كتاب قديم

رحلة عبر الزمن الى العراق في القرن السابع عشر


طالما تمنيت امتلاك الة للسفر عبر الزمن أتمكن من خلالها الغوص في العصور لأشاهد بعيني ماكان يحدث بدون الرجوع لكتابات يجتهد أصحابها مابين الصواب والخطأ ناهيك عن الزيادة والنقصان الذي يشوه المعلومة التاريخية عبر الزمن. للأسف هذا الأمر غير ممكن حاليا، ربما سيكون متاحا في المستقبل، من يدري؟! من الحقب التي تثير اهتمامي في التاريخ هي فترة العصور الوسطى ومابعدها وصولا للقرن التاسع عشر، كنت أقرأ في الاونة الاخيرة كتابا جميلا يحتوى على مدونات الرحّال الفرنسي (جان بابتيست تافرنييه Jean Baptiste Tavernier) أثناء سفره في العديد من المناطق، الكتاب يركّز على وصفه للأراضي العراقية وما جاورها وفيه تعليقات وهوامش من قبل المترجمين أثرت المحتوى بشكل كبير، الكتاب يتحدث

خصيصا عن رحلة (تافرنييه) الى العراق في القرن السابع عشر حيث طبع لأول مرة عام 1676.

جان بابتيست تافرنييه
جان بابتيست تافرنييه

ولد الكاتب في باريس عام 1605 وخدم أهم حكّام اوربا ودخل قصورهم وحارب الترك عندما وصلوا حدود بولندا. عندما أكمل رحلته الاولى عام 1633 شرع برحلته الثانية في 1638 واعقبت هاتين الرحلتين أربع رحلات اخرى:

  • الثالثة كانت من 1643 الى 1649
  • ودامت رحلته الرابعة من 1652 الى 1656
  • الخامسة كانت من 1657 الى 1662
  • والسادسة كانت من 1663 الى 1668

أثارت انتباهي العديد من النقاط في الكتاب أهمها هو ثقافة السلب والنهب التي كانت منتشرة في العراق بتلك الحقبة على يد من يسميهم دائما ب (الأعراب) ويذكر حوادث السلب في أكثر من موضع، يقول في الصفحة 53:

في الخامس من شباط (1652) تحركنا من الموصل، وبعد أن جرى الكلك بنا ست ساعات، رسونا قرب حمام حار المياه، على بعد رمية بندقية من دجلة، وكان مزدحما بالمعلولين الذين امّوه للإستشفاء من كل حدب وصوب. وقد أقمنا على حراسة الكلك طوال الليل، ولكن بالرغم من تيقظنا فلقد سرق الأعراب غطائين من أحد التجار وثيابا من رجل تركي قد نزل الى الحمام.

يقول أيضا في الصفحة 54:

ومن عادة الأعراب انهم اذا شعروا بنوم التجار، يقطعون حبال الكلك ويتركونه يبتعد عن حافة النهر، فيتبعونه سباحة، ويسرقون ماراق لهم.

البلاد المسيحية التي تحولت الى الاسلام عن طريق الورود

كثيرا ماكان الكاتب يمر من خرائب البيوت والأديرة المسيحية في العراق من شمالة الى اقصى جنوبه، أطلال هذه التجمعات المسيحية هي الاخرى تحولت عبر الزمن الى ممتلكات اسلامية تماما كما حصل مع سكّانها المسيحيين الذين تضائلت أعدادهم بشكل رهيب عبر قرون من الحكم الاسلامي بعد ان كانوا هم اسياد المنطقة.
سؤال كبير لا يجيب عنه المسلمون وهو كيف اختفى الوجود المسيحي في المنطقة وهم المعروفين بتمسكم واعتزازهم بديانتهم؟ يقول الكاتب حول بلدة (تكريت) التي رسى فيها في اليوم العشرين من الرحلة:

بقينا إحدى عشرة ساعة فوق دجلة، ورسونا عند بلدة يقال لها (تكريت) في جهة مابين النهرين. في هذه البلدة قلعة نصف خربة، ومع ذلك لاتزال ترى فيها بعض الغرف الانيقة. ويقول العرب انها كانت قديما أقوى موضع في كل مابين النهرين وكان يسكن النصارى على مسافة نصف فرسخ حيث ان خرائب كنيسة وقسم من برجها لاتزال تشاهد، ويظهر من بقاياها انها كانت بناء عظيما فيما سبق.

اندثار حضارة عمقها الاف السنين

يقوم هنا المترجم بتهميش يقول فيه ان للنصرانية في تكريت تاريخ حافل، ومايزال بين اثارها بقايا كنائس وديارات، الا اننا لانعلم بوجه التحقيق متى اندثرت النصرانية من هذه المدينة… وانا هنا اضيف السؤال التالي وهو كيف اندثرت المسيحية وباقي الديانات الاخرى من كل العراق؟
الكاتب ايضا يتطرق مثلا لبلدة يسميها (قوش حصار) يقول عنها انها قرية كبيرة معظم سكانها من نصارى الأرمن والنساطرة. وقد أطلعه النساطرة على نسختين من الانجيل في مجلد كبير باللغة الارامية مكتوبين على الرق، وجميع الحروف الاولى من الفقرات مزوقة بالذهب واللازورد، اخبروه ان احداهما مضى على كتابتها 937 سنة والثانية لايقل عمرها عن 374 سنة.
دفع الكاتب لهم مبلع 200 قرش من اجل المخطوطة القديمة لكنهم لم يوافقو على بيعها لانها من ممتلكات الكنيسة التي ليس لهم ان يتصرفوا بها. و هنا ايضا يجب ان نطرح هذا التساؤل: هذا المخطوطة بناءا على ماورد فانها كتبت في حوالي العام 707 وبهذا تعد من أنفس المخطوطات وأقدمها في هذا المجال، لكن ما مصيرها؟

هنا ايضا نستطيع ان نجد الفرق مابين الثقافات الذي ستجدونه انتم بانفسكم عندما تقارنون مابين مواطن بسيط لم يبع مخطوطة قديمة مقابل مال كثير وبين امراء عرب سيلاقيهم الكاتب في رحلته…
في الفقرات التالية. عجيب كيف تحولت مدن مسيحية خالصة مثل (عانة صفحة 125) الى مراكز اسلامية تصدر اليوم التطرف للجوار والعالم؟ في الملحق رقم (9) من الكتاب صفحة 105 يضيف المترجم بخصوص مسجد النبي يونس:

أما (المسجد) فقد مرت به أطوار تاريخية جديرة بالذكر. فبقعته في الازمنة التي سبقت الميلاد كانت (معبدا اشوريا) تعبد فيها الاصنام. وبانتشار النصرانية في بلاد العراق، صار ذلك المعبد (ديرا) عظيما، تسميه المراجع العربية بأسم (دير يونان) أو (دير يونس) وبانتشار الاسلام في العراق صار ذلك الدير جامعا بإسم (جامع النبي يونس).

خريطة من الكتاب
خريطة من الكتاب

كم هائل من الامراء مع الخاوات والاتاوات

شدّ انتباهي الكم الكبير من الامراء العرب الذين يصادفهم الكاتب ويذكرهم في مدوناته في أكثر من موضع، هم يتجولون مع خيامهم وامتعتهم وخدمهم و (نساءهم) في الصحراء، لا أدري بالضبط ماهو هدفهم لكن مما قرأته بكتابات المؤلف الفرنسي وتجربته معهم، أكبر همهم هو الاستفادة القصوى من أي حدث يحصل أمامهم، فما أن يروا قافلة تجار وبضمنها مسيحيين مثلا يجبرون افرادها على فتح ما لديهم من بضائع لكي يختاروا ما يعجبهم من الحرير أو الجواهر وغيرها ليأخذوه لهم واذا تكرموا فإنهم يعطون بالمقابل بعضا من تمورهم ومنتجات حيواناتهم، اذا كانت هذه صفة الامراء وهم النخبة فما حال الناس البسطاء؟
يتبين ان العرب ذلك الوقت كانت لديهم صفة الأنانية بشكل كبير ويحبون انفسهم كثيرا. يقول الكاتب في هذه السطور من صفحة 17:

بعد ثمانية أيام حللنا في بقعة ذات ابار وثلاثة أو اربعة بيوت. فمكثنا هناك يومين كاملين للتمتع بهذا المنهل العذب. وماكدنا نأخذ طريقنا ثانية حتى جاءنا ثلاثون فارسا مسلحا قادمين من لدن أحد الامراء ليبلغوا الكروان باشي بوجوب ايقاف قافلته. فلبثنا عند ذاك أياما ثلاثة منتظرين قدوم هذا الأمير بفارغ الصبر.
فلما حل بيننا، اهدى اليه الكروان باشي قطعة حريرية، ونصف قطعة من قماش قرمزي، وقدرين كبيرين من النحاس. ولكن مع ان هذه القدور مما لا يمكن أن يرفضها أمير عربي، لخلو مطبخه من مثيلها، لم تبد على محياه علائم الرضا بهذه الهدية، بل طلب منا مايزيد على اربعمائة كراون (ليرة فرنسية).
لقد جهدنا سبعة أو ثمانية أيام متمسكين بنقودنا. ولكن عبثا كان ذلك، فاننا اضطررنا اخيرا الى جمع هذا المبلغ بتقسيطه بيننا، كل بما في طاقته، فلما دفع اليه، قدم للكروان باشي البلاو (الرز المطبوخ) والعسل والتمر. وعند مبارحته المكان أعطى القافلة خمس أو ست اغنام مطبوخة.

يستمر مسلسل الامراء العرب

في الصفحات 20، 21، 22 يروي ايضا ملاقاته لأميرين عربيين قرب الكوفة أو النجف وكيف انهم اجبروا التجار على فتح بضاعتهم لتفتيشها واجبارهم على المبادلة بشكل طريف، يذكر ايضا كيف ان احد هذين الاميرين كانت اسنانه متسخة بشكل سيء جدا وكيف ان المؤلف اشار لطبيبه ان يقوم بتنظيف اسنان الامير الذي فرح بشكل لايمكن وصفه.
وبعد المسير لمدة اربعة ايام اخرى التقوا بأمير ذي نفوذ عظيم في بلاد العرب كان اتيا من الجنوب متجها للشمال، معه اكثر من ثلاثون الف حصان وخمسون جملا تحمل نساءه ووسط هذه الجمال ستة يكتنفها الخصيان. يذكر الكاتب ايضا كيف انهم اضطروا الى جمع أجود الهدايا له خوفا من أن يعطل مسيرتهم فأخذها بكل سرور وهذا ما نسميه باللهجة العراقية (الخاوة). كذلك يتحدث الكاتب عن أمير اخر قرب مدينة (عانة) أجبرهم على تغيير مسارهم والمجيء اليه ليفتش في أغراضهم على ان يجد شيء يروق له، أخذ منهم لاحقا العديد من المواد النفيسة بالاكراه وهذا مادفع القنصل الفرنسي في حلب بتعويضهم عند عودتهم، هذا ماورد في صفحة 95.
جميع هذه الاحداث حصلت في العراق في القرن السابع عشر يعني مابين العام 1600 الى 1699 وهي فترة غير بعيدة نسبيا ولهذا لاداعي للتعجب مما يفعله الساسة العراقيين اليوم واخوانهم في الدول العربية من سلب ونهب لموارد الدول تحت نظر وموافقة المجتمع الدولي المرتاح لهذه الممارسات التي تدر عليهم الكثير.
برأيي انها الافة التي جلبها لهم أعراب الجزيرة عند نشرهم لدينهم الجديد فهذه المناطق لم تكن هكذا بل كانت معروفة باحتضانها للحضارات التي صاغت القوانين وعلمت البشرية ابجديات الحياة. ثم يتطرق الكاتب الى مشاهداته الكئيبة في مدينة الموصل من خرائب وأطلال، وهذا ماكان من أمر هذه المدينة في ذلك الوقت وهو حال متأخر جدا حالها حال باقي مدن العراق. يقول الكاتب عن هذه المدينة:

بعد مسيرة احدى عشر ساعة بلغنا الموصل وهي مدينة تبدو للمرء من خارجها فخمة المنظر. أسوارها حجرية، بينما هي في داخلها تكاد تكون برمتها خربة. وليس فيها سوى سوقين معقودتين، وقلعة صغير مطلة على دجلة يقيم فيها الباشا. وبوجيز الكلام، ليس في الموصل مايستحق المشاهدة والالتفات.

الرجعية الدينية في ذلك الوقت

لفت انتباهي أيضا مسألة عدم التسامح الديني الموجودة في العراق منذ ذلك الزمن، فقبل أن يأتي تنظيم القاعدة وداعش وباقي المجموعات السلفية أو الشيعية المتطرفة، كانت مظاهر التفرقة ومحاربة الأقليات جارية على قدم وساق. حيث يذكر انهم عند وصولهم الى مكان قريب من سامراء يصف بطريقة جميلة منارة الملوية التي اراد مشاهدتها عن قرب ثم يضيف كيف ان المسلمين لم يسمحوا له بأن ينزل من القارب ليطأ أرضها عندما عرفوا بأنه نصراني بحجة انها أرض مقدسة، هذا ماورد في الصفحة 57، وهنا لا جناح اذن على السعودية عندما يضعون لافتات اجبارية تجبر غير المسلمين على عدم سلوك طريق مكة ولاداعي لانتقادها من قبل المسلمين.

طريق الفصل العنصري الديني المخزي في السعودية حول مكة
طريق الفصل العنصري الديني المخزي في السعودية حول مكة

من الطرائف أيضا قرائتي لموضوع احتيال التجار على السلطات الكمركية في بغداد 🙂 حيث كانوا يخرجون من القارب كل مالديهم ويسلمون أحسن بضائعم ونقودهم الى مجوعات مختصة في البر ليحملونها بأمانة عظيمة الى بغداد حيث يريد التجار بيع سلعهم. حيث يعمد التجار الى ذلك تهربا من دفع خمسة بالمئة في المدينة وهذا ما ذكره في صفحة 57. و من الطرائف ايضا هو معرفتي لأول مرة أن اهل العراق كانوا يستعملون التتن ويشترون الدخان كذلك عرفت لأول مرة عن استخدام جواز السفر والختومات منذ القرن السابع عشر وهذا ما ذكره الكاتب في صفحة 94. يروي الرحّالة الفرنسي ايضا مشاهداته لبغداد و أحوالها، هذه المدينة التي كانت قد سقطت توا بأيدي العثمانيين بعد هزيمة الصفويين. يقول في الصفحات 60 الى 63:

وفي بغداد خمسة جوامع: اثنان منها مبنيان بهندسة بديعة، تزينها القباب مكسوة بالقرميد المدهون ذي الالوان المختلفة. وفيها ايضا عشر خانات بناؤها حقير ماخلا اثنتين منها ينال المسافرون فيها قسطا من الراحة. وبالاجمال، ان المدينة ساذجة البناء، لاجمال فيها، اللهم اذا استثنينا اسواقها المسقفة، ولولا ذلك لما استطاع التجار تحمل حرارة الصيف.
وترش الأسواق ثلاث او اربع مرات مرات باليوم، يرشها قوم يتقاضون اجورهم من عموم أهل السوق. وتجارة المدينة رائجة ولكن ليست بما كانت عليه في أيام ملك فارس. لانه عندما استولى عليها الترك، اغتالوا كثيرا من اثرياء التجار.

من كتاب الرحالة الفرنسي في بغداد
من كتاب الرحالة الفرنسي في بغداد

يتكلم ايضا عن الجنائز في بغداد وهذا مايفسر لنا استمرار العادات الشكلية التي يواضب عليها اهل هذه المدينة في المناسبات العامة:

أما جنائزهم، فقد عنيت بملاحظة عاداتهم في ذلك، فعندما يموت الزوج تكشف المرأة رأسها وتحل شعرها وترسله على اذنيها وتسود وجهها بسخام القدور وتصنع حركات غريبة تستثير ضحك الغرباء بدلا من دموعهم.
ويحضر جميع الاقارب والاصدقاء والجيران الى دار الميت ويمكثون هناك الى ميعاد تشييع الجنازة. وفي ذلك الوقت تتزاحم النسوة بالوف الوسائل السخيفة الى اظهار حزنهن، وذلك بلطم خدودهن، والعويل كالمجانين. ويبدأن فجأة بالرقص على صوت نقارة كالتي يحملها أصحاب الطبول والمزامير، وتبقى النسوة ينقرن عليها نحو ربع ساعة.
ومن جاري عاداتهم في الماتم ان تندب احداهن الميت فيجبنها الباقيات بعويلهن وولولتهن التي تسمع من بعيد. ومن العبث ان يحاول المرء مواساة ابناء الميت، لانهم يبلغون حالا يفقدون معها رشدهم. وهم مضطرون لسلوك هذا السبيل والا نالهم اللوم والتقريع على عدم عطفهم على ذويهم الراحلين.

قبل انتهاء هذه الرحلة الرائعة في أغوار الزمن في بلاد العراق المحطمة التي ابتعدت عن الحظارة والتقدم في تلك الفترة للأسف يتكلم الكاتب عن طائفة الصابئة المندائيين في البصرة التي انقرضت هي الاخرى بعد ان كانوا بعشرات الالاف، يتحدث عن بعض الخرافات التي يؤمنون بها من موضوع الخليقة الى الاهمية الفائقة التي يولونها لموضوع عذرية البنت عند الزواج، الكاتب يسمي الصابئة بأنهم (نصاري القديس يوحنا) ويحسبهم على المسيحيين لا أعرف لماذا، لكنه يقول عنهم:

ونصارى القديس يوحنا كثيرون جدا في البصرة والقرى المجاورة لها، وقد كانوا في القديم يقطنون قرب نهر الاردن، حيث اعتمد مار يوحنا الذي نسبوا اليه. الا انه منذ زمن فتح محمد لفلسطين تعهد لهم بمنع التعرض لهم. ولكن خلفاءه عملوا على ابادتهم. وللوصول الى هذه الغاية خربوا كنائسهم واحرقوا كتبهم واستعملوا كل وسائل القسوة ضدهم. فاضطرهم ذلك للانتكاص الى بلاد مابين النهرين وكلدية….

الخلاصة

مع الأسف حال البلاد في ذلك الزمان لايتناسب مع ثرواتها البشرية والطبيعية، الكراهية والتعصب الديني منتشر بشكل كبير حيث نظرة سريعة على هذا الكتاب تعطي بوضوح فكرة عن التناحر الديني والقومي مابين الاكراد، الترك، التركمان، العرب، الفرس، السنة، الشيعة والمسيحيين وباقي الديانات والطوائف، قرون من الاحتلال الصفوي ثم العثماني لم تقدم شيئا لهذه البقعة من الأرض بل زادت من الانقسامات والتخلف وزرعت كره الدولة والنظام، كانت هناك فرصة كبيرة عبر قرون من الحكم المستقر لدولة قوية عاصمتها الاستانة من أجل ان تنتشل هذه البلاد وسكانها لكن مع الأسف لم يكن هم الدولة هو اعمار الاراضي المسيطر عليها بل جعلها مصادر لجباية الضرائب والاموال الى العاصمة، نستطيع القول ان الدافع الأكبر من احتلال (فتح) الاراضي في اسيا وافريقيا واوربا لم يكن لداعي الاعمار بل للتوسع وبسط النفوذ، ومع ضياع هذه الفرصة الكبيرة جدا ضاعت البلاد ومالبثت ان دخلت في مابعد الحرب العالمية الكبرى مرحلة جديدة وهي تشكيل الانظمة الملكية التي مالبثت ان انهارت لنرجع اليوم من جديد الى مستنقع المجهول والتخلف والرجعية.


هناك 2 تعليق على موضوع: رحلة عبر الزمن الى العراق في القرن السابع عشر

  1. يقول Intisar:

    الان ايضا بدأ الانحسار المسيحي والصابئي في بغداد ومناطق الجنوب ، لكن هذا حال المسلمين كلما تشتد شوكتهم يضطهدون بعضهم البعض وكذلك باقي الاديان وهذا شئ معروف فكل المسلمين بجميع مذاهبهم يؤمنون ان الاسلام يجب ان يسود الارض وعليهم ان يقضوا على كل الديانات وهذا بنص قرأني ، اما بالنسبة لطريق مكة الذي أشرت اليه ، فأنا اتحدى اي مسلم يعترض عليه او يسمح لغير المسلم بزيارة مرقد ديني اسلامي او حتى زيارة مسجد فكل اتباع الاديان الاخرى مشركين نجسين وبنص القرأن ايضا. المشكلة في هذا الدين بالاساس الذي قضى على حضارات وامم بعدوانيته وهمجيته الغير معقولة.

    1. يقول المشرف:

      الاخت العزيزة انتصار،
      نعم مع الأسف الإسلام قضى على حضارات كانت غائرة في أعماق التاريخ، حتى الاقليات التي رضيت ان تدفع الجزية لقرون لم تسلم منهم. انحدار بلداننا بدأ بمسلسل الفتوحات الذي استمر ليومنا هذا.

رأيك مهم، نتمنى منك قراءة التالي:

صديقي/صديقتي، التعليق في موقع صوت العقل متاح للجميع و نحن ملتزمون بنشر جميع التعليقات خلال فترة قصيرة جدا، الغرض من اتاحة هذه الخاصية هو لاثراء المواضيع و ممارسة حرية النقاش البناء و طرح الاراء لاننا نقدس العقل و ما ينتج منه عنه اراء، لذلك نتمنى من الجميع الالتزام بالنقاط التالية قبل التعليق:

  • احترام الاخرين
  • عدم الخروج خارج الموضوع
  • يمنع النسخ و اللصق منعا باتا
  • في حالة رغبتكم بادراج مصدر يمكنكم وضع الرابط له في التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *