمع الشيعي ، لقد سقطت هذه التجربة في إيران ولبنان والكويت وتعثرت في العراق ، فيما لا تزال الحركة الشعبية التي أسسها السيد موسى الصدر لها صداها في لبنان ، ولا ننسى أن التيار العراقي الذي بعثه الإمام محمد محمد صادق الصدر بفكره ودمه يشكل الظاهرة الأولى في العراق . ولكن هذا لا يعني ان التيار يفتقد الصفة النظمية ، بل هو تيار شعبي منظم ، يعتمد صيغته الخاصة به في النظم الحركي بما ينسجم مع روحه الشعبية وهدفه الوطني وفكره الإسلامي ، وربما نستطيع أن نعلِّم الهيكلية النظمية للتيار بالنقاط التالية : النقطة الأولى : أن بنية النظم الصدري تقوم على قطاعات جماهيرية مناطقية ، في كل منطقة تتعين حلقة أو حلقات وصل قيادية مع القاطاعات الأخرى ، تحت قيادة عليا منتخبة أو معينة تشمل العراق كله . النقطة الثانية : كل قطاع نظمي يتمتع بإستقلالية نسبية في التحرك حسب الحاجة المقررة في ضوء فكر التيار واهدافه وقضاياه العامة . النقطة الثالثة : النظم الصدري علني ، علني بقيادته ومفاصله النظمية ومقراته ومنهجه ومواده التربوية ونشاطاته الا جتماعية . النقطةالرابعة : ينبغي أن ينص الأدب الصدري على قيم نظمية مهمة ، مثل عدم الإساءة الى ألأ خر ، وأن يتحول الكادر الصدري إلى محور إجتماعي ، وتكريس القدوة كقيمة دينية مطلوبة بحد ذاتها ، ونقطة جذب جماهيري مهمة ومشرقة. ينبغي على التيار أن يسعى إلى تربية كوادر نظمية للمستقبل ، من خلال دورات تدريسية نظرية وعملية ، يشرف عليها مختصون من النخب الصدرية في العمل الجماهري ، وأصحاب خبرة إدارية ، إن التيار بلا إحتياط نظمي يتعرض للتأكل والضعف والتعثر . النظم الصدري الجماهيري عرضة للأختراق ، وذلك بحكم كونه علنيا في بعض مظاهره ، وجماهريا ، ولكن يمكن ا لتخفيف أو التقليل من خطر الإختراق باختيارنا الدقيق للقيادات المفصلية ، أي قيادة القطاعات الجماهرية ، ومن هنا يجب أن تكون هناك قراءة تاريخية وسلوكية وفكرية للقيادات المفصلية لهذه القيادات . أن الخلل في القيادة المفصلية يسرّب الخطر إلى كل جسم النظم. 4 التيار الصدري حركة عراقية شعبية إسلامية ، الإسلام هويته ، والإسلام طريقته في التفكير ، والإسلام مضمونه الروحي والزمني والسياسي . الإسلام الذي قدمه لنا أهل البيت عليهم السلام ، باعتبارهم الأمناء على الإسلام ، فهما وتطبيقا وقيادة وحماية . وعندما يرى التيار في العراق ( الهم ) الجوهري في حركته وعمله ، فإنما على المستوى السياسي ، فيما يشكل ا لإسلام المضمون الجوهري للفكر والأسلوب والممارسة . وهنا نضع النقاط التالية : ـ النقطة الأولى : لا يتبنى التيار مشروع الحكومة الإسلامية ، وذلك لخطورة مثل هذا المشروع الان ، ولعدم وجود الشروط الموضوعية لشكل ومضمون الحكومة الإسلامية على أرض الواقع . النقطة الثانية : يتبنى التيار مشروع ( أسلمة المجتمع ) ، وذلك من خلال التربية وا لتوجيه وبناء المدارس الإسلامية وإقامة المشاريع الخيرية . وتعني أسلمة المجتع بث القيم الإسلامية الأخلاقية منها والشرعية بين الناس ، بالدعوة السلمية ، والحوار ، ونشر الثقافة والفكر . النقطة الثالثة : يتجنب التيار مبدأ القوة في فرض الصيغ الشرعية على الناس ، فإن تجربة القوة جاءت بنتائج عكسية ومضرة للإسلام في كل مكان . النقطة الرابعة : يتبنى التيار (الآن ) مشروع ( الإسلام العملي ) أي الإسلام الذي يتقوم بالعمل الصالح ، وليس الإسلام النظري الذي يتحدث عن تغيير العالم ، وإقامة الدولة الإسلامية العالمية ، والفلسفة الإسلامية ، والأقتصاد الإسلامي ، وما شابه ذلك من تنظيرات بعيدة عن أجواء التطبيق في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق ،( الإسلام العملي ) يعني بث الوعي العام ، وإغاثة الملهوف ، وتوسيع المشاريع الخيرية ، وتقليص حجم الفقر ، والقضاء على الأمية ، وتوفير فرص العمل للجماهير ، وفض النزاعات بين الناس بالحسنى ، وتمتين العلاقات بين أتباع أهل البيت عليهم السلام ، وبناء المستشفيات ، وتشييد المدارس . النقطة الخامسة : يعتمد التيار في نشر فكره وتصوراته الإسلامية على نصوص بسيطة ، نصوص مستقاة من القرآن الكريم وسنة أهل البيت وأقوال العلماء الأعلام ، مع شروح بسيطة ، تتكفل بخلق حالة ثقافية عامة ، بعيدة عن ثقافة الحجاج والسجال ، بل مادة بنائية ، تركز على المفاهيم العملية للإسلام ، وتبعد المسلم الصدري عن لجة الإشكاليات والحوارات المعقدة ، أي ثقافة النص التوجيهي والتربوي والإرشادي . 5 خطوط حمر وبعضها شبه حمر أولا : بقاء جيوش المحتل إلى أمد بعيد . ثانيا : القتال الشيعي / الشيعي . ثالثا : القتال نيابة عن دولة جارة أو غير جارة . رابعا : تعريض المرجعيات الاخرى للإهتزاز والتضيق والحذف . خامسا : تقسيم العراق ، أو أي قرار يقود إلى هذا التقسيم في الامد القريب أ و البعيد . سادسا : التفريط بحقوق الشيعة ، سواء في حصة الحكم أ و خيرات البلد ، أو مساحة التواجد الجغرافي . سابعا : التساهل تجاه إي محاولة تستهدف تغيير ديمغرافي يضر بالنسبة وكيفية التواجد الشيعي في العراق ، كذلك أي محاولة تسهتدف تغيير ديمغرافي يستهدف الإضرار بسنة العراق ، وأي نحلة وأي قومية في العراق . ثامنا : إضعاف أي ممكن شيعي ، حتى إذا كان خلاف أفكار التيار ، أو خلاف توجهاته السياسية بشكل عام . تاسعا : العمل السياسي أولا ، ثم الصيغ الأ خرى . عاشرا : عدم التفريط بأي موقع حكومي أو برلماني ، مهما صغر وقلت أهميته. أحدى عشر : الحذر من توسيع مديات العداء للتيار ، أي نخلق أعداء جدد . الثاني عشر : عدم التدخل بشؤون الناس الإجتماعية على الضد من رغبتهم ، بحجة تطبيق الشريعة أو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والأكتفاء بالنصح والأرشاد عن طريق المنابر والصحف والمحاضرات . الثالث عشر : عدم مزاحمة الدولة في اي شأن من شؤونها الوظيفية إذا كانت الدولة تؤدي تلك الوظيفة بطريقة حسنة ومرغوبة وناجحة ، بما في ذلك المحاكم الشرعية . الرابع عشر : الظهور المسلح بلا داع ، خاصة وإن التيار في حال تحوله إلى حزب سياسي أو منظمة اجتماعية تكون قد وضع نفسه أمام مسؤولية التخلي عن السلاح . خامس عشر : ترك لبس الاكفان وما شابه ، والظهور بمظاهر القوة الغاشمة في كل مناسبة . سادس عشر : التكدس الوظيفي في وزارة محددة ، فإنها سياسية خاطئة ، ويبنغي إستبدالها بالإنتشار النوعي في مؤسسات الدولة . سابع عشر : تحول الوزارة أو أي مؤسسة للتيار وجود فيها إلى معالم دعائية من صور وشعارات مكتوبة ، وبيانات وأناشيد وغيرها ، ليس ذلك في صالحنا في تصوري . وأخيرا وليس آخرا يجب على التيار ان يكون نواة وحدة عراقية بصرف النظر عن اي انتماء ديني أو مذهبي أو قومي ، والضمير من وراء القصد هذا ما كتبته في سنة 2004 حيث كان التيار لا يؤمن ببعض هذه الافكار ، وضد بعض التوجهات الواردة في المنهج ، ولي على القاريء ان يقارن بين نقاط المنهج المقترح وبين ما آل إليه التيار في النهاية ، حيث هناك تطابق واضح ، وقد تتبعت حركة التيار فوجدته يتطور بتفاوت في السرعة وسعة التبني بلحاظ أغلب التصورات الواردة في المنهج إنه غرامشي ، اخلاقي قبل أن يكون مفكرا ، ومفكر قبل أن يكون ماركسيا ، وماركسي قبل ان يكون شيوعيا ….

الحلقة 24 : مفاجآت متدين بل روحاني !

كان شباب آل محمد ، وهم جماعة مؤمنة طيبة ، لا يتجاوز عددهم ربما أصابع اليد الواحدة قد تولت طرح بعض الافكار النقدية للواقع الشيعي ، وكانت حريصة على طرح البديل ، وعلى هذا الطريق ،طرحوا فكرة أو مشروع الكيانية الشيعية العالمية،وطرحوا مشروع ثقافة المعاش بالنسبة للمسلم الشيعي ، ومشروع الاسلام العملي بدل الإسلام السياسي ، وغيرها من المشاريع الاصلاحية ، ومن المشاريع التي كانت ذات صدى ، مشروع ( أنْ تكون النجف حاضرة عالمية ) ، وصلب المشروع هو تحويل النجف إلى عاصمة فكر عالمي ، إخرجها من الطوق الديني التراثي المعروف إلى إ طار اوسع ، هو العالم ، باعتبارها عاصمة فكر عالمي أساسا ، وباعتبارها مركزا روحيا للملاييين من البشر . وقع الكراس بيد السيد حسين الشامي الذي كان آنذاك رئيس الوقف الشيعي ، إتصل بي صديق طيب ، واخبرني بان السيد حسين الشامي أعجبه الكراس أيّما إعجاب ، وهو يريد تقديمه كورقة عمل باسم الوقف الشيعي إلى رئاسة الوزراء ، قلت له ما معناه : ولكن هذا ليس مشروع ، إنما هو مشروع شباب آل محمد في أوربا ، وبذلك يجب أن يقَدم باسم هذه الجماعة ، فهذه آمانة فكرية وروحية ، قال ما معناه : حاولت أن اقنعه بذلك فلم يقتنع … أتصلت بالسيد حسين الشامي وبعد السؤال والجواب التقليديين عن الصحة والاحوال ، تطرقت إلى الكراس ، أي كراس ( انْ تكون النجف حاضرة عالمية ) ، فابدى اعجابه الشديد ، وقال ما معناه ، هذا مشروع عالمي ، ويمكن أن ينقل النجف إلى رحاب العالم الاوسع ، ثم قال : سوف نطبعه في مجلة خاصة بالوقف الشيعي ، قلت له : شيء جيد ، ولكن ينبغي أن يصدر باسم ( شباب آل محمد ) ، ولكنه لم يوافق ، قلت له : إذن باي اسم ينزل في مجلتكم ، سكت ولم يجب …. لماذا ؟ وهل قُدِّم الكراس الى مجلس رئاسة الوزراء ؟ وباسم من؟ ، ومرّة أخرى لماذا حقا ،لانها ظاهرة غريبة . تذكرتُ في الأثناء معسكر الاهواز ، وكيف كانوا يرسلون شبابنا بدم بارد ، وهناك تتلقفهم الامواج أو مقاصل صدام حسين ، ومن دون أي نتيجة، سوى ما وصلنا إليه اليوم ، وبئس ما وصلنا إليه … لم تكن هي المفاجأة الاولى والاخيرة ، لقد حدثني السيد عن مشاريعه الفكرية ، وكان من جملة ما قاله لي بهذا المجال ، أنه عمل على تجريد نهج البلاغة من الابحاث الكلامية، وابقى على التاريخ ، لان الشيعة بلا تاريخ ،أي ليس هناك مؤرخ شيعي!! لقد صُدمت أيما صدمة ، فالمشروع حدثته به قبل أن يفاجأني بهذه المفاجاة قبل سنتين تقريبا ، وقد كان في زيارة لمالمو ، وللحقيقة والتاريخ ، أن المشروع أصلا من اجتراحات سامي البدري ، وقد كلف به شيخ عبد اللطيف ا لخفاجي ، رفيقه في حركة جند الامام ، وقد جهد الخفاجي بهذا المشروع ، ولكنه لم يفلح ،لانه لايتمتع بذائقة تارخية وفكرية تؤهله لمثل هذا العمل الذي يحتاج إلى تدقيق وتحقيق ونقد ، وقد افصحت عن المشروع بحضور السيد حسين الشامي في حسينية حزب الدعوة في مالمو، وكان مني خطا كبيرا ، إذا لم اشر إلى صاحب الفكرة الحقيقي،وهو سامي البدري ، إلا أن السيد حسين الشامي ضمر المشروع في داخله ،وفاجأني به ! لقد سدرت في سبات رهيب ، كيف يمكن لروحاني أن يجرا على مثل هذا العمل الذي يُعد خيانة فكرية وأدبية ! الغريب ، اني كنت قد اقترحت في تلك الجلسة المشاومة أن يكون للمرجعية الدينية مؤتمرا سنويا ، والغريب ، أن السيد حسين الشامي بعد شهر أو أكثر يكتب بذلك مقالا في مجلة العالم ، لقد قرأت المقال في مكتبه في لندن ، وبالصفحة الاخيرة من المجلة المذكورة … وأراني مضطرا أن اتخيل أو استرجع مأساة معسكر الاهواز ، انها ليست غريبة ، لقد قتلوا شبابنا ونجو ، وأكثر من ذلك ، شيدوا من عظامهم ولحومهم ودمائهم بيوتا من زجاج ، على ضفاف نهر دجلة ، كورنيش الكاظمية ، وليهنا سمك الاهوار، فإن لحوم شبابنا ما زالت ربما طريقة في تلك المياه … ما أشبه هذه بتلك … هل انتهى كل شيء ؟ لا … هناك المزيد ، ولكن سؤال حقا يطرح نفسه ، كيف وصل موفق الربيعي إلى عضوية مجلس الحكم ؟ ياتي بإذن الله تبارك وتعالى . يتبع ..

الحلقة 25 : كيف وصل موفق الربيعي إلى مجلس الحكم ؟

بداية ، مجلس الحكم لا يشرِّف ، فهو قرار وتصميم وتوجيه امريكي ، ولكن رغم ذلك كان هناك تقاتل من أجل الحصول على بركة العضوية في مجلس الحكم ، كان الصراع على أشده بين أحزاب ومنظمات وشخصيات كبيرة ، لها موقعها السياسي والروحي من نفوس كثير من الناس … موفق الربيعي كان من هؤلاء المستقتلين على عضوية مجلس الحكم هذا ، ويبدو أن بريمر ـ الذي كان يتبارى القوم بصنع الولائم له خاصة ولائم الفسنجون الكربلائية ــ كان يستصغر موفق الربيعي ، بل هي هذه الحقيقة ، ومن هنا وصفه بتلك المواصفات ( القاسية ! ) في مذكراته .. لقد كنت شاهدا على مكالمة بينه وبين أحدهم ممن كان قريبا من أياد علاوي ، وفيها كان يتوسل توسل بهذه الشخصية من اجل أن يتوسط له عند اياد علاوي ليكون عنده صاحب حظوة ، كانت الشخصية المذكورة تهيل له الكلام القاسي ، وفي حلقات مقبلة سوف اتطرق إلى هذه المكالمة بالتفصيل ، اسماء وحوادث … تماما كما كان سامي العسكري يتسكع على إعتاب علاوي ، وقد صارحه بها عزت الشابندر في ندوة تلفزيونية علنية ، كان ذلك في مباراة بين رموز الكتل السياسية قبل الانتخابات البرلمانية الاولى . لم يكن مرشحا لمجلس االحكم ، فكيف وصل إذن ؟ لقد وصل الى مجلس الحكم باقتراح آية الله السيد حسين الصدر ، فقد عرض على سماحته أن يكون عضوا في مجلس الحكم ،فرفض رفضا باتا ، وقال ما معناه : أنا رجل دين لا دخل لي في مثل هذه الامور ، هذه شغلة السياسيين،وفيما يُشار عليه بأن يقترح اسما لمجلس الحكم ، اقترح اسم موفق الربيعي ،لأن السيد الصدر كان كما هو كثير غيره مخدوعا بموفق الربيعي ، لم يكن يعلم أنه رسم اسمه زورا وبهتانا في كراس ( إعلان شيعة ا لعراق ) ، وهي كذبة كبيرة ، ومن طبيعة الخلة الحسنة إنها تستدعي نظيراتها ، كذلك من طبيعة الخلة السيئة تستدعي نظيراتها ، فكذبة موفق هذه ، تسمح له بان يعمل كل ما بوسعه من أجل الوصول الى مجلس الحكم ، مهما كانت هوية هذه الخلّة ! ولم يتعين مستشارا للامن القومي إلا بترشيح السيد حسين الصدر ، لان السيد حسين الصدر كما كثيريون حسب ما قلت كان مخدوعا به ، وفيما يظفر موفق بالغنيمة بفضل متفضل يغيب ويختفي … قرات يوما أن موفق الربيعي وكان مدعوا من هيئة أو منظمة امريكية مهتمة بنشرالديمقراطية ،وإنه القى خطابا يتحدث فيه عن دوره في تطوير الفكر الديمقراطي في العراق … تصوروا …. تُرى أين هي آثار موفق الربيعي الكتابية ، بل وحتى الشفاهية في مجال الفكر الديمقراطي ؟ إنها أحدى إفتئاتات موفق ، إمتدادا لإدعائه بانه مؤلف كتيب ( إعلان شيعة العراق ) …. هل يؤتمن مثل هذه الشخصية عندما يصطحب معه قتلة من السلفية السعودية المتشددة إلى المملكة العربية السعودية ؟ الله يعلم ما الذي تكلم فيه وتكلم عنه … من ْ كان يدعي بانه دكتوراه في ادب طه حسين ؟ فيما هناك شك بانه حقا دكتور ؟ ياتي الكلام بإذن الله تبارك وتعالى عن ذلك . ما الذي قدمه موفق الربيعي عندما كان مستشار الامن القومي؟ كراسة مشوهة الفكر والاسلوب والمضمون ، ربما أتحدث عنها ، وقد كبت 13 حلقة نقدا لهذه الكراسة التي كان فضيحة ا لفضائح . ليست مشكلة العراق اليوم بموفق الربيعي الشخص ، بل بموفق الربيعي النوع ، وإلا كيف هرب الدايني وهيثم السامرائي والجنابي وطارق ا لهاشمي وابو درع ، وقبل هذا وذاك السوداني ، حمامة المسجد ، وقبلة المتوسلين والمؤمنين ؟

الحلقة 26 :  دُ دخَّان في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي !

الشاعر الالماني العظيم ( هولدرن ) هو الوحيد الذي كتب عنه الفيسلوف الالماني ( هايدغر ) ،وكان هايدغر يدعو نفسه بـ (راعي الوجود ) ، اعتزازا نفسه وفلسفته ، وعليه يمكن لك أن تتصور قيمة الشاعر (هولدرن ) ، هذا الشاعر الكبير كان جريئا ، وجريئا جدا ،كتب إليه أحد الشعرا ء المعاصرين : ( الاعتدال ، الاعتدال ،وحذار من الجرأة ،لئلا يلقاك الإنهيار … واكبح جُماح نفسك من أ جل والديك ،ايها الحي المتعالي … ) فما كان جواب الشاعر العظيم إلا أن يخاطبه : ( ماذا تهدِّئون ،عندما تحترق روحي في سلاسل العصر الحديدي ، ماذا تنتزعون مني، أتنتزعون ذلك الذي لا تنقذه إلاّ أعمال الكفاح ،ايها الرعاديد ،أتنزعون مني عنصري المتوقِّد ؟ ) . يحدثني كثير من أخوتي واصدقائي بان أكف عن الكتابة ، كتابة هذه المذكرات أو الخواطر أوالذكريات ، وينصحوني ان انصرف للكتابة البحثية ، وفيما أجيبهم بان الكتابة البحثية مستمر بها ، وسوف يخرج لي أكثر من كتاب إن شاء الله ، منها كتاب لاحجاب في الاسلام ، اصر على أن استمر بالكتابة هذه ، وعندما يحذروني من خطر ما ، اضحك ،وطالما يكون ضحكي مدويا ، إذْ ما الذي سوف اخسره ، وما بقي من العمر، ثم أين هي حقوق الاجيال علينا ؟ حيث غرِّروا أيما تغرير ، وخُدِعوا ايّما خداع ، وما قلته دون الخزين الاكبر بمديات ومديات . تدور الإيام ، وإذا بي في مكتب رئيس الوزراء السيد نوري المالكي ، ليس في المكتب الرئيسي وإنما في البهو الذي يقود إلى المكتب الرئيسي ، وكان هناك علي الموسوي ، وحاج كاطع الركابي ، واظن شيخ الدعوة عبد الحليم الزهيري … جلست كعادتي … بلا تكلف ، وبلا تصنع ، وكان قبالي مباشرة ،نعم ،مباشرة صديق قديم ،ارتدى حلة أنيقة للغاية ، لم اعهده بها ولا بما يشابهها لا من قريب ولا من بعيد في الشام المنكوبة ، وليكن ذلك ، حدَّقني ، اخرج سيكارة من جيبه ، أشعل السيكارة ، وضعها في فمه اللاهوتي المبارك ، عبَّ جرعة هائلة من الدخان ، ثم نفثه بقوة ، فتطاير الدخان في البهو ، هازئا من كل الجالسين ، خاصة وقد تبين أن كل الجالسين لا يدخنون .. قلتُ : ( ابو جعفر ، تدخن في مكتب رئيس الوزراء ؟ ) نظر إلي مستغربا ، مد رجليه إلى الامام ، وسطّح ظهره على قائمة الكرسي ، وعب جرعة دخانية اكبر من سابقتها ، ثم بثها في الهواء ، وكان قد رفع راسه الى فوق يتابع التواءات الدخان المسكين . قلتُ ؛( ابو جعفر ، ثق لو أقطَّع وصلة وصلة لا اتصر مثل هذا التصرف في مكتب رئيس الوزراء ، بل في المنطقة الخضراء كلها ، وإذا كان لابد أن ادخن أخرج / لبرّة / وادخن ) فما كان منه إلاّ ان يعب المزيد من الدخان ويبثه بكل قوته في فضاء المكتب المسكين . صادق الركابي ، نعم ، إنه صادق الركابي ، كان صديقا ، رغم إنه كان يشكك بي وكل طاقم جريدة البديل الاسلامي بانهم عملاء، او على أقل تقدير ، إنهم غير إسلاميين ! كان مثلنا ، يأكل الجشب ويلبس الخشن ، ولكن مجرّد أن صار أحد سكان المنطقة الخضراء حتى انقلب رأسا على عقب ! صادق الركابي كان من أشد المعارضين والمناضلين ضد فكرة خلاص العراق بجهد دولي، وفيما تعقد المعارضة اجتماع اربيل، يذهب لاربيل ،و يسمي المؤتمر هنا ك بالنفايات وهو يحاجج الصديق أبو هاجر الخيرالله … ليس عيبا ان يغير الانسان قناعته ،ولكن مثل صادق الركابي الذي كان يشن الحملات تلو الحملات على أصحاب نظرية الجهد الدولي للخلاص من صدام ،ثم يكون رفيق وصديق وعزيز ( ما يكل روبن ) ، الأمريكي المقرب لأعداء الامة الاسلامية والعربية إنما شيء مدهش … من هو ( مايكل روبن )؟ ما زلت أتذكر سيكارته الدمشقية ، كانت متواضعة ، خجولة ، تدور في فمه بصعوبة ، وهيهات أن تكون مثل سيكارة المنطقة الخضراء ! ، غرور أعمى ، والرجل وكنت أقول اوعى داعية في التحليل السياسي ، ولكن اليوم اصبح اوعى داعية في اختيار ( القوط ) الفاخرة،اليس هو مستشار رئيس الوزرء نوري المالكي ؟ واعود استعيد الماضي الدمشقي ، لأقول واتساءل ما الذي جرى يا رب ؟ وهل بهذه السرعة تتغير المفاهيم والسلوكيات ؟ واستذكر في الوقت نفسه الطريقة الجديدة في كلام الركابي ، حيث تضاهي رقصة البالية في وقعها المتناوب بين الشمال واليمين ! هكذا صار يتكلم ، خاصة عندما يقف وراء منصة الخطاب ! يُقال والعهدة على الراوي ، ان السيد الركابي لايحب الحديث عن فندق الرشيد ، لماذا ؟ لا ادري … ما زالت صورة المشهد في ذاكرتي، سيكارة الركابي في البهو المؤدي إلى مكتب رئيس الوزراء ، وأسال نفسي، إذا لم نحترم هذه الجزئية البسيطة ،هل سنحترم المباديء التي ندعي بها ، الاسلام خصوصا ؟ وللحديث بقية أكثر إيلاما …. يتبع

الحلقة 27 :  لستُ انا الذي قلتُ هذا … أليس كذلك يا ابو أدريس ؟

أكتب هذه الحلقة والوجع الروحي يمزّقني … ألمٌ ، وينزل من الألم دمعٌ ،وفي الدمع آلمٌ … إلى أين وصل الحال بنا ؟ لست في معْرَض تحليل الواقع المرير الذي يمر به (الإسلاميون ) في العراق ، بل وغير العراق أيضا، لقد ضاعت أو تهاوت القدوة الدينية ، خاصة في العراق ، الناس بدأت تفكر جديا ، تُرى هل كنا مخدوعين إلى هذه الدرجة ؟ وإلاّ ماذا تقول ونائب رئيس الجمهورية يدعي أنه دكتور بادب طه حسين ، وسوف انشر هذه الفرية بصريح الاسماء في حلقات مقبلة بإذن الله تبارك وتعالى …. يبدو أن هؤلاء كانو ا يرصدوننا بدقة ،ولكن أي شيء كانوا يرصدون فينا ؟ كانوا يرصدون غالب الشابندر مثلا وهو يصحب صديقة رائعة ، ولا يرصدون ما نقدم من فكر وفن وعطاء، لماذا ؟ ياتي الجواب بإذن الله تبارك وتعالى .. أعرف جيدا تبعات هذه المذكرات ، وسوف اواجهها بقوة وشراسة ، لان الاصل هو الحقيقة ، لماذا رفضوني؟ هذا السؤال أطرحه في روايتي (العودة إلى الرصيف ) المطبوعة في السويد (الكافرة ) لماذا رفضوني، رغم أني اعلنت نفسي حمارا كما يريدون ، بل حمار ونصف ، فلماذا رفضوني ؟ نعم ، رفضوني لاني كما إكتشفوا بأني ( حمار ونصف حمار ) فيما هم يريدون حمارا ، ولكن أتريدون الحقيقة ، أنهم رفضوني وانا أتكلم بلسان نوعي لا شخصي ، إنهم رفضوني لاني لا أسرق ، لاني اتحدى المالكي في عقر داره وارفض ما لا أقتنع به من طروحاته وتصريحاته ، وأقول له نصا على سبيل المثال : ( الامن غير مستقر سيادة رئيس الوزراء ، وتصريحك أضر الناس ، وتسبب في دماء غزيرة )، أليس كذلك يا أبو إ دريس ؟ وانت تعرفني جيدا ، لست ممن يطرحون ( النعال ) بين قدمي رئيس الورزاء عندما يروم الوضوء للصلاة ، التي اصبحت مهزلة ولست أنا الذي قلتُ يا أغاي أدريسي (من كان يسميك أغاي ادريسي ؟ ) ، الذي قال ذلك جابرالجابري في قناة الرشيد الفضائية ، ولكن ما الذي قاله جابر الجابري يا تُرى ؟ قال ما معناه : ( لقد كتبت تقريرا عن إداء وزير الثقافة سعدون الدليمي الهابط أو المتخلف وأردت ان ارسله الى رئيس الوزراء ، ولكن لم اتمكن ، فاضطررت أن ابعثه إلى مجيد ياسين كي يبعثه من جانبه الى رئيس الوزراء ، ولكن أبو إدريس / أغاي ادريسي / بعثه الى سعدون الديلمي نفسه …. ) ، ولكن مثل هذا أتذكر كيف كنت تقول مامعناه : ( ينبغي القضاء على الشعب العراقي لانه شعب حقير ) كان ذلك في مقر جريدة الجهاد في طهران يا اغاي أدريسي ، وقد اعترضت عليك ونهرتك بقوة ،ولكن مهلا ، لنتمعن في ظاهرتك التالية : ( ما هو سر مطالبتك بسحب السفيرالعراقي في سوريا ، ثم سحب السفير العراقي في المملكة العربية السعودية، ومن ثم سحب السفير العراقي في تركيا ) ؟ حقا إنها ظاهرة تستوجب المراجعة ،هل هي محاولة لتخريب العلاقات بين العراق و( بعض ) دول الجوار ، وإذا كانت هي خربة فمزيد من تخريبها ؟ وهل هي محاولة لارتهان العراق لدولة جارة واحدة كي يكون حقا اسيرها في كل حال ؟ والآتي أكثر وجعا وإيلاما يا أغاي أدريسي !! دكتوراه بادب طه حسين ، هكذا قال خضيرالخزاعي لمساعد عميد أحد الكليات في بغداد ،كيف؟ وهل من شهود حضور ؟ ياتيك بالاخبار من لم تزوّد ،وبالله العلي القدير نستعين على من شربوا دماء شهدائها وافرزوه منيا !! يتبع..

الحلقة 28 : تجارب بسيطة ولكنها ذات دلالة !

يُروى عن الكاتب الكبير عباس محمود العقاد ما يلي : ( كان أحد التجارالسعوديين يرغب بان يتولى العقاد تفسيرا للقرآن الكريم ، ويبدو التقى الرجلان ، وكان العقاد فرحا أيّما فرح شديد بالرغبة ، وهي رغبة مزدوجة بطبيعة الحال ، من جانب التاجر السعودي والكاتب الكبير ، وقد اتفقا على الاجتماع مرّة ثانية من أجل تحديد التكاليف المالية للمشروع ، وجاء وقت اللقاء ، ولكن التاجر السعودي لم يات في الموعد المحدَّد ، مرت خمسة عشر دقيقة والتاجر ا لسعودي لم يحضر ، صبر العقاد خمسة دقائق أخرى ولم يات ، فنادى العقاد على ملازمه الذي كان في خدمة حوائجه البيتية، وقال له ما معناه تقريبا : إذا جاء هذا الرجل فقل له : إن الاستاذ مشغول ، وانتهى الإتفاق ) . كنت أكتب سلسلة بعنوان : ( البيان الشيعي ) ، وذلك قبل مشروع ( إعلان شيعة العراق ) الذي سرقه فيما بعد موفق الربيعي ، وتاجر به عند الامريكان / سوف ياتي حديثي بهذه النقطة مفصلا / وقد صدر من السلسلة ما يقارب سبع أو ثمان أعداد ، كلها تركز على مستقبل الشيعة ومتطلبات النهوض بهم ، وكان من الافكار البارزة في البيانات هو وجوب تحرر الإرادة الشيعية العربية وغير العربية من الرهان الإيراني ، وقد سمعت من أحدهم وقد سلّم احد هذه البيانات الى السيد محمد حسين فضل الله رحمه ا لله في مسجد السيدة زينب حماها الله ، إنه قال ما معناه : (ابو عمار عنده اهتمامات شيعية عالية المستوى فكرا ومنهجا ) ، وفيما يسمح لي الناقل ان اذكر اسمه في حلقات مقبلة فسوف أفعل بإن الله تبارك وتعالى . وقعت بعض نسخ البيان الشيعي بيد الدكتور أحمد الجلبي ، واعتقد إن الذي اوصلها إليه هو الصديق مصطفى الكاظمي ، وحسب ما علمت أن الدكتور الجلبي كان معجبا بالبيا ن الشيعي هذا ، ويتابع أخبار ، و لاجل ذلك طلب مقابلتي في لندن ، وافقت ، وكان هناك موعدا محدَّدا في لندن في مقر المؤتمر الوطني ،وكنت بصحبة السيد مصطفى الكاظمي ، وفيما وصلت المكان المحدد قبل الموعد بربع ساعة تقريبا ، وسُجِّل اسمي بقائمة المنتظرين على موعد مرسوم من قبل الجلبي نفسه ، تأخر اللقاء خمسة دقائق ، هممت أن ا خرج ، وإذا أحمد الجلبي يطلُّ علي من غرفته الخاصة به ، رحب ترحيبا شديدا ،وقال لي ما نصه تقريبا : (آسف تأخرت عليك قليلا لان كان عندي موعد مع الاخوة الأكراد ) ، تألمت في داخلي ، فما هو ذنبي ، وبالاثناء قال أيضا ما معناه تقريبا : ( عشر دقائق ونلتقي ونحكي مفصلا ) ، مضت عشرة دقائق ولم يات ، خرجت ، وحاول بعضهم ممن يشتغل بمكتبه أن يقنعني بالبقاء ولكن دون فائدة ، وقلت لهم : (انا غالب الشابندر ، صاحب البيان الشيعي وليس موظفا عن أحمد الجلبي ، وهو الذي طلب اللقاء وليس أنا ).. خرجت وكان السيد مصطفى الكاظمي معي ، وفيما امتطينا السيارة ، رن تلفون الجلبي ، وقد طلب الحديث معي ، أظهر أسفه ، وطلب لقاء ثانيا ، فرفضت ، ثم تناول التلفون احد اعوانه ـ نبيل ــ وتحدث مع بود، ثم قال ، اليوم نلتقي على العشاء ، فزادني هذا الكلام غضبا ، اعتذرت منه ، و( صرفته ) بطريقة لبقة … تحدثت بالموضوع مع احد ( الدينين الإسلاميين السياسيين ) فقال ما معناه : ( هذه هي أخلاق العلمانيين أخي ابو عمار ) ! حسنا ، ولكن هل لي أن استعرض ما يعزز كلام هذا السياسي المتدين جدا جدا جدا ؟ بعد التغيير الذي حصل في العراق اتصل السيد علي الاديب ،وزير التعليم العالي حاليا بالسيد سليم الحسني، وطلب منه أن يتهيأ لاصدار مجلة فكرية شهرية مؤقتا واسبوعية لاحقا ، واوصاه بان يجنِّد كتاب محترفين ،وتكفل بما يغطي مصاريف المجلة اخراجا وطباعة وكتابا بالكامل ،والفعل ،بدأنا وانجزنا العدد الاول من المجلة ، وكان الرجل قد بعث 1000 باون استرليني تغطية كاملة للمجلة ، وهو المبلغ الذي قدرته اللجنة المشرفة على المجلة ، وفيما ارسلنا العدد الكترونيا للسيد الاديب أملا بطبع العدد ، غاب العدد، ثم غاب الاديب تماما ، وتركنا في حيرة ، وإلى الآن للاسف الشديدحقا لانه مؤمن والمفروض به أن يكون وفيا بوعده. أين مكمن الكلام ؟ الجلبي علماني ، نعم ، وأنا اعرف ، ولكن العلماني هذا اعتذر من تقصير ليس بذاك حقا ، ولكن المؤمن الذي يطمع بان يكون أمين حزب الدعوة الجديد ، المتبوأ مكانة قيادية في الحزب ، ومن ثم ، وزير التعليم العالي ، لم يعتذر ، بل كانت فعلته أشبه بالمقلب ، لاننا كنا في غاية الاستعداد ، وتركنا الكثير من أعمالنا ومشاريعنا …. هل هي حادثة بسيطة ؟ لا ، لانها صدرت من مقام عال …. وتذكَّرتُ الآن ، هل حقا فاز السيد الاديب بجائزة التنافس على أحسن كتاب عن الامام علي عليه السلام في النجف ، حيث كانت مبادرة من كلية الفقه في النجف الاشرف ؟ هكذا نقرا على غلاف كتابه المثير : ( خارطة طريق لمعضلة العراق ) ، فما كان مني إلاّ أن افتح فاهي مستغربا ، هائما في عالم الملكوت الذي لا ينتمي للاهوت ، كي اكتشف علمانيا ينحى ذات المنحى …. لقد كتب السيد الاديب كتاب عن قضية التربية عند الإمام عليه السلام ، وقدمه لهيئة التحكيم ، ولم يفز ، وطبعه ، وكا ن كتابا كارثيا بمعنى الكلمة ، ولكن السيد الاديب يدعي بانه فاز بالمسابقة ، ونقش ذلك على غلاف كتابه الخلفي بشكل صريح … هل هي الأخيرة ؟ لا …. وقصة دكترة الاستاذ خضير الخزاعي بادب طه حسين لها قصة ، وقصة مريرة ، قصة محزنة ، تدعونا أن نردد مع غيرنا حقا ( الإسلام الله يرحمه ) …. يتبع …

الحلقة 29 : طه حسين يفقد رصيده !

( … نظر الى وجهه في المرآ ة المثَّلمة ، كا نت ملقاة على قارعة الطريق ، مرمية بين كومة مخلفات شركة أعلنت افلاسها بغير شرف … المفاجأة كانت مرعبة بالنسبة له ، لقد اختفت علائم الانحراف بين الجهتين المتناظرتين ، كان هناك تواز يتجاوز نظرية التوازي في هندسة اقليدس … شيء غريب . مرآة مثلمة تصحِّح خطا الطبيعة الجبارة ؟ هل كذبتْ الطبيعةُ هنا وهي التي لم تكذب منذ أن خلقها الله ؟ مسح المرآة المثلّمة بيديه الشغوفتين بلمس الأشياء الناعمة سرّا ، فتداخلت خطوط جديدة على سطح المرآة ، وتزايدت الندوب والخدوش ، فانكمش حزنا ، وأخذ يندب ( أهل بيت الرحمة ) أن يعيدوا بمعجزاتهم المرآة الى ما كانت عليه ، مثلمة كما عثر عليها ، ندبهم وهو يلقي شعره الكلاسيكي الجنائزي بمناسبة أربعين الحسين بن علي ) … مقطع من قصة ( المرآة المثلومة ) في طريقها للطبع ، كانت المرآة الصافية بمثابة عدو لدود بالنسبة له ، لانها تكشف عن الندب المحفورة في وجهه ، فيما المرآة المثلَّمة وبالتجربة الشخصية الحسية كانت تخفي تلك الندب ، فلماذا لا ينثلم قلبه ، وينهي قصة صراع خالد داخل ذاته ، بين الصدق والكذب ، ليكن كاذبا كي ينتصر …. اليوم هو 2012 / 8 / 17 ، قبل هذا التاريخ بشهرين تقريبا ، كنت مدعوا الى لقاء مع جملة اصدقاء في مقهى جميل بسيط في الكرادة الشرقية بالقرب من مقهى أرادين ، هناك التقينا ، الاخ الكاتب العراقي حسين عادل درويش ، والاخ الصحافي النشط توفيق التميمي، وآخرون ، كان من بين الحضور أكاديمي عراقي في الآداب والفلسفة ،وكما أتذكر مساعد عميد أو ما شابه ، وفي الاثناء تجاذبنا اطراف الحديث ، وكان هناك تناظر ونقاش حول الحركة الجوهرية ، والماركسية ، والديموقرطية ، وفيما كان الحديث يدور بكل سلاسة وبساطة ، انتقل بشكل مفاجيء إلى مستوى التعليم في العراق ، وقد كان الاتفاق إنه مستوى متدن ، هابط ، وبالتالي ، لابد من الكلام عن اسباب هذا التدني والهبوط ، فتوجه بعض اللوم إلى وزارة التربية ، فجاء ذكر الدكتور خضيرالخزاعي ، باعتباره كان وزير التربية ، حتى إدّعى يوما أنه أعاد صياغة العقل العراقي ، ولي في ذلك حديث ياتي بقوة الله … قال الاخ الاكاديمي ما معناه : ( لقد التقيت بالاستاذ خضير الخزاعي وسالته عن شهادته واختصاصه ، فقال: دكتور بادب طه حسين … ) ، لم ادع الاكاديمي أن يكمل ، وقلت بصوت شبه جهوري : ( إذن فقد طه حسين رصيده ليس من قائمة الادباء العالميين ، بل من قائمة الإدباء ا لعرب ، بل من قائمة الادباء المصريين ) ، ولان الاخ الاكاديمي لمّاح ، عرف السر ، فخضير في كلامه هذا مختلِق ، وربما لم يقرا لطه حسين شيئا ! ترى إلهذا قدم رسم تعريفه النيابي في المرحلة الثانية من العملية الانتخابية في العراق بشهادة دار المعلمين ؟ لست أدري ، وفي ذلك اسرار لم يات حينها … شخصيا لم أتصور قبلُ أن يختلق الدكتور خضير الخزاعي مثل هذه ( القنبلة ) لاني كنت اعتقد بسموه الاخلاقي والوجداني والروحي ، ولكن فيما بعد ، وحيث التجربة الحسية ، اجزم أنه لا مانع عنده من ان يختلق مثل هذه ( القنبلة ) ، فإن الذي يهدد بافساد العملية السياسية فيما لو لم يعُيَّن نائب رئيس جمهورية ، والذي يعُين ابنه ملحقا أو مستشار تجاريا في الكويت / الكويت حصرا ، لماذا ؟ وهو مهندس لا علاقة له بالاقتصاد والتجارة ، والذي يزج عائلته المحترمة بالسلك الدبلوماسي ، من دون أي مؤهلات ذات علاقة بالشان الدبلوماسي ، والذي يدوس على أوامر المرجعية بنعاله فيما هو يتغنى بالدين والمراجع والائمة ، والذ ي يصر أن يكون صاحب مسؤولية كبرى رغم فشله الذي اقره الجميع ، والذي شقق حزب الدعوة أوصالا وقطعا ، والذي يدخل في معركة دبابات ورصاص مع العنزي على فضائية تلفزيونية ، والذي يقول نحن لا نؤمن بالديمقراطية وإنما فرضت علينا ، ولكنه سرعان ما يطرح نفسه ديمقراطي اكثر من جيفرسن …شخص كهذا لا يتورع من أن يدعي بانه يحمل شهادة الدكتوراه بادب طه حسين ، وبالتالي ، يحرم طه حسين المسكين من رسمه العالمي والعربي والمصري …. هل من مزيد …؟ لقد منّ الله علي أن أقرا شكسبير ، وعنه كثيرا ، وقد وفقني الله ان أكتب عن هاملت دراسة من اربع حلقات ، وقد قال اختصاصي شكسبير الصديق الاديب المعروف صلاح نيازي ، بكلام موثق كتابيا في إيلاف ، إ نها من أحسن بل احسن مقالة كتبت عن شكسبير في العربية ، ورغم هذه الشهادة التي اعتز بها ، يشهد الله ويعلم أرى نفسي إني لم اكتب شيئا عن شكسبير ، هل عرفنا المغزى من إيراد هذه المفارقة ؟ الطريف ، أن أحد الاصدقاء المشهود له بالعفة والبراءة والصدق كان قد حدّث صادق الركابي عن هذه الشهادة على ما كتبت عن شكسبير ، فما كان من الركابي إلاّ أن يقهقه مستعليا متعاليا … الطغيان … أعوذ بالله من الطغيان … الدكتور ا لخزاعي يحمل شهادة دكتوراه بادب طه حسين ، بدليل إ نه عندما يكتب تحليلا سياسيا يتوهم بانه يكتب بطريقة ( حداثية ) فيما هو يكتب ( حداثويا ) ولكنه لايشعر ، فضلا عن أ ن تحليلات نائب رئيس الجمهورية كثيرا ما يخطئها الواقع بالمرة ، وما زال قراء جريدة الصباح يتذكرون كيف أن نائب رئيس الجمهورية بشرهم بعراق آمن ، تخلص من الارهاب نهائيا ( وإلى الابد ) لان بغداد استضافت مؤتمر القمة ، حيث تلى المقال ( الحداثي / الحداثوي ) سلسلة من التفجيرات ، وما زالت التفجيرات ببركة نبوءة الكبير خضير الخزاعي مستمرة ، ويبدو إنها سوف تستمر للاسف الشديد … والآن … من هو المخلب على لسان أحد قيادي حزب الدعوة السابقين ، من هو شيطان الانس على لسان مفكر حزب الدعوة ، من هو عمرو بن العاص اللقب الجديد الذي اكتسبه بجدارة في الأيام الاخيرة ؟ ولم تنته قصة الدكتور بادب طه حسين ، بل هي قصة طويلة ، ربما نجد بعض فصولها في روايتي ( المرآة المثلومة ) ، والحبل على الجرار

الحلقة 30 : كارثة الإذاعة العربية /العراقية في طهران

( … عراق اليوم يبحث عن حسين … ) .. كان هذا هو عنوان البرنامج اليومي الذي يٌذاع يوميا من محطة الإذاعة الإيرانية في طهران ، وكانت منظمة العمل الإسلامي هي المسؤولة عن البرنامج ، شكلا ومضمونا ، وقد كان لهذا البرنامج دوره الكارثي على الشعب العراقي ، خاصة الحركة الإسلامية ، فبسبب السذاجة الاعلامية ، ونظرا لعدم توفر الكفاءات ، ولان الإذاعة أوالبرنامج خضع لصراعات الاحزاب والمنظمات الإسلامية العراقية المتواجدة على أرض طهران ،ولا أريد أن أتحدث هنا عن حصرية حق البرنامج بمحافظة معينة ، أو مرجعية دينية معينة ، لكن الذي اؤكد عليه ، أن سياسة البرنانج لم تكن موفقة وتسببت في كوارث ، كان البرنامج المشاوم يحدد الجغرافية التي يمكن أن يسلكها ( المجاهدون العراقيون ) فيما أرادوا الهروب من العراق إلى ايران ، فيُقصف بالطائرات العراقية في اليوم التالي ، وتسد منافذه ! وكان البرنامج يتحدث أحيانا عن كيفية صنع القنابل اليدوية وما شابه ذلك ، وقبل هذا وذاك ، الاخبار المبالغ فيها عن ( العمليات الفدائية ) التي ينجزها ( المجاهدون ) وتبين فيما بعد أن أكثرها إن لم يكن كلها عبارة عن اخبار باطلة ، ومجرد أكاذيب ، اللهم إلا ما ندر ، وما زلت أتذكر كيف أن هذا البرنامج أذاع خبر إغتيال صدام حسين ، وبسبب كذب الخبر كان له تاثير سلبي للغاية على الناس في العراق ، فكانت دائرة الامن العراقية وبامر من صدام حسين تقدم على شنق وإعدام العشرات من شبابنا في السجون مع كل خبر يصدر من هذه الإذاعة يفيد بان عملية عسكرية جهادية حصلت هنا أو هناك في العراق ، فيما هو خبر لا اساس له من الصحة . كان البرنانج كارثة أمنية وسياسية وجهادية ، وكنت اتألم كثيرا لهذا العبث الاعلامي ، وقد طرحت ذلك على حزب الدعوة ، وطالبت الحزب بان يتخذ موقفا وطنيا صارما من هذه المفارقة المثيرة للحزن والقرف والغضب ، ولكن الحزب لم يحرك ساكنا ، سوى همهمة هنا وههمهة هناك ، والسبب الخوف من مهدي الهاشمي وبعض النافذين في النظام الايراني ممن يتعاطفون مع منظمة العمل الاسلامي ، فما العمل ؟ قررت أن اهاجم الإذاعة والبرنامج ومن يعمل به وعليه ، وكانت لي في ذلك محاضرات علنية ، بل اصدرت نشرة اسبوعية تتحدث عن أكاذيب الإذاعة والبرنامج ، وما زلت أذكر باني فندت خبرا كانت الاذاعة ومجلتها الخاصة بها ـ نسيت اسمها ـ قد بثته عن عملية جهادية في مدينة الثورة ، حيث كان الخبر يصف مدينة الثورة بانها مدينة الصفيح ! فقلت في حينه : ( لا يوجد بيت واحد من صفيح في مدينة الثورة ) ! لقد شمرت عن ذراعي وقررت المواجهة مهما كان الثمن ، ليس لي شغل بالاديب وحسن شبر والجعفري والخزاعي ،بل لي شغل باهلنا الذين وبسبب هذه الإذاعة وبرنامجها الكارثي وغيره من الاسباب هدفا سهلا لصدام المجرم وحزبه وزبانيته ، واشهد الله لم يدعمني بتحركي هذا أي مسؤول حزبي في الدعوة الاسلامية أو غيرها ، بل ، قالوا لي مرّة إنك تجازف بحياتك ، ولما سألت عن العلاج والحل ، قالوا : اتركها للزمن ، ولما تركوها للزمن كان ذلك من اسباب المزيد من الإعدامات بحق أبناءنا المساكين ، ما جاء مجاهد عراقي إلى إيران هربا من جحيم صدام إلاّ وهو يلعن الإذاعة العربية التي تبث من طهران ، وبالاخص برنامج ( عراق اليوم يبحث عن حسين ) ، بل هذه الاذاعة وفرت حجة قوية لدى المجرم صدام حسين لإعدام المظلوم الشهيد محمد باقرالصدر رحمه الله، نعم ، أجزم لم يتحرك واحد من قادة الامس ـ الذين هم قادة اليوم ـ ساكنا تجاه هذه الكارثة ، ولكن شخص عادي ، أعزل ، ليست له علاقات بأي مسؤول إيراني تصدى للظاهرة كلاما وكتابة ، معرضا نفسه للخطر ، وكما قلت : لم يكن لدي شغل بخضير أو جعفري أو الاديب أو حسن شبر ، بل شغلي مع أهلي الذين يُقتلون يوميا بالعشرات بسبب هذه الاذاعة وغيرها ، كانوا يستجدون رضا مهدي الهاشمي ، او خامنئي، أو أي شخصية إيرانية متنفذة ،فيما كانت من جملة مهماتي التصدي لهذه الاذاعة وبرنامجها الجهنمي ، تغير عنوان البرنامج الى( العراق على طريق الحسين ) ، وذلك بعد استشهاد الصدر ، وكان للدعاة حصة كبيرة في الإذاعة ، والحق يقال ، تفادى المسؤولون الجدد أخطاء السابقين التي كانت كارثية كما قلت وبكل معنى الكلمة … ولكن ماذا عن معسكر ( الشهيد الصدر ) في الاهواز ؟ كانت تلكم الإذاعة تقتل اولادنا بالكلام ، وكان معسكر الاهواز يقتل العشرات من ابناءها بالفعل … كيف ؟ ياتيك بالاخبار من لم تزود … اليوم هو 2012 / 8 / 18 ، قبل شهر تقريبا أو أكثر كنت قد نزحت من بغداد الى السويد بعد معاناة مرضية مزعجة وما زالت ، في مطار بغداد ، وفيما كنت اقدم ( شنطتي ) الى التفتيش ، شهدت شيخا محاطا بحماية قوية ، يخترق الحاجز ،ويسرع باتجاه بهو المطار ، صحت عليه باعلى صوتي ( ( شيخنا ، وين ، هاي وين شيخنا ) التفت إليّ وجاء مقبلا يسلم علي ، إنه شيخ تقي المولى ، فبادرته بكل هدوء : شيخنا ( ليش اخترقت الصف ،اليس من الانصاف أن تقف في الصف مثل الباقين ) ، اجابني بحيرة راحت تدور حول وجهه ، ثم قلت له : ( شيخنا لازم تلزم سرة ، كي نقتدي بك ، فإنت من قياداتنا ، فوقوفك كما هو حالي وحال ا لاخرين ، يؤثر فينا ايجابيا ) ، كان حائرا ولا يدري ما يقول ، وقد اضفت قائلا : ( شيخنا يبدو الاسلام انتهى ، الله يرحمه ) ،فقال : ( لا إن شاء الله ، إذا انتهى الإسلام عندنا فهوحي عندكم ) قلتُ له : ( اني انتهى الإسلام عندي من زمان ، شيخنا من زمان ) ، تحرك الى مبغاه ، فقال لي ضابط شاب : ( استاذ الظاهر أنت ماتخاف ) ، قلت له ( ليش أنت لعد تساهلت َ معه ) ، قال : ( أخاف يفصلوني من شغلي ) ، وفي مكة كان حديثا مثيرا ؟

 الحلقة 31 : ليست وليدة اليوم !

في مقطع من روايتي ( شياطين ) التي أتحدث فيها عن ( مهارن ) وما أدراك ما مهران جاء ما نصه : ( … طلَّ وجهي مشتعلا بالنور على أعتاب مسجد ،إنّه مسجد الإمام مهران ،هنا يصلي مهران ، في مسجده تتلألأ انوار مصطنعة ، كان مهران قد استوردها من نور عيونكم يا فقراء المدينة ، يا من تتسابقون على لقمة تتساقط من فم مهران الإمام ، بعد أن ينهي فريضته المقدسة وسط المسجد المعمور ، يا من تسالْن عن خرقة تستر عوراتكن المكشوفة ، أنتُنَّ يا بقايا تاريخ مهمل ، تاريخ شهادة عابرة في سبيل الله … ) ، أجل أخوتي ، إنّه مهران ، منْ هو مهران ؟ هذا ما اؤجل الجواب عنه لحلقات مقبلة بإن الله تبارك وتعالى . هل مصادفة ان تكشف إحصائية بان 75 بالمائة من الوظائف الكبيرة هي من حصة أسر المسؤولين وأقاربهم ؟ لا ،ليس صدفة ، إنما هي سياسة قديمة، ولكنها كانت خفية…. سالني صديق مخلص ، تُرى أليس من الاصلح أن تكتب نقدك وترسله لاخوتك بدل أن تنشره غسيلا على العلن ؟ واجبته ، إنهم طالما يطالبون النقاد بذلك ، ولكن هي كذبة ، إنهم يستغلون الصمت ، والنقد الخفي نوع من الصمت ، يضحكون علينا ، أكتبوا ، انتقدوا ، جرِّحوا ،ولكن ليس علنا ، هناك لجنة، بل لجان تدرس ما تكتبون ، وتحلله ،وتتخذ المواقف الناجعة التي يعرفها أخوانكم أكثر منكم ، لانهم حكماء ، ومؤمنون ، كذب ، احذروهم ، إنهم يحتالون عليكم بمثل هذه ( الفيكات ) ، يريدون أن يكونوا بمأمن من النقد العلني ،لان النقد العلني يحرجهم ، وطالما ( وعظونا ) من أن يكون النقد علنا ، لقد نقدنا سرا ، فما هي النتييجة ؟ هي كما ترون أخوتي وأخواتي، كارثة بكل معنى الكلمة … فلا تغركم هذه الكلمات ، إنها حيلة مفبركة ، انتقدوا ، وشرِّحوا الاوضاع علنا ، وبكل جراة ، سوف ترون كيف يرتبكون ! في الحسينية الحيدرية حيث شورى الدعوة في اجتماعها العادي ، قال الشيخ أبو زهراء الناصري موجها كلامه للدكتور عبد الزهرة البندر : ( أبو نبوغ لقد صرفنا 17 ألف دولار من أ جل استعادة الحاج فوزي من سجون العراق إلى فرنسا مرة أخرى ، شنو قابل أنت جبتها من جيبك ،لو بعت سيارتك المارسيدس ودفعتها … ) ، وبالفعل لقد تم تحرير الحاج فوزي النعماني من سجون صدام ،وعاد سالما آمنا بفضل الله إلى فرنسا ، والحاج فوزي النعماني من الأخيار الابرار الذي يستحق كل الجهد من أجل حياته ، فهو مؤمن صادق ، نزيه ، بريء هكذا اعتقد ، والله شاهد على ما أقول ، ولكن سؤالي هنا ، لو كان المخطوف الآخر، هل يُصْرَف مثل هذا المبلغ لاسترجاعه ، هل سيكون الشغل الشاغل للدعوة ، خاصة في سوريا ، لقد سُجِن مؤمنٌ كان معروفا بأنه قدَّم الغالي والرخيص في سبيل الاسلام بذل كل ما يملك في سبيل الاسلام ، ويعد من صناع الشارع الاسلامي في العراق والكويت وسوريا وايران ، سُجِن في أحد الدول العربية بحجة العمل الاسلامي ، ولكن لم تتحرك مشاعر السيد عبد الزهرة البندر ،ولا حزب الدعوة في سوريا قيد شعرة ، بل لم يُسال عنه حتى من قبل عائلته التي لا تبعد خطوات من قيادات الدعوة في الشام .. نعم ، عندما افرج عنه أمر السيد البندر الأخ ابو حسنين الرميثي أن يستقبله في مطار الشام ويجلبه بسيارة الحزب وكفى ( صارت زحمة ) ، هل هو حدث فريد ؟ لا ،إنه ظاهرة، ظاهرة تجلَّت بكل وجوهها البشعة ، بكل روائحها الكريهة . ليس هناك أي اعتراض ان تبذل الارواح والاموال من أجل تحرير مؤمن مأسور في سجون صدم خطفا ، ولكن يبدو ذلك بقيد ، كما يقول الاصوليون ، تُرى ما هو القيد ؟ أن يكون قريب قيادي في الحزب، كما هي الحالة التي نحن فيها، فإذا كان هذا المؤمن المخطوف ليس له قريب أو نسيب من قيادي الحزب ، فليذهب للجحيم ، وكم لهذه الحالة من نظير ونظير … فهي ليست وليدة اليوم إذن ، تُرى هل العدل مضمون حقا فيما جاء أمثال هؤلاء للحكم ؟ يقولون في المنطق ،إن النتيجة تبتع اخس المقدمات ، وكانت كثرة من مقدمات العمل فاسدة ، كما هي الظاهرة السابقة ، فلماذا لا نصل إلى ما وصلنا إليه الآن ؟ هل هي مسيرة نابضة بالحياة ؟! من الإيمان بولاية الفقيه والذوبان في الجمهورية الاسلامية إلى مائدة بريمر ، وبين البداية والنهاية لعب على البداية والنهاية تبعا لقواعد المصلحة لا أكثر ولا أقل … وغدا تأتيك جهينة بما يسر التاريخ ويُحزن مزيفيه …

الحلقة 32 : كلمة على الغلاف

العنوان ليس من اختراعي ، بل هو من اختراع عميد الفكر العربي في وقته عباس محمود العقاد ، كان عنوان كلمة سطَّرها على الغلاف ، وفيها يرد على بعض مِمَّن اتهموه بانه كتب كتابه المشهور 🙁 عقائد المفكرين في القرن العشرين ) طمعا في المال ، وهي حقا كلمة على الغلاف ، فلم يعرف عن الرجل إنّه يحب المال، أوالجاه ، نعم ، كان قوي الشخصية،معتد بفكره ، واثق من نفسه ، وهي كلمتي أيضا ، بإذن الله عز وجل … كلمتي للتاريخ ، كلمتي لأطفال الشهداء الذين ابتلعتهم مياه الاهوار ، وجبال الشمال ، وفيافي الصحراء ، بلا نتيجة ، بل بنتيجة حقا ، ولكن أي نتنيجة ، لنتمعن بما يلي إذن … حدّثني صديق هو اقرب إلى نفسي من اي صديق آخر، بل هو نفسي أنا ، يقول : لقد ( التقيت بالسيد مجيد ياسين ــ المستشار الإعلامي للسيد رئيس الوزراء سابقا ، مدير تحرير جريدة حزب الدعوة الآن ، نائب برلماني ، ثم ،وهذه الاهم والاخطر ، عضو مكتب سياسي حزب الدعوة ــ يعني في صميم الحكومة المالكية وحزبه ــ ) ، قلتُ له : (نعم ، وماذا بعد ؟ ). قال : ( حدثني بانه اجتمع بوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ، عندما كان ضمن وفد الربيعي إلى المملكة العربية السعودية ، وقد قال للوزير السعودي : إذا لم تتخلوا عن سياستكم السلبية تجا ه العراق فنستطيع أن نؤذيكم بطريقتين ، نفتح عليكم خط المخدرات من السماوة إلى عمق المملكة … ).. أصحيح ماتقول يا صديقي العزيز وانت نفسي بعينها ؟ قال : ( أقسم بالله هذا ما قاله نصا ، حرفا ، بأمانة ) . فما كان مني إلاّ أن استمع الى الطريق الثاني ، سكتْ ،قال : ( اطريق الثاني كارثة دبلومسية وسياسية مروعة ، ربما كانت قد وضعت حجر الزاوية أو بعض أحجار الزاوية لسياسة السعودية تجاه العراق ) . قلت لصاحبي وهو نفسي : ( أجبني بربك ، ماهوا لطريق الثاني الذي هدد به ابوادريس الوزير السعودي ؟ ). قال صاحبي : ( أتركها لفرصة آتية ) نظرا لانها تدمي قلوب العراقيين وغير العراقيين ) ، قلت لصاحبي وهو نفسي : ( ألهذا الحد ؟ ) ، إذن سياتيك بالاخبار من لم تزوّد ؟ يقول الراوي : ( شهقت ، تحيرت ،ورحت ابحلق بعيون أغاي ادريسي ، هل حقا كان ذلك ؟ ) .. لم استبعد ذلك من أغاي إدريسي ، لان متابعة بسيطة لتصريحاته تكشف عن رغبة شديدة تحدوه لأن يكون العراق غريبا في محيطه العربي، والإسلامي لقد طالب بسحب السفير العراقي من سوريا ، وطالب بسحب السفير العراقي من تركيا ، وطالب بسحب السفير العراقي من السعودية … وهي ليست صدفة ، إنها تنطوي على هدف مشترك واضح ، وفيما كان التعليل هو الرد على تدخلات سوريا وتركيا والسعودية ،فليس هذه الدولة وحدها تتدخل بالشان العراقي ، أليس كذلك صديقي العزيز ؟ قال صاحبي أيضا : ( أنا أعرف مجيد ياسين ، لقد خرج من حزب الدعوة سنة 1982 بحجة عدم ذوبان الحزب في الجمهورية الاسلامية ، وأصيب بوقتها بنكسة نفسية ، راح يراجع بسببها أطباء نفسيين إيرانيين ، وقد راح يكيل الهجوم القاسي على الحزب ، بحجة إنّه ضد ولاية الفقيه … ) ثم يتساءل : ( كيف يصل الى عضوية المكتب السياسي لحزب الدعوة وهو خرج من الدعوة سنة 1982 ولم يرجع إلا بعد السقوط وبمدة زمنية ليست قصيرة ؟ ) . السؤال مطروح ، ومنطقي ، فهل نعرف السبب ؟ الذي رشح مجيد ياسين لمنصب المستشار الاعلامي للسيد رئيس الوزراء الدكتور بأدب طه حسين ،اي السيد خضير الخزاعي ، فهل رشحه لانه من العمارة ؟ أم هناك خلفية اعمق واعمق ، ونحن المساكين لا ندري ولا نعرف ؟ صدقا لا اعلم إنْ كان حقا هو عضو مكتب سياسي الحزب ا لعريق ، ولكن اتساءل فيما كان ذلك حقا ! أين هي كفاءة مجيد ياسين ليرشحه دكتور خضير لهذا المنصب الكبير ؟ هل لكونه مراسل لإذاعة البي بي سي ، خاصة وقد طلب اللجوء السياسي إلى لندن وقُبِل ثم قفل راجعا تبرُّما بحياة الغرب ، وهروبا من جحيم المعنى الضيق حسب بعض تعبيراته ؟ كل هذا لا يهمني ، ولكن الذين يهمني عندما وقف في منتصف مكتب جريدة الجهاد وقال كلمته الحاقدة : ( الشعب العراقي حقير ويجب القضاء عليه ) … حقا إنه سؤال مطروح ، كيف تتدرج السيد ياسين ليكون عضو مكتب سياسي وهو المنفصل عن الحزب منذ 1982 ، ولم يعد للحزب إ لا بعد السقوط ( سنة 2003 ) وبمدة زمنية ليست بالقصيرة … سؤال فيما كانت المعلومة صادقة ، أو بالاحرى صحيحة ، لان هناك فرقا منطقيا كبيرا بين الصدق والصحة ، وإن كانت مفارقات ( الدينيين) اجهضت كل معايير المنطق والوجدان والحقيقة . ماهو سر حزمة المقالات التي استخرجها مجيد من الانترنيت ووضعها على مائدة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ؟ إنها مجموعة مقالات الكاتب التي تناولت سياسة المالكي بالنقد والتشريح ، ولكن لماذا ؟ ظنا منه أن كاتب هذه السطور يطمح أن يكون مستشارا ، في سياق ظرف لم يحن وقت بيانه ، هرع المسكين الى النيت يستنسخ ويستنسخ ، وهو يعلم إن صاحب هذه الكلمات يشرب الشاي في مقهى هوبي ، وياكل المعلا ك على ارصفة الكرادة الشرقية ، ويختنق بالدوائر مهما كانت جميلة ، ولم يستعن يوما باخيه عضو البرلمان والمقرب من المالكي ، بل لم ولن ، نعم ، لم ولن ، نعم ، لم ولن … يسالني صاحبي : ( ماهو رايك بتحليلات اغاي إدريسي السياسية) ؟ اجبته :(تخرب ضحك بقدر ما تخرب ضحك مقالات خضير الخزاعي عن السلام العالمي ) … ما هو سر مقهى الافندي في لندن ؟ ويسالني صاحبي : ( ما هي نظرية أغاي ادريسي في التحليل السياسي ، هل يتبع المدرسة الواقعية مثلا ؟) . أجبته : (اسال خضيرالخزاعي الذي قال :أنا مسؤول عن إعادة تشكيل العقل العراقي ….) … مرة أخرى : ما هو سر مقهى الافندي ، وهل لسامي العسكري علاقة بهذه المقهى ؟ يتبع  

الحلقة 33 : سرّ سامي العسكري

هل يُعقل أن أحمد سعيد ، المذيع المصري العتيد ، الذي كان يحرض الشعوب العربية للثورة ضد حكمها من إذاعة صوت العرب القاهرية … هل يُعقَل أنه تبين فيما بعد على صلة بالكيان الصهيوني ؟ وهل يُعقل أن الثورة الجزائرية بعد لآي من السنين تبين أنها مدعومة سرا من السفارة الامريكية في الجزائر ؟ لست أدري ماذا ستكشف عنه السنين القادمة ؟ لستُ أدري ؟ رفَضَ حزب الدعوة طلب سامي العسكري بالعودة إلى التنظيم ، كان ذلك في لقاء بينه وبين الدعاة في أحد مواسم الحج بعد التغيير ، ولا استبعد أن الرفض من قبل القيادة الدعوتية طلب سامي هذا خوفا من القواعد ، وليس قناعة من القيادة نفسها، فإن القيادة التي تقبل أن يعود مجيد ياسين الى التنظيم وهو الذي شنع على الحزب في إيران ما يتبرأ منه حتى الشيطان … مثل هذه القيادة لا تمانع من عودة العسكري للتنظيم ، بل قد تجد في عودة مثل هذه الشخصية غنما ، والاسباب هنا تطول ،وربما ياتي وقتها المناسب ، ومهما كان الامر ، فإن سامي العسكري كما هو معلوم شنع على الحزب واتهمه بالغباء السياسي ، والتبعية ، وفيما يسطر هذه النعوت والمواصفات بحق حزب الدعوة ، يعلنها سبب استقالته ، وينشرها في المواقع العراقية ، وإذا كان البسطاء من الدعاة يرفضون عودة سامي العسكري للتنظيم لهذا السبب ، فإن بعض قيادات الحزب ترفض عودته لأسباب أعمق ، ونحن نريد أن نعرف الاعمق ، فهؤلاء القادة لا ينسون أن سامي العسكري، وقبل التغيير كان قد سافر إلى احد دول اوربا ليجتمع ببعض أزلام ورجال النظام العراقي المقبور ! نعم يا اخوتي ، نعم ، يا دماء الشهداء التي تصرخ في عراء الله تطالب بالثار ، يا دماء الاحرار راحت هباء منثورا ، إنها تسال ، وتسال ، كيف لهؤلاء القادة يخفون هذه الحقيقة المرة ! ولكن لماذا السكوت ؟ لا أدري ، تُرى هل يمكن أن يتفضل علينا القيادي السيد إبراهيم الجعفري ليكشف الحقيقة كي تستريح تلك الدماء من أوجاع الصراخ ، أو أي قيادي دعوتي آخر ؟ كانت استقالة العسكري استباقية ، لان الحزب قرر طرده عندما علم وبالصدفة عن لقاء بينه وبين كبير من كبار السفارة الام ! ،اي والله السفارة الأم ، من هي السفارة الام ؟ دعونا الآن ، فهل هذا من اسباب رفض طلب العسكري بالعودة إلى صفوف الحزب العتيد ؟ الجميع يعرفون ذلك ، والجميع يتحدثون بذلك ، فهل لافتضاح هذا الامر كان الرفض ؟ وفيما لو كان سر هذا اللقاء خفيا ، كما هي سفرته للقاء بعض عملاء النظام المقبور ،هل كان هناك رفض ؟ أشك بذلك ،ولكن السؤال الملح حقا ، تُرى هذه المفارقات هي التي أعجبت السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ليجعله عضيده في الحكم ؟ الدائر في الاروقة السياسية إن السيد المالكي (زبل ) العسكري هذه الايام ، ولكن يبدو ما زال يدخره كـ (ماشة نار )؟ وهل قبل العسكري بهذه المهم أم مجبور عليها ؟ وما أزال اتذكر جلساتنا المشتركة في اروقة جريدة الجهاد ،حيث هجومنا اللاذع على رجال الدين ، وعلى إيران ، وفيما يسالني صاحبي عن امكانات السيد سامي العسكري ، قلت له : ( أحد أبرز إمكانياته هي امكانيات شيخ الدعوة عبد الحليم الزهيري ) ، ويسالني ثانية : ( وما هي ؟ ) ، قلت له ( فن التأمر والتخريب داخل الحزب ) . ماذا قلت لعبد الكريم العنزي في حضرة السيد الفقيه حسين الصدر في مكة المكرمة؟ ولم يزل سر سامي العسكري خفيا ….

 الحلقة 34 : جريدة البديل الإسلامي قبل كل شيء

أريد أن احسم أمرا هنا ، اؤكد إني لم ولن اطلب من أي جهة سياسية عراقية سواء كانت مشتركة في الحكومة أو خارجها، سواء إسلامية أو غير إسلامية ، وظيفة ، أو مساعدة على الإطلاق ، أبدا ، بل أكثر من هذا ، عُرِضت علي الأموال ورفضتها ، عرضت عليَّ من أعلى مستويات الحكومة الحالية ، بل أكثر من هذا وذاك ، لم احصل على تقاعدي ، ولا على احتساب خدمتي ، وقد تقدمت بمعاملة احتساب الخدمة والتقاعد ، وبعد أن أكملت (فايلي ) ، وسُلِّم الى مديرية تربية الرصافة الثانية ، وفيما راجعت المعاملة بعد حين ، قالوا : ( آسفين أن فايلك سُحِب من المديرية بواسطة موظفين إثنين ولا نعرف كيف جرى الامر … ) .. وسوف اشرح ذلك بالتفصيل في حلقة مقبلة ، شهد الله وعلم ما كنت أذكر هذه الحقيقة سوى أني سمعت همهمة بان حلقات ( خسرت حياتي ) هي عبارة عن رد فعل ، لاني لم اشغل وظيفة في الحكومة ، مع العلم بامكاني أن اصل إلى أرقى وظيفة بالتدليل والتزلف ، فيما بدأت نقدي للحكومة منذ الايام الاولى ، بل استهجنت كلام خضير الخزاعي في مكة عندما قال لي 🙁 نتحدث عن كل شيء ولكن دون التوظيف ).. وفي تصوري إن من ينطلق في تفسير ( خسرتُ حياتي ) بهذا الدافع ، إنما يترجم ما في داخله ، أو جاهل ، ثم ، لم ولن استعين باخي النائب في البرلمان العراقي في أي قضية ،، بل استكثرت عليه علنا ، وبالكلام الصريح ، وفي حلقات ( خسرت حياتي ، أن يكون عضوا في البرلمان بالطريقة التعويضية أو البدلية إذا صح التعبير ، وما هذه التخرصات سوى دليل على ضعف نفوس أصحابها ، وبلادة فكرهم ، وكأنهم لا يعرفون غالب الشابندر الذي اختار ( أحقر ) بيت للسكن في طهران وسوريا ، فيما كان القادة في شمال طهران ، والمزة ، وفي ذلك ما يشرفني ويكفيني عزا والحمد لله، ولست مستعدا ان الهي نفسي بهذه القضية باكثر من هذه الكلمات ، فأنا ( غالب حسن الشابندر ) وليس فلانا أو علانا . كان مشروع جريدة البديل الإسلامي إحداث نقلة في تفكير الإسلاميين على أربعة أصعدة مهمة : الصعيد الاول : التعامل السياسي الواقعي مع القضية العراقية، فقد طرحت الجريدة مشروع الاطاحة الدولية بنظام صدام حسين مع عدم إ همال الدور الداخلي للحركة العراقية المعارضة . والصعيد الثاني : هو انفتاح الحركة الإسلامية على الآخر خاصة وإن بيان التفاهم الذي كان قد اعلن عنه حزب الدعوة قد أُهمل أو فشلَ أو تُرك . والصعيد الثالث : هو تبني الحركة الإسلامية للديمقراطية كآلية وصول للسلطة وليس كمضمون اجتماعي . والصعيد الرابع : استقلال القرار السياسي للحركة الإسلامية العراقية من الوصاية الخارجية أو ضرورة أن يكون للحركة الإسلامية العراقية كلمتها المستقلة في التعامل مع الانظمة فيما يخص عملها لإسقاط النظام العراقي . وكان المشرفون على المشروع بشكل رئيسي السيد محمد عبد الجبار الشبوط ، خاصة موضوعة الديمقراطية ، والسيد عزت الشابندر ،وكاتب هذه السطور ، وآخرون ، بالنسبة لكاتب هذه السطور كان مشاركا فكريا وسياسيا ، وقد كتب في أكثر من مجال ، وقد وجدها فرصة سانحة للحديث عن شيعة العراق بشكل مركز في الجريدة ، لان جريدة الجهاد الدعوتية التي كنتُ اكتب فيها تعارض مثل هذا التوجه ، تعتبره طائفيا وخارج حريم الفكر الاسلامي النزيه ، وسوف اتطرق لاحقا الى مجلة الجهاد ، التي كان لها دور كبير في التثقيف السياسي ، واسلط الضوء على كتابها المميزن أنذاك . لقد كتبت أكثر من موضوع مثير . منها : الوعي الشيعي المستغفَل ، ومنها : حدود العلاقة بين الحركة الإسلامية وولاية الفقيه . ومنها : نريد مرجعية على قارعة الطريق . ومنها :الشيعة ، تلك القضية المغدورة ، وغيرها .. فضلا عن التحليل السياسي لما ىقع في المنطقة من حوادث سياسية ذات شان خطير ، وذات علاقة بالقضية العراقية ، وكان للجريدة صداها في الساحة السورية ، بحيث غطت على الجرائد الاخرى، نظرا لصراحتها ، وجدّت موضوعاتها وطروحاتها ، الامر الذي استفز الأخرين ، خاصة حزب الدعوة الإسلامية في الشام ، وقد وظف الحزب بعض عناصره العاطفيين والمتملقين خاصة ( الداعية الشريف جدا جدا جدا ) للتشنيع على الجريدة خاصة على الصعيد الفكري ، ومما اتهموا به الجريدة أنها ضد ولاية الفقيه ، وإنها تشرع للديمقراطية وهو نقيض الاسلام، وإنها تتوسل بالدول الكبرى للإطاحة بالنظام الصدامي مما يعني تشكيكها بقدرات ( شعبنا ، وحزبنا ) ،وما إلى ذلك . ما الذي حصل فيما بعد ؟ سقوط النظام العراقي حصل على يد إمريكا ، حزب الدعوة الذي يعتبر العمود الفقري للإسلام السياسي يرفع راية الديمقراطية عاليا، وفيما كان القائد الدعوتي يلقي المحاضرات عن حرمة مصافحة الاجنبية، نجده اليوم يصافح الأيادي الناعمة الحلوة الملساء وربما بحرارة وود ، وأخيرا ، يوافق على أن يسقط النظام بايدي أمريكية وربما صهيونية … بل يتحول إلى جزء من مشروع امريكي في العراق بشكل وآخر ، أقلا ، في البداية،وهناك كلام عما جرى فيما بعد… وشيء مضحك عندما يقول الإسلاميون أن دماء الشهداء هي التي اسقطت نظام صدام حسين ، هذه الفذلكة المخزية ،التي تدل على كذب هؤلاء ( المتدينين ) ، وتدل على انتهازيتهم . لقد قال قبل ايام خضير الخزاعي لمسؤول أمريكي في مكتبه ، وقد قرات التصريح في المواقع العراقية منها صوت العراق : ( إننا نجحنا في التقريب بين فرقاء العملية السياسية) ! إنظروا إلى فن التزلف ، واحزروا كيف أن الخزاعي يريد أن يخبر هذا الامريكي المسؤول عن د وره وإنه رقم ، كي يضع الامريكي في قائمة حسابه خضير رجلا ينبغي الاستفادة منه ،وعدم التفريط به ، وإلا أي داع لمثل هذا التصريح بين يدي رجل من رجالات الشيطان الاكبر ؟ شنشنة أعرفها من أخزم . لقد اخترقت جريدة البديل الاسلامي الممنوع على الدعاة ، وما زلت أتذكر مقالا لي انتقدت به مقابلة لرئيس الوزراء الاسبق إ براهيم الجعفري كانت حول بعض تصريحاته عن سياسة الحركة الإسلامية الجديدة بعت توقف الحرب الايرانية /العراقية ،وكان عنوان المقالة ( حوار مع الدكتور جعفري عفوا الجعفري ) ، وكان للمقال رد فعل قوي ضد كاتبه من قبل قيادات الدعوة ، ولي في ذلك كلام ياتي في وقته .

الحلقة 35 : الجفاف القاتل

الذي نعرفه أن لكل حزب مفكريه الذين يسطرون له الفكر ، وينقحون له الصراع النظري ، ويمدونه بالزاد النظري، حيث الحياة بمثابة صراع ، وأحد أوجه هذا الصراع ، بل جوهره ربما ، هو الصراع الفكري ، فكما أن للحزب أو الحركة أو المنظمة رجالها في التنظيم ، والدعاية والاعلان ، والتحشيد ،والتحليل السياسي، هناك المفكرون ، كان تروتسكي للحزب الشيوعي الروسي ،وكان غرامشي للحزب الشيوعي الايطالي، وكان عبد الفتاح اسماعيل للحركة اليسارية العراقية ، وكان محمود أمين العالم للحزب الشيوعي المصري ، وكان عبد الخالق محجوب رحمه الله للحزب الشيوعي السوداني ، وكان عبد الخالق السامرائي لحزب البعث العراقي ، وهكذا .. والسؤال ،أين هو مفكر حزب الدعوة ـ مثلا ـ اليوم ؟ بل أين هم كتاب حزب الدعوة في ظل هذا الصراع الفكري المحتدم في العالم كله ؟ لقد جدب العقل الحزبي الدعوتي تقريبا ، وإلاّ اين هو المُنتَج الفكري الذي يرسم خارطة الطريق ، على شرط أن لا تكون على طريقة علي الاديب حيث جاء كتابه خطا منذ البداية ! لم نقرا مقالة جادة للسيد المالكي ولا للذين يحيطون به ، بل قرانا ما هو مدعاة للاسف والتاسف حقا ، وإلا َّهل هي مقدمة ناضجة تلك التي ادبجتها أصابع رئيس الوزراء لكراسة موفق الربيعي الكارثية حول الامن القومي العراقي ؟ فقد جاءت بائسة بكل معنى الكلمة ، بحيث من الصعوبة أن تستجلي معالمها ومعانيها ومقاصدها ، وكنت قد نقدتها في حينه ، وما زلت أتذكر يوم كتب السيد رئيس الوزراء منهاج حكومته وطرحه لمجلس النواب العراقي ، حيث ترسّم ما طرحة بإشارة واضحة ، من أنه كتب برنامج حكومته بلغة سهلة بسيطة خالية من التعقيدات ، وقد نقدت البرنامج ولغته في موقع ايلاف ، وكان من ابرز ما صدمني في فكر السيد المالكي ولغته ، عندما كان يكتب ما معنا ه أن حكومته سوف ترتقي بالمناهج التربوية حتى تصل إلى مصاف ( الحداثة ) !!! أي كارثة فكرية هذه ؟ وكأنه لا يعلم أن ( الحداثة ) تعني فيما تعنيه تنحية الدين من الحياة العاملة السياسية والعلمية ، وحصره بمجال العلاقة الفردية بين الله والانسان ، واتصور إن الرجل كان يعني ( التحديث ) فوقع في هذا الخطا الكبير …. بالفعل اسال وكلي حرقة على حركة تاريخية أصيلة ، كانت تفتخر بانها حركة المثقفين والواعين تجدب إلى هذا الحد في العطاء الفكري ، تُرى هل سيخطا السيد المالكي بخلطه بين الشراكة السياسية والمشاركة السياسية فيما لو كان هناك مفكرون جادون ؟ وهل سيتورط في تبشير الشعب العراقي بالخروج من طائلة البند السابع لو أحاط به مفكرون وسياسيون ذوو خبرة وحنكة ؟ وهل كانت تقع المشكلة اليوم بين الاكراد والشيعة بسبب محاضرة عن المهدي ؟ لو كان هناك فكر ، ومفكرون لما افسدنا رئيس العشيرة العراقي بالمال والنفوذ ؟ لو كان هناك فكر ومفكرون لما تحول الحزب أو المنظمة الى كتلة مصالح شخصية ومطامع عائلية . إذا كان الوسط الديني له مفكروه الكبار في مرحلة الجهاد السلبي ، فيجب أن يكون له مفكرون اعمق واكثر وادرى في مرحلة الجهاد العلني ، لانه يقود دولة، ويقود مجتمعا ، ويواجه عالما باكلمله ، ولكن نجد المعادلة معكوسة للاسف الشديد ، فقد غاب الفكر في مرحلة الفكر الحقيقية ،أو في اهم مرحلة من مراحل إنتاج الفكر ،وذلك حتى لو كان الحزب أو الحركة اوالمنظمة الدينية تشارك في إدارة البلاد ولم تتفرد بذلك لا فكر ، هذه هي سمة الحركة (الدينية ) تقريبا بعد استلام الحكم في العراق ، لا فكر في فلسفة الدولة ، ولا فكر في السياسة الخا رجية للدولة ، ولا فكر حول هوية الدولة الاقتصادية ،إذن كيف يقودون البلد ؟ لقد كتبت هذه الحلقة اسطرادا لحلقة جريدة البديل الاسلامي ، وإلا كانت مخصصة لقضية أخرى …. يقولون : كفى فكرا ، لاننا منغمسون ببناء الدولة ، حقا إنه تعليل غريب ،وهل هناك بناء بدون مخطط فكري سابق ،يتغير ويتعدل اثناء التطبيق ؟ وفي حضرة السلطان ( دنفش ) ماذا حصل ، ماذا كان ؟ يتبع

الحلقة 36 : و … كان موقفه حرجا

قررت أن أحسم الاجابة على بعض التساؤلات والاشكالات التي تدور حول حلقات ( خسرت حياتي ) وذلك في هذه الحلقة أو تلك ، تبعا للظروف ، وحسب ما يقتضيه الموقف وربما موضوع الحلقة ، ومن دون ايغال بالتفاصيل ، فكاتب هذه السطور من دعاة ( قل كلمتك وامش ) ، وما زلت اتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام عندما كان يجهِّزه لحرب أو قتال ( امش ولا تلتفت ) ، ومما يسجله بعض المحبين وغير المحبين على هذه بعض هذه الحلقات ، بل ربما كلها ، أنها أحيانا غير متسقة ، أي في اثناء السرد يكون هناك كسر وخروج ، كان يكون سؤال خارج موضوع الحلقة تماما ،وكأن يكون ( تبكيت ) بشخص فيما الموضوع يتعلق بشخص آخر ، وكأن يكون طرح إشكالية أجنبية عن الموضوع ايضا ، حيث تعد الحلقة بجواب آت… وهذا صحيح ، ولكن كاتب السطور يتعمد هذا الكسر السردي ،ويتعمد تحديد ماهية الكسر ، فذلك من فنون السرد الحديثة ، والغاية ، التشويق أو إثارة فضول أو كسر لملل يمكن يصيب القاريء ، إن المذكرات فيما كُتِبت بشكل متسلسل زمنيا ،وفيما تحافظ على وحدة الموضوع بصلابة جاسية تفقد حلاوتها ، تتحول وكأنها بحث ، فيما المذكرات في تصوري ليست تاريخا وحسب،بل هي ايضا إثاراة وفن وحكاية وطرافة واستغراب … اليوم هو 2012/ 8/ 25 ، في موسم الحج السابق على هذه السنة الميلادية ، كنت هناك ، زرت مقر السيد الفقيه حسين الصدر ، كنت جالسا في ( البراني ) ، وفيما كنت أنتظر مجيء السيد الصدر أطل علي الحاضرين أحد قادة العمل الديني الإسلامي ، إنه الصديق أبو رياض المهندس ، كنا قلّة ، لعل عددنا لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة ، أطل بصحبة شيخ لم أتذكر اسمه الكريم ، ومجرد أن انتهت مراسيم التحية والسلام سالته مبادرا وبدون مقدمات : ( خوية أبو رياض هسة من يقود تنظيم العراق أنت لو خضير الخزاعي ؟ ) . كان سؤالا مفاجا ، وقد ادرك كما يبدو سر مفاجأتي له بهذا السؤال ، قال ما معناه تقريبا : (خل ياهو يقوده يقوده ) . قلت له : (بس هاي قضية مباديء إسلامية وولاية فقهية كيف يكون ذلك ). سكت الرجل ، ومن المعلوم أن خلافا حصل بين القياديين ابو رياض وخضير الخزاعي، وقد فُض الخلاف بمعركة بالسلاح حول الفضائية التي هي لسان حزب ( تنظيم العراق ) ، ولم تمض دقائق حتى دخل سماحة السيد الصدر ،سلم الرجل واتجه لغرفته الخاصة مبديا رغبته بمصاحبته ، لم اتحرك من مكاني، ولكن السيد ابو رياض وصاحبه الشيخ استجابا ، مجرد أن دخل الجميع ارسل علي السيد الصدر بان أكون احد الحاضرين في الغرفة الخاصة ، جلستُ هنا ك في قبال السيد الصدر وبجابنه الاخ ابو رياض المهندس وصاحبه المعمم ،وكان كلامه مع السيد الصدر جميلا جدا ، وقد تحدث له عن ذكريات حلوة ،منها كيف كان يتحدى السلطة في صلاته مؤتّما بالسيد الصدر في الكاظمية ، وبعد لحظات دخل الاخ ابو رياض في حديثه الذي كما يبدو جاء من أجله ،حيث تحدث عن أهمية المرجعية الدينية ، ودورها ، وكيف أن دورها يفوق دور الاحزاب ، ثم قال له ما معناه : (سيدنا والآن جاء دوركم ، ونطالبكم بان تعملوا على وحدة شيعة العراق وسنته ). هذا هو جوهر الحديث ، وفيما كان الاخ ابو رياض يسهب كلاما عن أهمية هذا المشرو ع ، طلبت الاذن من السيد الصدر لابدي رايا ، قلتُ : ( خوية ابو رياض انتم اولا اتحدوا فيما بينكم ثم فكروا بوحدة سنية /شيعية لا تتعاركون على فضائية بالرصاص ، بعدين تحدثوا عن وحدة سنية / شيعية ، انتم في التحالف أو الإئتلاف واحد يحارب الاخر، واحد يحفر للآخر ، شلون بعد تصيروحدة شيعية /سنية ؟ هذا مو تناقض ؟ ثم إنتم لماذا لا تلتحقون بالدعوة الام ؟ ) ، وكان جواب السيد الصدر على وجه التقريب : ( المرجعية عملت ما بوسعها بس السياسيين لم يستجيبوا ، وكان هذا راينا من زمن ، ولكن لم تستمعوا … ) . أين الجوهر؟ لماذا تاخرت مثل هذه الزيارة إلى بعد هذه المدة من بعد السقوط ؟ ولماذا يطرح مثل هذا المشروع الآن وعلى لسان قيادي منشق أو مفصول من تنظيم العراق على السيد الفقيه السيد حسين الصدر ؟ ولماذا لا يقوم بمثل هذه الزيارة خضير الخزاعي ؟ مصالح … مصالح … وإلا هل الحاجة الى الوحدة السنية /الشيعية جاءت بعد الخلاف داخل تنظيم العراق ؟ العمل السياسي الديني للاسف الشديد اصطبغ بهذه الصبغة المخيفة ، وإلاَ هل حقا يستحق رامسفيلد هدية بوزن سيف ذي الفقار ؟ وهو مهندس حرب صدام على ( الجمهورية الإسلامية ) ، ولماذا يتجنب سياسيون ( مؤمنون ) و (عراقيون ) نقد الحكومة الكويتية حتى لو ابتلعت العراق كله ؟ قال احد الامريكان : إن ايران تجسس على المالكي حتى في طائرته الخاصة ؟ هل حقا هناك جهاز تجسس إيراني في طائرة المالكي ،أم هناك عين جاسوسية تصاحب المالكي في سفراته المهمة وعلى متن طائرته ؟ لا أعرف …  

الحلقة 37 : في حضرة السلطان دنفش

يُروى أن أحد العلماء الأجلاء سئل فيما لو دخلت عليه فتاة جميلة في منتصف الليل ، وكان وحيدا ، وهي في غاية الإغراء فماذا سيكون موقفه حين ذاك ، يقولون أن العالم الكبير أجاب : ( أعوذ بالله من تلك الساعة ). في هذه الحلقة بودي أن احسم موقفي من تساؤل طلما يطرحه بعض النقاد ، تعليقا على حلقات ( خسرتُ حياتي ) ، والسؤال هو : تُرى ماذا يكون امرك فيما لو كنت في احد المواقع السيادية الكبيرة في الحكومة الحالية؟هل ستكون سوى نسخة طبق الاصل ؟ والسؤال محق كما أن اصحابه محقون ، وإجابتي على هذا السؤال هي على طبق جواب ذاك العالم الكبير ، حيث ربك وحده يعلم ، والعصمة لله وليس لغيره جل وعلا ، ولكن هو سؤال افتراضي بطبيعة الحال ، والسؤال الافتراضي في مثل هذه الحالات تصعب الاجابة عليه ، وبالتالي ، لا اريد أن ( اثرم بصل ) براس الناس ، وبالمناسبة ، لقد كنت محاضرا لسنوات طوال طوال ، في العراق والكويت وايران وسوريا والدانمارك ، وكنت اتحاشى المحاضرة الوعظية جهد الامكان ، وربما لم احاضر بذلك أبدا ، واقتصر على الجانب الفكري والسياسي وحسب . الجميع متفقون بان السيد فلاح السوداني كان حمامة المسجد ،وقد وعظني يوما في لندن فسحرني وعظه ، وكان ذلك لاني تهجمت على المرجعية الدينية في وقتها … فالله وحده أعلم ، والعصمة لله وحده، وفيما كانت لغيره فإنما بفضله وكرمه … العنوان ليس من اجتراحي، فقد كان الدكتور شاكر مصطفى سليم يكتب سلسلة تحت هذا العنوان في جريدة الحرية التابعة لحزب الشر والاشرار ، حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ، وذلك بعد مجيء البعثيين الى الحكم سنة 1963 ، وكان يتحدث عن قصة لقاءه بالزعيم عبد الكريم قاسم سنة 59 ، ويبدو انه كان لقاء مطولا ، فلما جاء حزب الشر انتهز فرصة الكلام عن هذا اللقاء ، وكان تحت هذا العنوان ( في حضرة السلطان دنفش ) ، وإن شاء الله لم تخني الذاكرة . تاتي ايام وتروح أيام واذا بالقدر أو الصدفة تجمعني مع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي قبل حوالي ستة سنوات ، لا أريد ان اتحدث عن اللقاء بكل تفاصيله ، وكان حاضرا في اللقاء السيد طارق النجم ، واغاي ادريسي ( مجيد ياسين بهبهاني ) وسامي العسكري ، وصادق الركابي، وشيخ الدعوة عبد الحليم الزهيري ، ومصطفى الكاظمي، وكان إلصديق إبراهيم العبادي هو الشريك الاخر في اللقاء ، ومنذ اللحظة الاولى كان الصدام للاسف الشديد ، وسبب الصدام أن احدهم ذكر تصريحا للسيد حيدر العبادي ، وقد وجدته مع نفسي تصريحا غير موفق فابديت رايي بذلك ، فكان هناك رد من احد الحاضرين ، واستمرالنقاش وتشعّب ، وسوف اتطرق تفصيلا في ذلك في حلقات مقبلة إن شاء الله تبارك وتعالى ، ولكن الذي اثار في العجب والشجن ،إنه وبعد الصدام المباشر مع السيد رئيس الوزراء نهض بعلوه ، فنهضت أنا ايضا ، وكنت على جانبه تماما ، وقال تقريبا ما نصه : ( انا جاءتني هنا رايس وزيرة الخارجية الامريكية وقالت لي : آت بحزبك وجماعتك وخليهم حواليك واشتغل …) . على أني متردد بين حزبك وجماعتك كلا أم كل مفردة على حدة … وكانت صدمة بالنسبة لي ، كيف يصدِّق السيد المالكي بهذه الشريرة التي أختيرت كاحسن شخصية في إدارة الازمات ، وهي متخصصة بالشان الروسي عندما كان الاتحاد السوفياتي على اشده ، وكانت متبناة بكل صغيرة وكبيرة ؟ حقيقة صُدِمت ، ومن وقتها علمت أو استنتجت أو تصورت أن المؤامرة على حزب الدعوة قد أُحبِكت ، وبالفعل، فأنا اتصور إن الحزب فقد رصيده الروحي ، وفقد تاريخه العتيد ، وربما ، اقول ربما وليس حتما ، كانت هناك محاولة لجر الحزب الى مثل هذا المستنقع ، ويُقال والعهدة على الراوي ، ان السيد المالكي كان ضد استلام الحزب للحكم خوفا من هذا المطب الذي اشرت إليه قبل قليل ، وسؤال عَرَضي ،اليست هي مناسبة للتزلف والتوسل ؟ نعم ،إ نها مناسبة وأي مناسبة ،وكان هناك حديث بل أحاديث آخرى سوف اتطرق إليها في حلقات مقبلة ، ولم اترك الامر على عواهنه ، بل سارعت وكتبت مقالا في ايلاف بعنوان : ( مقتل حزب الدعوة بمقتل المالكي ومقتل المالكي بمقتل حزب الدعوة ) ، في سياق هذه النصيحة الامريكية على لسان أخبث مخلوقات السياسيين الامريكان … وفيما انا منشغل بكتابة الحلقة جائتني رسالة من صديق تتضمن أحد بنود الترجمة الذاتية للسيد همام حمودي ، وقد جاء فيها ، أن الصحف الامريكية كتبت : ( إنّ اهميته على مستوى العلاقات الخارجية والرؤية المستقبلية تفوق كثيرا سفراء العراق ودبلوماسيه … ) . وفيها ايضا إن فؤاد عجمي وصفه بانه ( رجل الدين الشيعي العالمي ) ، لهذا فعلى شيعة العالم لا يحزنوا على ضياع موسى الصدر ، فعندهم الشيخ الدكتور في علم النفس والاقتصاد همام حمودي .. و( اعتقد ) أن السنهوري الكبير نام في قبره مطئمنا لان الأخ همام حمودي رئيس لجنة كتابة الدستور العراقي ( الكارثي ) بكل معنى الكلمة …. ويا خيبة سفراء العراق بل يا خيبة هوشيار زيباري … وكانت لي مقابلة طويلة في قناة الفضائية الشرقية ؟ لماذا استذكرني شيخ حزب الدعوة عبد الحليم الزهيري بهذا اللقاء؟ أي لقائي بالسيد المالكي مع الصديق العزيز ابراهيم العبادي ! يتبع

الحلقة 38 : قضية المهدي المنتظر

تصلني كثير من الرسائل بسبب حلقات ( خسرتُ حياتي ) وقسم من هذه الرسائل تتضمن بعض تساؤلات القراء ، وهذا ما يفرحني حقا ، ومن جملة هذه التساؤلات المطروحة ــ وهي تساؤلات محقة جدا ــ التساؤل عن سسبب تأخري عن كتابة هذه الحقائق ، أو ما اعتبره حقائق ، بعض المسائلين هنا يغمز بقناة الكاتب ، وبعضها مستفسرا بصدق وموضوعية ، هل أملك جوابا على هذا التساؤل ؟ الشيء الذي اؤكده إن ما اكتبه في هذه الحلقات ليس شيئا جديدا ، لقد كتبت ما هو اكثر صراحة منه سابقا ، ولعل الجميع يتذكر جيدا باني كنت اتابع خطاب السيد رئيس الوزراء وانقده ،وربما احيانا يكون النقد حادا ، بل حادا جدا ، لقد بدأت انقد خطاب السيد رئيس الوزراء منذ أن قال في مؤتمر صحافي بالنص : ( أنا صديق أمريكا ولست رجل امريكا ) . وقد انتقدت تسرعه في كثير من التصريحات التي تسببت في كثير من المشاكل له وللدولة والشعب والشيعة اساسا . لقد علقت على وعده المثير بان لا عاطل عن العمل سنة 2009 ، على ما أتذكر ، وعلقت ناقدا على تصريحاته التي كان يؤكد بها أن الامن مستتب وسائد في العراق ، حيث كنت اقول له معناه لا تتعجل ،ومثل هذه التصريحات لا تخدم الامن والاستقرار،والقاعدة موجودة ، ولم تنته كما قلتَ للصحفي اللبناني ايلي ، لانها ثقافة تتناسج وتتكاثر ، ولكن دون جدوى،حيث تعقب أي تصريح من تصريحاته هذه سلسلة من المفخخات المروعة ، ولكنه لم يسمع ،ولقد نقدت التيار الصدر يوم كان هو في معركة مع التيار في مدينة الثورة ، مدينة عبد الكريم قاسم ، ثم في البصرة ، حيث كتبت مقالين :(السيد مقتدى الصدر يذبح الامام المهدي ) . كنت كاتبا ناقدا للوضع بشكل عام ، ولا ينسى القراء نقدي لسامي العسكري يوم قال بتصريح له ، بان إئتلاف كتلة القانون فيها سنة مفصليين فيما الطرف الأخر فيه سنة عابرين ، واتهم كتلة الإئتلاف العراقي بانه إئتلاف طائفي ، ثم التحق السيد المالكي بهذا الإئتلاف الطائفي … ما اريد أن اقوله لم أتاخر في هذه الكتابة ، بل لعل كثيرا منها معاد ،ومكرر، ولكن بلغة جديدة ، وهل من يكتب بعنوان ( مقتل المالكي بمقتل حزب الدعوة ومقتل حزب الدعوة بمقتل المالكي ) وقبل اكثر من سنتين تقريبا يكون قد تأخر بما كتب بهذه الحلقات ؟ نعم ، ربما كتابتها على شكل مذكرا ت أو ذكريات هو الفارق لا أكثر ولا أقل ، بل أجزم أن بعض ما كتبت قبل اربع سنوات ربما أكثر ( صراحة وقسوة عما كتبته الان ) ، وهنا اقول لمن يعتب علي بمثل هذه الكتابة بمثل هذا الوقت العصيب ، اقول له : ( أخي روح احكي بهذا الكلام الى قادة وصناع القرار الشيعي من المالكي إلى جعفري إ لى الحكيم إلى عادل عبد المهدي إلى الجلبي … وقل لهم : هل المرحلة تتطلب إلا اتفاقكم واتحادكم ؟). وإلا ما قيمة مقالات يكتبها إنسان لا حول له ولاقوة مهما كانت هذه المقالات قوية وشرسة ومقحمة ، اخي العزيز اذهب إ ليهم وناقشهم قبل أن تاتي على هذا القلم المقموع . ما هي قصة الاما م المهدي في هذه الحلقة ؟ هل هناك من مذكرات أو ذكريات أو خواطر في الموضوع ؟ سبق وأن قلت هذه المذكرات إن صح التعبير ليست إ ستذكارية بحتة ، بل هي ( تذكيرية ) ، تنطلق من الماضي وتعايش الإيام ، لان صاحها لم يمت بعد ، فهي مذكرات ناقدة ،محفزة ، على قدر ما يؤمن به الكاتب … الأن ما هي قضية المهدي ؟ اكتب عن ذلك بسبب الملابسات التي حصلت بين الاكراد والشيعة نتيجة محاضرة ألقيت عن المهدي وعلاقته بالاكراد ، لست معنيا بمضمون المحاضرة ، صاحبها هو المسؤول عنها ، ولكن أريد أن أقول أن مثل هذه المحاضراتسبق وأن سمعتها ، بل سبق وأن تحولت إلى متبنيات حركية ، تحريكية ، ساسية ، بل تسببت في انشقاقات في جسم الدعوة ، فكلنا يعلم أن سامي البدري إنشق عن حزب الدعوى بحجة جملة شعارات ،منها شعار المهدي ، وأن الحركة الاسلامية يجب أن تنطلق من مبدا التمهيد للإمام المنتظر سلام الله عليه ، وان التبشير بقرب الظهور يجب أن يكون احد مهام الحركة الإسلامية … لقد طرح سامي البدري هذه التصورات منذ اكثرمن اربعين عاما في بغداد ، واحدث ضجة شبابية هي اقرب للهلوسة منها للفكر ، وكانت هنا مصائب ومشاكل ، حتى ضجت عوائل الناس، وراحوا يقولون : ( هيج دين ماشايفين ) وترك كثير من الشباب مدارسهم من أجل التعامل الجدي مع قرب الظهور، ولله والتاريخ كان بعض المحسوبين سابقا على حركة المسلمين العقائديين ضد الفكرة ، ولكن كان الخوف ينتابهم من التصريح، لان سامي البدري كان يمتلك سطوة روحية على الشباب ، وقد تصديت بقوة ،بل وحتى استهزاءا ،ليس بالعقيدة والعياذ بالله ، بل بالطرح ، وفي إيران طرح شعارالمهدي بصيغ مختلفة،منها : ( ايها المهدي اقدم وادفن الشهداء ) ، ومنها : ( ايها الرب العظيم احفظ الخميني حتى ظهور المهدي ) ، واطلق على الثورة الايرانية بانها ثورة المهدي ، ولا زال بعض الا خوة الدعاة يتذكرون كيف أحيلت على محكمة حزبية حينها لاني قلت 🙁 اعتقد أن الامام وهو رجل عظيم ربما يلقى الله والمهدي لم يخرج ) . ولكن ماالذي حدث فيما بعد ؟ لقد تحولت فكرة أو حقيقة المهدي سلام الله عليه في الشارع الإيراني محل تهكم او لامبالاة ، حتى أن خطباء ا لجمعة حذروا من هذا المصير ، وقد تم كشف اكثر من ( سرداب )سري يجتمع فيه شباب ايرانيون يسخرون من فكرة المهدي التي هي حقيقة ثابتة في عقيدتنا ، وعندما اسقط النظام العراقي البغيض بفضل الشيطان الاكبر وليس بفضل دماء الشهداء كما يروج الكسالى من المتدينين ،ظهرت أو برزت قضية المهدي بقوة في الشارع الشيعي ، على شكل جيش منظم ، ومظاهرات ، ومنظمات ، ولم يكن رايي بالظاهرة هنا يختلف عن راي هناك ، قلت وعبر أكثر من مقال إن إدخال قضية المهدي بالسياسة يفسد العقيدة ، ويعرضها للخطر ، وقد اقترحت على التيار الصدري أن يكف عن مثل هذا الإمضاء لقضية المهدي بهذه الاشكال ، الآن غاب طرح المهدوية في التيار كما هو واضح ، كما أن جيش المهدي تحول إلى تنظيم باسم سياسي يتصل بالحقوق المدنية للانسان ، وحسنا فعلوا ، واليوم حيث يكثر عن محاضرة عن المهدي عليه السلام وإنه سيتولى قتل الاكراد هنا أو هناك ، الامر الذي أدخل العراق في أزمة جديدة ليس بين أفرقاء العملية السياسية ، وهي مجرد محاضرة ، لا اعرف مدى عمقها وسعتها وعلميتها . ونُمي الى سمعي با ن سامي البدري بدا ينظر من جديد الى ظهر الامام المهدي على ضوء ما يحدث في سوريا ، وان سقوط النظام الاسدي نذير حالة جديدة سوف تتمخض عن ظهور المهدي بشكل وآخر … لقد تتبعت قضية المهدي من حيث صلتها بالاستغلال السياسي أو الاعتقاد السياسي ،فوجدتها طالما تتسبب بالفتن ، بل تتسبب ضررا بالعقيدة صميميا ، والسبب بسيط ، فإ ن الناس تتعامل مع المحسوس، فإذا ما بشرت بقرب الظهور ،وإ ذا اسست جيشا باسم المهدي ، ولم يترتب أثر عملي من قبل المهدي ذاته على هذا التاسيس تنقلب المعادلة،ويحصل المحذور ، ومازلت أتذكر أن مركز الدراسات المهدوية في النجف الاشرف قرر ان يلقي محاضرات في مراكز الشرطة النجفية عن الامام المهدي ، فكتبت مقالا بعنوان: ( محاضرات عن الامام المهدي في مركز شرطة النجف ) ،في موقع ايلاف ،وكنت قد ذكرت إ ن هذه المحاضرات دليل ضعف شخصية وإيمان ، وفيما كانت هي محاضرات علمية حقا ، فذلك شيء عظيم ولكن موقعها الجامع أوالحسينية أو المدارس الديينة أو المحطات الفضائية الدينية ، وليس دوائر حكومية رسمية … قضية المهدي كثيرا ما يدخلها بعضهم ضمن مآربهم الشخصية ، لانها عقيدة تجيش الناس وإن لحين ، ولكن خطر العملية يترتب فيما بعد … لقد سببت لنا عملية ربط قضية المهدي بزمن معين ، وحالة معينة ، والتبشير بقرب ظهورة انحرافات مثيرة في كراد ة العراق وشارع ايران واليوم تسببت في مأساة كبيرة، ليس على مستوى خلاف بين شخصيات واحزاب،بل على مستوى طوائف وقوميا ت ، إ ن الموقف من قضيةالمهدي كما اتصور تنحصر في ثلاث نقاط بالنسبة للمؤمنين به سلام الله عليه ،الاولى هوالايمان ، والثانية هي الانتظار، والثالثة هي تشرب مبادئه العظيمة من حب وتسامح واعمار، ولنبعد قضية المهدي من الاعيب السياسة والتجييش والغوغائية والتلاعب بعواطف الناس . إنه ما اكبته هنا جزء من التاريخ، التاريخ المؤلم … وربما تكون لي عودة إن شاءالله تبارك وتعالى . يتبع

الحلقة 39 : لم أكذب منذ أن عرفتُ أن الله يمقت الكذب

في هذه الحلقة أريد أن أحسم الجوا ب على مفارقة أخرى ، لقد بعث لي صديق نقدا يتهمني صاحبه باني (علماني) ، وانه بعبقريته الفذة إكتشف علمانيتي منذ سنوات ، فيما الآخرون سادرون عن إدراك حقيقة غالب الشابندر ، وقد تكررت هذه النغمة على لسان بعض اساطين وكتَّاب الإسلام السياسي ، ولا أريد هنا أن أدافع عن نفسي ، فليس كل علماني كافر، وليس كل علماني يسرق أو يكذب أويحتال على الناس ، وليس كل من يقول بفصل الدين عن الدولة هو كافر وخارج عن ربقة الاسلام ، هذا فيما إذا كنت علمانيا حقا ، ولكن لأمضي الاتهام ، وأقول أنا علماني . حيث أسال وبكل إخلاص باذن العلي القدير ، تُرى أين هو الإسلامي ؟ أين هو الإسلامي ؟ أين هي مباديء الإسلام وأحكام الإسلام ا لتي طبقها الاسلاميون في العراق من خلال اشتراكهم بالحكم ، بل من خلال قيادتهم للحكم ؟ أين هوالإسلامي ؟ عندما زار السيد رئيس الوزراء مقابر الجنود الامريكيين الذين قتلوا في العراق ، ليترحم عليهم ويستمطر لهم رحمة السماء لانهم ضحوا من أجل العراق والعراقيين ؟أين هو الإسلامي ؟ مصافحة النساء ، والسماح بحفلات المجون برعاية أمين أكبر حزب إسلامي عراقي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ؟ مرة أخرى لست ضد الفكرة من حيث المبدا ، ولكن اتساءل بلغتهم هم ، بمنطقهم هم ، أين هو عمل الإسلاميين العراقيين باسلمة المجتمع العراقي ؟ أين هي معايير الاسلام في اختيار الأصحاب والأعوان والمستشارين ؟ إنهم إسلاميون بالاسم علمانيون بالحق والحقيقة ، فيما كاتب هذه السطور إعلامي ، فعندما يصافح أجنبية لا عتب عليه ، وعندما يراه إسلامي في الشام بصحبة ( صديقته ) الرائعة سحر أحمد لا عتاب عليه ، لانه علماني ، وهو علماني منذ سنوات وسنوات ، إنهم إسلاميون بالاسم ومخالفين للإسلام بالواقع الفعلي ، لقد أخطأت عندما قلت قبل قليل : ( إنهم اسلاميون بالاسم علمانيون بالحق والحقيقة ) ، نعم تصدق عليهم هذه المساحة من الوصف من ناحية كونهم حكاما ولكنهم لم يحكموا بالاسلام ، ولكن أين نضع المفارقات الاخرى ؟ إن عنوانها الحقيقي هو إسلاميون بلا إسلام … خذوا وزير التربية السابق، وزير العدل نيابة ،نائب رئيس الجمهورية الآن،عضو بارز في حزب تنظيم العراق،إنه يقول : ( ما كذبت منذ أن عرفتُ أن الله يمقت الكذب )،هل هذا إسلامي ؟ هل تنطبق كلمة الامانة بصدق وموضوعية على هذا المدعي ؟ إن ذات المدعى كذب صريح ، قال أحدهم : ( لو كان هذا صادقا لما تفوه بذلك أبدا )، هل يؤتمن مثل هذا الانسان على مال ؟ على مهمة ؟ على علم ؟ يقول هذا الرجل الذي لم يكذب منذ أن عرف أن الله يمقت الكذب بانه مسؤول عن إعادة صياغة العقل العراقي ! بالله عليكم اليس هذه على إمتداد الادعاء الخطير ؟ خلة سيئة تجذب أختها … هذا أقترف أكبر كذبة في التاريخ ، ومثل هذا المقترِف لا يؤتمن على أي شيء ، أي حزبي إسلامي هذا ؟ وهل يصلح لقيادة حزب ، وإن كان حزبه مجرّد ألية مصطنعة ؟مثل هذا ( الاسلامي ) لا يتورع من تزييف شهادة،ولا من تزويرشهادة له ولأخرين من أجل مكاسب سياسية ؟أم انا العلماني غلطان ؟ وهل يُستبعد مثل هذا ( الاسلامي ) أن يحرق الناس كلهم من أجل منصب دنيوي تافه؟ حدِّثوني يرحمكم الله ، وهل يصدقه الناس عندما يحاضر عن الاستقامة ، وعندما يشفع كلامه عن المهدي دائما بقوله : (روحي فداه … ). وهنا استحضر قضية فيها مزح وجد في آن واحد ، عندما كنا نجتمع أحيانا في مقر جريدة الجهاد ، وفيما نستعرض بعض قضايا الجريدة وبعض قضايا الهم الإسلامي والعراقي ، كثيرا ما يأتي اسم الامام الخميني في أثناء الحديث ، فينبري أحدهم ليشفع ذلك بقوله 🙁 روحي فده ) أي روحه فداء الإمام الخميني ، وفي يوم الأيام قلت له بصريح العبارة : ( أخي أذا روحك فداء الإمام الخميني إذهب للجبهة وقاتل ) … منْ هذا القائل ؟ إنه على غرار الذي لم يكذب منذ أن عرف أن الله يمقت الكذب ، وفي جلسة أخوية تذاكروا مقولة أوإدعاء الدكتور خضير الخزاعي ، دكتور في ادب طه حسين ، فعلقتُ : ( ولكن لا ندري متى أدرك أو علم بان الله يمقت الكذب ) ،ربما بعد عشرين سنة من عمره ، أو ربما قبل أن يتولى تشقيق حزب الدعوة … لا ندري ، لكن من المحتمل إنه كذب كثيرا قبل ان يعرف بان الله يمقت الكذب … ولله في خلقه شؤون … خضير إسلامي ، مهدي الحافظ علماني …. ولك أن تقارن … يتبع..

الحلقة 40 : قصّة أبو جعفر الترابي

قبل فترة وقع بيدي كتبيب صغير لاحد كتّاب الاخوان المسملين القدامى ، يتحدث فيه عن تجربة الاخوان المسلمين القتالية في سيناء عام 1948 ، والكتاب في تصوري كان ماتعا جدا ، وفي الاثناء يعرج بالحديث عن بعض الشهداء من الاخوان وهم يقاتلون العصابات الصهوينية ، وكان له تعليق مؤثر جدا جدا على مقاتل شاب لم يتجاوز عمره عشرين عاما ، والشاب تبدو عليه سمات الصالحين ، فقد أرفق المؤلف صورته بالتعليق ، وحينها سالت نفسي ، تُرى كم شاب ضحى العراق على طريق الاسلام والوطن والتحرير ؟ كل شاب من هؤلاء الشاب ملك من ملائكة الله الصالحين ، دين وتقوى وعلم واخلاص ، إنّهم بالالوف ، نعم ، بالالوف ، وفيما اتذكر بعضهم ،خاصة من جيل الكرادة الشرقية يحكي لي أحد الاخوة لي عن شاب اسمه ( ابو جعفر الترابي ) .. . نعم ، كان اسمه أو يكنّى بـ ( أبو جعفر الترابي ) …. شاب في مقتبل العمر ، ربما انهى الهندسة أو في السنة المنتهية ، يضطر للهروب إلى إيران بسبب ملاحقته ( فعلا وليس صوريا مثل بعبض قيادات اليوم ) من قبل أزلام النظام ، ولم تمض شهور حتى يتهيأ للنزول إلى الداخل ! يقول الراوي : ( علمت بذلك ، وهو قريبي ، فنصحته بعدم المجازفة ، وذكّرته بالنهاية الماساوية لكثير من الشباب المساكين ، ولكن الشاب كان يصر على النزول ) ، لماذا ؟ ليقوم بعملية ( جهادية ) ، ولم تمض أيام أخرى حتى نزل المسكين ( للداخل ) ، لقد كان أبو جعفر الترابي مطلوبا أو مراقبا من قبل أجهزة الدولة ، افتقدت غيابه ، فلما رجع إلى منطقته كانت فرحة الامن العراقي ، والامن العراقي كما نعلم مدرب و علمي ومتمرس ، تركوه تحت المراقبة ، حتى ضبطوا كل خيوط تحركاته ، تماما ، وفي ليلة ليلاء يهجم الامن العراقي على بيت ابو جعفر ، وتحصل مواجهة دموية بين الشاب المتورِّط وبين جلاوزة صدام اللعين ، ماذا كانت النتيجة ؟ أصطيد ، ومن ثم اقتيد إلى الأمن ، وبقي منهم داخل البيت ينتظر القادمين ، وبالفعل ، تم القاء القبض على بعضهم ، ومن ثم كان نصيب أخوته وابناء عمه وكثير من اقاربه كما هو نصيبه ونصيب خطه الجهادي الذي كان يتواصل معه ، وكانت المقصلة تنتظر الجميع ، ولم يسلم من العائلة سوى من تقدمت به السن ، وهجِّر إلى أيران …. والقصة طويلة جدا ، وهذا مختصرها … يقول صاحبي : ( افتقدت ابو جعفر الترابي ، قلت اسال مسؤول معسكر أهواز ، وهو صديقي ، وبالفعل سافرت إلى الاهواز لاساله ، ولما سالته أجابني : هههههه اي والله صدك هذا شو راح ماكو اخباره ….!!! ) ، بكل بساطة كان الجواب ، تُرى كم أمثال أبو جعفر الترابي كان هذا نصيبه ومصيره ونهايته ومأساته ؟ بالمئات ، وما هي النتيجة التي تمخَّضت من كل هذه التراجيديا المفجعة ؟ ومن هو المسؤول ؟ نتيجة باردة ، نتيجة مأساوية كما هي المقدمة ، لقد تحولت عظام ابي جعفر الترابي إلى اسمنت وجص وطابوق ، تحولت عظامه إلى سيارات ذات المحرك الرباعي التي لا أعرف ماهيتها ولا شكلها ولا اسمها الصحيح ، فهل يجوز السكوت على مثل هذه الجريمة النكراء ؟ وهل يجوز أن نهملها ولا نكتبها للاجيال ؟ إن المطلوب من كل صاحب تجربة مرة كانت أو حلوة أن يكتب لابنائنا وبناتنا تجاربه ، ولكن بلغة نقدية ، وليس مجرد كلام ، مجرد مذكرات ، مجرد خواطر ، إن كتابة التاريخ مسالة ملحة ، خاصة وهي تعري الذين تجاروا بدماء هؤلاء الشباب ، دفعوا بهم إلى الموت وتربعوا كراسي مذهبة ، وسكنوا قصور محصنة ، وسرقوا ما سرقوا ، وسؤال يعترض السرد هذا ، ترى أي من المسؤولين الكبار الأن كان مصير ابنه مثل مصير أبي جعفر الترابي ؟ لقد كان احدهم لا اذكراسمه الان ،وانا شاهد على الحادثة ،يلح على ابنه البكر ( الأكبر ) أن يلبس العمامة ،لانه هو معمّم ، وعمّم كل ابناءه ، ولكن الابن كان يرفض ، ولما شعر بان اباه يلح اكثر من اللزوم ، قال له : (جيد ، اتعمم ، ولكن بشرط ، الشرط هوان اتطوع الى الجبهة ) ، رفض السيد الجليل ، ولم يعد يطالب ابنه ان يتعمّم ، وكانت نداءات السيد الجليل للشباب مدوية ، ثورية ، نارية ، ( أمامكم طريقان ، اما الحوزة أو الجبهة ) ! هذا تاريخ مدمر ، تاريخ يجب أن يظهر للعيان ، كي يكتشف الناس الزيف ، ولعل ذلك ينفع بان لا نُخدع مرة أخرى …. تقول رواية شياطين لكاتب هذه السطور : ( مزيدا من الظلام … مزيدا من الظلام … اشيحوا النورمن أمامي … لقد مات النور … لم يعد النور أمنية الشرفاء … لقد سُرِق النور … سرقه مهران … يكشف به عورات الشرفاء … يتفحَّص به أسرار النهد البريء … يتفحَّص به حرارة الفخد المراهق … مات النور … مات …) ، تلك هي صرخة أم شهيد وما اكثر امهات الشهداء ، ص 68 … وماذا عن مجلة الجهاد ؟ ياتي كلام ، وكلام موجع ومؤلم … يتبع

الحلقة 41 :  الكلمة …. قدر

الكلمة قدر ،هذا ما دشّن به السياسي المعروف حسين الشافعي ، أحد ضباط الثورة المصرية ــ بصرف النظر عن تعريف الثورة ـ مذكراته أو بعض مذكراته ، والحقيقة لم أعد افهم ما يقصده ، ولكن ربما الرجل يريد أن يشير إلى أهمية الكلمة ودورها في الحياة ، وهو بذلك مصيب ، لست بمستوى الرجل السياسي ولا التاريخي ولا ربما الفكري ، ولكن أردت أن استثمر شهادته لأنه صاحب تجربة ، وثم لاقول : إن الكلمة قدر حقا بمثل هذا المعنى حتى وإن صدرت من إنسان بسيط ، بل ربما هي قدر أكثر إمضاء من كلمات الكبار من مفكرين وفلاسفة وادباء . وكثير من الناس يسالون ـ والسؤال كلمة بطبيعة الحال ـ لماذا ـ وعلي سبيل المثال ـ يهاجم السيد مجيد ياسين بهبهاني السعودية وتركيا وسوريا / وهو محق / بتدخلاتهم وشغبهم في العراق ولكن يصمت صمت الجدار امام تدخلات الجمهورية الإسلامية الايرانية التي اصبحت واضحة تماما ؟ شخصيا وبكل تواضع كتبت مقالا في موقع ايلاف عن تجفيف إيران لكثير من الانهار والروافد العراقية ، وعن تمليح شط العرب من جهة العراق ، وكان العنوان في وقته مثيرا ( جمهورية إيران الإسلامية والماء ويزيد بن معاوية ) وذلك في أيلول سنة 2009 ، ولم املك من يدافع عني كما يملك اليوم السيد مجيد ياسين البهبهاني أو ما يملكه السيد علي الاديب أو السيد الجعفري أو اي واحد من صناع القرار السياسي الشيعي في العملية السياسية العراقية ! لا أريد أن افتخر بنفسي هنا ، ولكن من حقي ان أتساءل ـ والتساؤل كلمة ـ أين هؤلاء من هذه الكارثة وغيرها ؟ ربما يقولون : ( لدينا قنواتنا الخاصة ، وعن طريق هذه القنوات نوصل صوتنا ) ، ولنفترض هذا إنه عذر مقبول ، ولكن أين هي النتيجة ؟ لم يتغير شيء ، ويبقى السؤال …. لماذا لا ينطلق تصريح صريح بهذا الامر ، ما دامت القنوات الخاصة لم تؤول إلى نتيجة ؟ أكون اكثر صراحة ، لاسال بكل براءة ، لماذا يحذر بعض صناع القرار السياسي الشيعي للاسف الشديد من اي تصريح صريح يدين الكويت في بعض مواقفها من العراق ؟ هل هناك صفقة مالية مثلا ؟ أم إن الكويت صاحبة فضل بشهادة اكاديمية أو مساعدات مالية على هؤلاء الحذرين ؟ لا فرق بين بعض هؤلاء وبين القاتل طارق الهاشمي في موقفه من السعودية والكويت ، ولا فرق بين بعض هؤلاء وبين القاتل عدنان الدليمي ، لا فرق … السنة التي نحن فيها هي سنة 2012 ، قبل اربع سنوات ـ كما أتذكر ـ كنت في الحج ، هناك ، وفي مقر البعثة العراقية ، دخلت وأنا البس البنطال وليس الدشداشة ، كانت هناك فاتحة لاحد أقارب الشيخ محمد تقي المولى ، ولم أعلم بها ، وفيما دخلت اضطررت أن اجلس جنبي شيخ حزب الدعوة الشيخ عبد الحليم الزهيري والاخ الدكتور وليد الحلي ، انتهى الوقت المحدد للفاتحة ، وكنت قد غمزت خفيا بالفاتحة ، حيث قلت ممهما ( ماذا لو كان المتوفى عراقيا بسيطا ؟ ). تبادلت السلام مع الاخوين ، الشيخ والدكتور ، وفيما كان الحديث يتشعب عن مختلف القضايا ، قلت فيما قلت : ( أنتم في الحكم ، فلماذا لا تستفيدون من الطاقات العراقية الهائلة في الخارج ) ، قال الاخ الحلي بصدق كما اعلمه بقلبي ووجداني دون تملق أو خوف : ( هذه فكرة مهمة ) ، ثم أردفتُ بالقول : ( شكِّلوا فريقاً متخصِّصا من الوزارات وابعثوه الى ا لخارج ليتحدث مع هذه الطاقات حسب حاجات البلد ولتكن العملية باشراف مكتب السيد رئيس الوزراء ) ، اردف الاخ الدكتور الحلي مؤيدا الفكرة ، وهي فكرة ليست بذلك الإبداع والعبقرية ، ولكن واقعية وطبيعية لا أكثر ولا اقل ، ماذا قال شيخ حزب الدعوة : ( الذين تعنيهم لا يفكرون بهذه العقلية ) ، هذا ماجرى ، والله شاهد على ماقول …. حقا كنت متالما ، راجعتُ ذاكرتي والواقع معا ، فرايت إن هناك اكثر من مؤيد لراي الشيخ الزهيري ، ففي اللقاء اليتيم في مكتب السيد رئيس الوزراء قلت : ( أنتم لم تستفيدوا من الكفاءات ) ، اجابني السيد صادق الركابي : (وين هي الكفاءات؟ ) . وقال بما هو تقريبا أحد المسؤولين الكبار في المكتب : ( لقد اجريت أحصاءا للكفاءات في كلية العلوم السياسية فلم اعثر على أكثر من واحد ) . وكان الحضور الشيخ الزهيري والاخ العزيز ابراهيم العبادي ، ومجيد ياسين البهبهاني، وسامي العسكري ، وصادق الركابي ، ومصطفى الكاظمي … لقد تفاجات بكلام المسؤول الكبير ! وبالمناسبة ، ناقشت ذات كلام الاخ صادق الركابي مع الشيخ الزهيري خارج المكتب ، وقلت له ضاحكا : ( نسيتُ أن أقول للاخ الركابي باني انا من الكفاءات فلماذا لم تدعوني ) واشفعت ذلك بضحكة خفيفة ذات نكهة تعجّبية ، وقد استحسن الشيخ الزهيري وبابتسامة بسيطة ذات الفكرة . لا أريد من ذلك التشهير ولا المدح ، ولكنها حقائق للتاريخ ، وهنا لابد لي أن اسجل نقطة أراها صحيحة بيني ما بين الغيب العظيم ، إن شيخ حزب الدعوة عبد الحليم الزهيري يسعى بكل جهده لتقوية الحزب بكل كفاءة ممكنة ، وهو يدرك جيدا أن الحزب خسر كثيرا من كوادره ، وربما يسعى لتقوية الحزب بكوادر من خارج الحزب بشكل وآخر … ولكن لماذا لم يستطع ؟ مجلة الجهاد ما هي قصتها ؟ يتبع

الحلقة 43 : موجة وهابية في كوبنهاكن

قرات أكثر من مرة كلام عن البعد الذاتي لهذه المذكرات ، إنها موقف شخصي ، وبذلك تكون محل إدانة ، او عتاب من هذه القاريء أو ذاك ، واريد هنا ان احسم الكلام في هذا الكلام …. قبل كل شيء لا يوجد ابن انثى على هذه الارض يتجنب ذاته ، حتى الانبياء والاوصياء ، فتلك جبلة معجونة بالفطرة والتكوين ، ومن يدعي ذلك فهو واهم أو مجنون أو لا يقول الحقيقة عن علم واصرار …. فما أكتبه ليس ( نظيفا ) على الاطلاق ، بل ربما فيه ذات وإنْ بنسبة ضئيلة ، والذات اليوم حاضرة في كل أقوالنا واعمالنا ، فإن الانسان لا ينفك عن مصلحة جوّانية تتحكم في نصوصه ومواقفه بنسبة ما . الذات موجودة حتى في الفتوى الشرعية في احيان كثيرة ، وأنا اكتب كتابي ( الحجاب في الاسلام ، قضية ساخنة، حيث ادعيت فيه أنْ لا دليل قوي على الحجاب ) قرات فتوى للسيد كاظم الحائري حول اللباس الضيق بالنسبة للمراة المسلمة ،فكان جوابه بالتحريم ، ولكن الشيء المثير حقا عندما علمت بانْ لا يوجد اي نص نبوي أو إمامي يحرِّم ذلك ، فاضطر السيد الكبير إلى تعليل التحريم بانه مثير للشهوة ، وقد ارفق فتواه بقوله : ( وهو قطعا يثير الشهوة ) أو قوله : ( وهويثيرالشهوة قطعا ) ، أليس في هذه الفتوى رأي يعبر عن الداخل ؟ نعم ، وليس في ذلك ضير ، فيما بعضهم لا تثير فيهم الملابس الأنثوية الضيقة الشهوة ، بل ربما تثير فيهم القرف … فـ ( ذاتي ) موجودة حتما في نصوصي ، فعندما اتحدث عن ( فايلي ) المغيَّب في مديرية تربية الرصافة / بغداد ، بعد ان سلِّم تسليم يد لمدير التربية ـ احد الدعاة الكبار ـ ، انما تتحرك بي ذاتي ،ولكن ازعم أني يمكن أن اقدم ما هو ذاتي في نطاق نقد اجتماعي ، او نقد موضوعي يتعدى الذات في المحصِّلة النهائية … كنت القي محاضرات اسبوعية تقريبا في حسينية او مقر الحركة الاسلامية في العاصمة الدانماركية ( كوبن هاكن ) ، وقد حققت هذه المحاضرات حضورا طاغيا والحمد لله ، وللقاريء أن يسال القيمين على المكان طيلة أكثر من ثلاث سنوات متتالية ، وكان جل المحاضرات عن فكر وفقه اهل البيت ، والقران والتاريخ ، فضلا عن التحليل السياسي ،كان الناس ينتظرون ليلة الجمعة كي يحضروا هذه المحاضرات ، ولا أنس الشباب الذين كانوا يتلهوفون للحضور ، حيث كانوا شريحة متميزة ، وكان الحضور أحيانا حتى من قبل غير الاسلاميين ، وإنْ كان الموج الطاغي هو الناس بشكل عام ، وإنْ نسيتُ لا انسى يوم فاق الناس على منشورات تتوزع بشكل مكثف في أمكنة التواجد الشيعي في العاصمة الدانمراكية بتوقيع جماعة وهابية تهاجم التشيع بادلة تزعم أنها مستلة من فكر التشيع نفسه ، وقد كانت البيانات محكمة ودقيقة وتحمل سمة العلم والاطلاع ، كلها تشكيك في مذهب أهل البيت وحقيقة التشيع، كان ذلك في بدايات ( إقصائي ) من المكان كما شعرتُ بذلك ، فلستُ غبيا ، و املك من التجارب في هذا المجال ما طعَّمني بحاسة استشرافية ، وقد احدثت البيانات موجة شك لدى الشباب واثارت الكثير من التساؤلات لدى الناس ، فمن لهذه الحملة المسعورة؟ لها شخص مسكين اسمه غالب حسن الشابندر.. فما كان مني سوى أن القي سبعة محاضرات عن مذهب اهل البيت في نطاق نقدي ساحق لما جاء في هذه البيانات المسمومة ،وكم كانت فرحتي عندما كان الشباب يدعون لي بالخير والبركة ، ويلتفون حولي عند انتهاء المحاضرة لاجيب عن بعض الاسئلة الخاصة بهم ، ولا يمكني أن اغفل دور الصديق النائب في البرلمان الاستاذ كمال الساعدي في ذات الموضوع ، ولكن كونه هو أو كاتب هذه السطور المحور الاساسي في الرد والمناقشة والنقض أمر متروك للمستمعين في حينه وهم مازالوا على قيد الحياة ، لقد تم القضاء على فتنة الوهابية هذه ، فماذا كان جزاء كل هذا التاريخ من العطاء في كوبنهاكن ؟ كانت بعض هذه المحاضرات نقدا للواقع السيء ، وفي يوم من الايام وقفت وقلت علنا : ( إن جميع من اشتغلوا في القضية العراقية اثروا واستفادوا بما فيهم شقيقي ،) ، قلت ذلك بكل فخر واعتزاز لان المهم عندي الحقيقة ، ولا انسى عندما قال لي الاخ ابو حسنين ، الوكيل الاقدم في وزارة الداخلية عندما قلت هذا الكلام : ( أبو عمار انت جلدك جلد تمساح ) ، والحمد لله على ذلك ، حيث امضيت هذا الطريق لحد هذه اللحظة . ولكن اسال مرّة ثانية ، ترى ماذا كان الجزاء ؟ الجزاء على يد المتدينين في كوبنهاكن ؟ مسالة تطول ، وساتطرق لها بالتفاصيل بالاسماء والمسميات ، ولكن اريد أن اختم الحلقة بقضية تثير الاستغراب حقيقة … كان ( المتدينون ) في كوبنهاكن يقيمون احتفالات سنوية بمناسبة استشهاد السيد الصدر رحمه الله ، وكنت ضيفا ، وفي أحدى السنوات ، وفيما كنت متوجها الى القاعة للمشاركة ، رايت عديل سامي العسكري وكان ممن يعدون للاحتفال خدميا يصيح بوجهي : ( اليوم كلها متحلفة بابو عمار الشابندر ، وين يروح )، فادركت أن هناك شيئا خفيا ، جاء وقت الاحتفال ، صعدت المنصة ، وكان الدكتور السيد ابراهيم الجعفري والاخ ضياء الشكرجي على المنصة ايضا ، كان السيد الجعفري في الوسط ، بدات الاسئلة بعدما انتهى الاخ الجعفري من القاء المداخلة أو المقدمة ، وقد لحظت شيئا غريبا ، كانت الاسئلة تتوجه الى السيدين الجعفري والشكرجي ، فيما لم تتوجه لكاتب هذه السطورسوى الاسئلة العادية ، كان السائلون من ذوي العلاقة بالعمل الحزبي بشكل وآخر ، واسجل هذه المفارقة لان كاتب هذه السطور هو محاضر العاصمة إسلاميا في الاساس ، ولانه اختصاص في فكر الشهيد الصدر ، وهو اول من كتب كتابا عن الشهيد السعيد بعيد استشهاده بعنوان ( الشهيد الصدر مفجر الثورة الاسلامية في العراق ) ، وكان يدرس فكر الصدر طيلة سنوات وسنوات … أدركت أنها بداية ( الاقصاء ) ، إنها ذات التجربة في إيران وسوريا … وفيما كانت الاسئلة والاجوبة عن الشهيد مستمرة ينبري أحدهم ( وكان شريفا )! ليسالني مباشرة : ( استاذ ابو عمارالشابندر هل هناك علاقة بين فكرالشهيد الصدر وفكر السيد محمد الشيرازي ) ؟ ضحكت ، والسبب لاني كتبت كتابا ببعض مقالات عن الفكر السياسي للسيد محمد الشيرازي ـ وسوف افصل بذلك لاحقا ـ ظنا من هذا السائل أني سوف أُحرَج باعتبار اني كنت من معارضي حركة أو منظمة ا لعمل الاسلامي التي كانت تتوجه بفكر السيد محمد الشيرازي ، وكون السيد محمد الشيرازي على خلاف مع السيد الصدر ، ولاسباب أخرى … لستُ غبيا ، هذه ( الفيكات ) عرفتها منذ زمن بعيد ، فما كان الموقف مني ؟ قلتُ : ( لقد تابعت ما كتب السيد محمد الشيرازي عن النظرية السياسية في الاسلام فوجدته يقترب شيئا فشيئا من نظرية الشهيد الصدر ، ولكن بودي أن أقول أني احترم السيد الشيرازي لاصراره على نقطتين ، الاولى : لا للفقيه الواحد ، والثانية : لا للحزب الواحد ، رغم اني هاجمته وما ازال اهاجمه بسبب بعض افكاره ومواقفه … وربما تجدون بعض هذه الافكار في ماكتبت عنه ) … ولم أكن ادري ، إن نقاشات ثلاثية كانت تحصل في المانيا في بيت ( … شبر ) تتمحور حول كيفية التخلص من محاضرات الشابندر في كوبنهاكن … كيف ؟ متى ؟ ومن هم المشاركون في هذه النقاشات سوف ياتي بالتفصيل باذن الله تبارك وتعالى ، ولكن النتيجة الاخيرة كانت ( الاقصاء ) ، فاقصي المكان في نفس الوقت ….

خسرت حياتي pdf


هناك 2 تعليق على موضوع: خسرت حياتي، مذكرات غالب الشابندر التي تكشف أسرار حزب الدعوة

  1. يقول ابو ايليا:

    السلام عليكم صديقي هذه الاسطر التي كتبت هل هي صحيحه او هي غير ذلك… لكن السؤال المهم من كل ذلك الستم تؤمنون بااله عظيم جبار وغيره من الاسماء العجيبه (انا اقصد الشابندر) ماذا سوف تقولون له وكيف سيتذكم التاريخ خربتم كل شي حتى الامال اصبحت مهمله ضعيفه تبا لكم اين ما كنتم يا….

    1. يقول المشرف:

      انها عصابة حكمت البلد يا عزيزي ابو ايليا ، مجموعة من فاقدي الشرف والضمير يتحكمون بمقدرات البلد ويعبثون بكل شيء

رأيك مهم، نتمنى منك قراءة التالي:

صديقي/صديقتي، التعليق في موقع صوت العقل متاح للجميع و نحن ملتزمون بنشر جميع التعليقات خلال فترة قصيرة جدا، الغرض من اتاحة هذه الخاصية هو لاثراء المواضيع و ممارسة حرية النقاش البناء و طرح الاراء لاننا نقدس العقل و ما ينتج منه عنه اراء، لذلك نتمنى من الجميع الالتزام بالنقاط التالية قبل التعليق:

  • احترام الاخرين
  • عدم الخروج خارج الموضوع
  • يمنع النسخ و اللصق منعا باتا
  • في حالة رغبتكم بادراج مصدر يمكنكم وضع الرابط له في التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *