بكاء

إنتهت الإنتخابات العراقية وبدأ البكاء مجددا


إرتفع ضغط دمي عندما قال لي صديقي اليوم عبر الهاتف:

كلهم حرامية… ماكو فائدة…

مع العلم إننا قبل يومين من الإنتخابات تحدثنا حول الموضوع و أوضحت له لماذا الإنتخابات بوضعها الحالي لا تؤدي إلى التغيير، إلّا إنه أصّر وقال لي يجب أن نشارك، يجب أن نختار الأنسب ونغير الوجوه الحالية و ردد عبارة مرجعية النجف الهزلية (المجرّب لا يجرب). هل نستطيع أن نثق بالأحزاب الدينية الحاكمة لكي نثق بها في مسألة الإنتخابات ؟

في البداية وبشكل عام فإن صوت الناخب العراقي لا قيمة له بتحديد من يحكم، قد لا يعلم الكثيرين إن القانون العراقي ينص على إن الكتلة الأكبر هي التي تشكل الحكومة وليست الكتلة الفائزة وهذا الموضوع تم إستحداثه عندما فاز علاوي على المالكي في إحدى الجولات الإنتخابية، بمعنى :

لنفترض هناك ثلاث كتل متنافسة وهي كتلة المشرف، و كتلة عبوسي بالإضافة إلى كتلة ستوري، و كانت النتائج كالتالي:

  • 20 صوت لكتلة المشرف
  • 9 أصوات لكتلة عبوسي
  • 14 صوت لكتلة ستوري

المنطق يقول أن كتلة المشرف هي التي ستشكل الحكومة، لكن المنطق في العراق الجديد إن كتلة عبوسي وكتلة ستوري سيستطيعون تشكيل الحكومة بعد أن يتحدوا مع بعضهم بعد ظهور النتائج عندما أيقنوا الهزيمة وبهذا سيشكلون الحكومة بعدد أصوات يساوي 9 + 14 = 23 صوت.

القطيع يصفق
القطيع يصفق

لنتذكر معا، فاز علاوي في إنتخابات 2010 ولكن تم إقصاءه و المالكي هو الذي شكّل الحكومة !!
ثم فاز المالكي بإنتخابات 2014 ولكن تم إقصاءة و حيدر العبادي هو الذي شكّل الحكومة !!

الأحزاب الحاكمة تدخل البلد في جو حماسي قبل و أثناء الانتخابات عبر الماكنة الإعلامية الرهيبة التي تمتلكها.

هل هذا نظام يسمح بالتغيير ؟

تستطيعون القراءة قليلا حول قانون (سانت ليغو المعدل) الذي استخدمته هذه الأحزاب.

المال السياسي اللامنتهي القادم من خلف الحدود، المال اللامنتهي القادم من الفساد، المقاولات، المخصصات والرواتب الخيالية التي تتمتع بها الجهات السياسية الحالية، هل يوجد حسيب ورقيب عليها أثناء العملية الإنتخابية؟ إلى متى يتكرر نفس السيناريو و يتنتهي الموضوع بالضحك على العراقيين؟ هذا الموضوع لن ينتهي إلا بإسقاط الشرعية عن هذا الوضع المشوّه عبر المقاطعة وليس عبر انتخاباتهم، فالمفوضية في جيب الأحزاب، وهيئة النزاهة في جيب الأحزاب … إنها مهزلة حقيقية !! والمهزلة الأكبر أن نقع في نفس الحفرة كل 4 سنوات في الإنتخابات !!

النقطة الإيجابية الوحيدة هي نسبة المشاركة المتدنية وهي الأقل منذ 2003.

لنقرأ القليل وأنا أعني (القليل) عن إمتيازات نواب البرلمان ال 328 في العراق

  • وزارة الصحة العراقية تتكلف بعلاج النائب خارج البلاد في حال تعرضه لمرض أو إصابة
  • 16 عنصر حماية لكل نائب
  • رواتب و مخصصات بأرقام غير منطقية
  • تقاعد بأرقام غير منطقية بعد خدمة لا تتجاوز ال 4 سنوات
  • يتقاضى عضو مجلس النواب ما يتقاضاه الوزير من رواتب و مخصصات. مع العلم عدد أعضاء مجلس النواب يبلغ 328 نائب
  • جوازات دبلوماسية للنائب و أفراد عائلته تستمر لمدة 8 سنوات بعد إنتهاء الدورة التشريعية

ويسألوننا لماذا تقاطعون !!

بكل الأحوال، يبدو إن مقتدى الصدر فاز بالإنتخابات و سيسير العراقيون مجددا خلف كتلة جديدة هي سائرون !!
وانا متاكد نحو الهاوية و الانحطاط !!


هناك 2 تعليق على موضوع: إنتهت الإنتخابات العراقية وبدأ البكاء مجددا

  1. يقول انتصار:

    ان ارى قلة اصوات الناخبين لهذه الاحزاب ، فمثلاً قائمة سائرون بزعامة التيار الصدري ، كنت اتوقع عدد الاصوات في بغداد يتجاوز المليون لكن كان الرقم ٤٠٠ الف تقريباً يدخل ضمنه المصوتين للحزب الشيوعي وهم بالالاف ، وهكذا بالنسبة لباقي الاحزاب ، هذا يعني اما انهم خسروا اتباعهم او انه فعلاً هذا حجمهم الحقيقي. الذي اتمناه ان تكون هذه المقاطعة خطوة اولى تتبعها خطوات نحو التغيير المنشود فكرياً واجتماعياً وليس مجرد مقاطعة بسبب اليأس من التغيير كما هو حال اغلبية العراقيين.
    تحياتي العطرة استاذي الجميل

    1. يقول المشرف:

      الصديقة العزيزة إنتصار
      شكرا جزيلا على هذا التعليق، بالنسبة لقاعدة جماهير هذه الأحزاب الدينية الطارئة، لا تتبعهم بسبب قناعة أو سبب نبيل، أسباب إتباع معظم الحشود للأحزاب الدينية هي أسباب متعددة لكنها ليست عصية على التغيير، فهي إما نابعة من جهل وتخلف، أو إرتباط مصلحي بمادة و وظيفة، أو إستغلالا وتهييجا لمشاعر الكراهية… كلها أسباب يمكن معالجتها بتعزيز الوعي الثقافي و تجريد قبضة الأحزاب على الممال العام و تغييب الفكر الديني والطائفي الحاقد

رأيك مهم، نتمنى منك قراءة التالي:

صديقي/صديقتي، التعليق في موقع صوت العقل متاح للجميع و نحن ملتزمون بنشر جميع التعليقات خلال فترة قصيرة جدا، الغرض من اتاحة هذه الخاصية هو لاثراء المواضيع و ممارسة حرية النقاش البناء و طرح الاراء لاننا نقدس العقل و ما ينتج منه عنه اراء، لذلك نتمنى من الجميع الالتزام بالنقاط التالية قبل التعليق:

  • احترام الاخرين
  • عدم الخروج خارج الموضوع
  • يمنع النسخ و اللصق منعا باتا
  • في حالة رغبتكم بادراج مصدر يمكنكم وضع الرابط له في التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *