
دردشة و جرعة أمل
في الأسبوع الماضي، قمت بتفعيل خاصية جميلة وهي الدردشة الفورية مع زوّار الموقع بشكل مباشر. الفكرة كانت تجول في بالي منذ فترة طويلة لكن بصراحة كنت متخوفا من عدم مقدرتي على توفير الوقت و الجهد لهذا الإلتزام الجديد. قررت التجربة و بالفعل كانت تجربة مميزة أن أكون متواصل بشكل فوري مع الأصدقاء، هذا ما دفعني للتفكير في إضافة خاصية المحادثة الجماعية في المستقبل القريب، البارحة كنت في حوار مع صديقة للموقع و دار الحديث عن أسباب تمسك المتدينين و الشيوخ بالفكر المتطرف على الرغم من إطلاعهم على كل الحجج العقلية و الواقعية التي تنفي صحة الأفكار التي يعتنقونها و يسممون عقول أفراد المجتمع بها.
(النقاش بدأ حول موضوع (بقعة الأرض المقدسة، منبع الأكاذيب الكبرى)
المشرف : مرحبا،
هل لديك إقتراح أو إستفسار؟
زائر : أشكرك على هذا الموضوع القيم فقد كنت دائما أتساءل لماذا نزلت الديانات الثلاث بهذه البقعة للي هي الشرق الأوسط ولم تنزل بأي مكان أخر ؟
المشرف : مرحبا صديقي، الاديان الابراهيمية خدعة اصابت مجتمعاتنا
المشرف : شكرا لمرورك
زائر : لماذا أمريكا بجلالة قدرها من الشعوب الأكثر تدينا حتى أنها كتبت على ورقة الدولار in god we trust ؟؟ لماذا لايمكننا التخلص من الدين ؟
المشرف: الغرب قطع أشواطا كبيرة في عزل الدين عن الدولة و المجتمع، هناك الدين ليست لديه السطوة للسيطرة على المجتمعات و الحكومات مثلما يحصل عندنا
المشرف: لدينا الدين يتدخل بكل كبيرة وصغيرة
زائر : نعم صدقت .. هم استطاعوا أن يفصلوا الدين عن الدوله واعتبروا الدين مسألة شخصيه بين الانسان وما يعبد أو من يعبد ,, لكن نحن كما قلت مازلنا نخلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين وهذا هو سبب الازمة الحضارية التي نعيشها ,, فتضيع الحقوق المدنية للمواطن .. هل من سبيل الى ان نصبح مثل الغرب مع العلم اننا نرى الان مبادرات لابأس بها من حذف لبعض الايات القرانية من المناهج الدراسية ؟ هل تعتقد ان هذا كافيا ؟ وإذا لم يكن كافيا , فماذا علينا أن نفعل ؟
المشرف : شكرا لهذا الكلام المنطقي، برأيي الحل هو نقد الدين و تقشير طبقة القدسية التي تحيطه، عدا هذا لا يوجد حل اخر لان جميع الحلول فشلت، و من حاول إصلاح الإسلام إما تم قتله أو يقبع في السجون
المشرف : الحل هو نقد الدين
المشرف : اوربا لم تتجاوز عهد الكنيسة المظلم الا بتضحيات هائلة و عصور من التنوير الفكري و ثورات ضد الحاكم المتحالف مع المؤسسة الدينية
المشرف : حوار شيق صديقي، هل أستطيع أن أنشر حديثنا بدون ذكر أسماء؟ اتمنى موافقتك
زائر : هذا يعتبر حلا فعلا , ولكن لمن ؟ هناك نسبة كبيرة من الأمية في الوطن العربي ,, والجيل الثاني معظمهم يعني متعلمون تعليما حكوميا لايغني ولا يسمن من جوع أو هم أنصاف متعلمين لايتقنون النقد والتحليل والاستنتاج والمنهج العلمي بصفه عامة , يغني نقد الدين سيكون موجها لفئة أو شريحة صغيرة اي المثقفين والأكاديميين , أما غيرهم من العامة والمتدينين مثل أخي مثلا فصعب أن تناقشهم في موضوع الدين لانه يشكل بالنسبة لهم شيئا مقدسا وطابو لا يحق لاي احد الاقتراب منه ….فإذن كيف السبيل الى الوصول الى أدمغة الأميين والبسطاء ,, بالنسبة لأوروبا وكيفية خروجها من العصور الوسطى نعم كانت هناك تضحيات كبيرة ولكن لاتنسى أن من قاد الثورة في اوروبا هم البرجوازيون والمثقفون مثل فولتير وماركيز دي ساد وماركيس دي لافاييت وفيكتور هيكو بكتاباته ,,, فأين نحن من هؤلاء ؟ كل ثوراتنا فاشلة لانها ثورة ليس من أجل التغيير الجذري بل ثورات خبزية , بمجرد مايحص الثوار على الفتات تخمد الثورة أو يتاجر بها الخائنون فيحصلون على امتيازات عن طريق بيع الثورة ,, أما الباقي فيسجن ويقتل ,, أما المتنورين فيهاجرون الى البلدان التي يستطيعون فيها التعبير عن ارائهم ويستطيعون نقد الدين بكل حرية .
زائر : نعم صديقي يمكن ان تنشر حديثنا انا موافقة تماما
المشرف : أنا أرى حسب قناعتي وقد يعتبرني البعض متطرفا لكنني أجد نفسي واقعيا… أرى إن السبب الرئيسي لفشل رغبة مجتمعاتنا للتغير نحو الاحسن هو الروحانيات والغيبيات، الدين هو عامل للسيطرة على الحشود وهذا ما يستخدمه تحالف المؤسسة الدينية ومؤسسة الحكم..
المشرف : اليوم لدينا فرصة فريدة من نوعها وهي التكنلوجيا، اليوم نستطيع نشر المعلومات والكتب و التغريدات والمقالات بلمح البصر و بوسيلة متوفرة في كل البيوت
المشرف : وحتى لو هاجر أصحاب العقول إلى الخارج فالعالم قرية صغيرة و حركة صغيرة للتنوير كفيلة بأن تجمع الجميع
المشرف : الإنترنت هو أكبر مصيبة حصلت للإسلام، بإعتباره الدين الأكثر إنغلاقا في وقتنا هذا
المشرف : سابقا كانوا يتحكمون بالمنشورات و بالتجمعات خوفا من كلمة واحدة تمس الدين أو الحاكم، اليوم الاف بل ملايين الناس يتبادلون أفكارهم بملح البصر وهذا ما لم يحدث قبلا
زائر : نعم الشكر الجزيل للتكنولوجيا فقد فتحت أمامنا أبوابا كانت موصدة من قبل ,, يالفعل الانترنيت هو اكبر مصيبة حصلت للاديان كلها وليس فقط الاسلام ولكن الاسلام على الخصوص لانه انتشر بالسيف وسينتهي بالفيس على حد قول احد الاصدقاء التونسسين
المشرف : هناك شيء إيجابي وهو إن المؤسسات الدينية التي كانت تحكم بالحديد والنار لقرون قد فقدت زمام المبادرة خلال العقود القليلة التي مضت
المشرف : بالضبط
زائر: حتى الان مازال هناك بعض القمع من طرف ادارة الفيس بوك عندما تحظر بعض الصفحات التي يتم التبليغ عنها من طرف الاسلامويين
المشرف : ليكن، لننظر إلى الامور بإيجابية، إغلاق صفحة على الفيسبوك أفضل من هدم الدور و قتل المفكرين
زائر : نعم المؤسسة الدينية بدأت تنهار شيئا فشيئا وهي الان تلعب في الوقت الضائع فقط , اعتقد بعد عشر سنوات سنرى وطنا عربيا اخر
المشرف : اليوم نعيش في وقت حاسم، يجب أن نتحد في مواجهة الخرافات و الغيبيات التي هي السبب الأساس في تخدير شعوبنا وتخلفها
زائر : نعم صدقت هو شر أخف من شر أو قضاء اخف من قضاء
المشرف : بالضبط
زائر : ما أود معرفته صراحة هو لماذا يرى بعض الناس هذا الكم من التناقضات والمغالطات في الدين ومع ذلك يرفض أن يترك الدين ؟ ا الذي يجعله أسيرا للدين بالرغم من كل الأدلة التي نقدمها له ؟
زائر : انا لا أريد إلغاء المحادثة أريد أن نتحدث طويلا
المشرف : إما بسبب الخوف أو بسبب التشبع بالأفكار الغيبية بالإضافة إلى تأثير المحيط
المشرف : لكن التعرض لكل هذه المعلومات والحوارات التي تنتقد الدين تزرع بذرة الشك و هذا هو المطلوب حتى لو تزمت و أظهر عدم إقتناعه
زائر : الخوف من ماذا ؟
المشرف : النار و الله الذي زرعوه في عقولنا من الصغر
زائر : مثلا الشيوخ هم بلا شك يستمعون الى حلقات حامد عبد الصمد واسلام البحيري والمستشار عبده ماهر وبرنامج سؤال جريء ووو وانا لا اشك انهم يقولون لانفسهم لقد كشفنا هؤلاء الملاحدة وعرفوا انه لا وجود لكل هذه الخزعبلات التي نقولها لهم على الفضائيات ليل نهار ,, هم يعرفون هذا بكل تأكيد لكنهم لايستطيعون التخلي عن مهنة رجل الدين , ماذا سيفعل انه لايتقن اي حرفة او صنعة ليعيش منها هو يعيش من خلال ترويج الكذب والدفاع عن الدين والاله المزعوم …
زائر : اعتقد لو ترك هؤلاء الدين ماذا سيشتغلون في نظرك ؟ فهم مضطرون للاستمرار في هذه التمثيلية السمجة وهذه المسرحية الهزلية التي لايريدونها ان تنتهي
زائر : استاذ التربيه الاسلامية مثلا ماذا سيشتغل اذا ترك تدريس هذه المادة التي تخصص فيها لسنوات وضاع عمره فيها ؟
المشرف : الموضوع متشعب بعض الشيء، هناك من هو مقتنع، وهناك من هو لا يعرف شيئا سوى الكلام في الدين (وهو ما يعطيه القيمة والمال) لأنه لا يعرف شيء غيره، وهناك شيوخ السلطان ايضا وهم الأخطر
المشرف : بالضبط أتفق معك تماما
زائر : اذن على هذه الحال فلن ينتهي الدين الا بانتهاء او انقراض هؤلاء الشيوخ او الاكليروس وكذلك يجب العمل على الغاء كليات الشريعة وتدريس الدين والفقه وكل مايتعلق به , تكفينا العلوم الحذيثة والقوانين الوضعيه فهي كافية لتنظيم حياتنا
المشرف : نعم هذا الهدف على المدى البعيد، لكنه غير ممكن حاليا لانه من التابوهات المحرمة والخطرة، يجب أن يتم التركيز الان على أساسات هذه المنظومة الفاسدة وهي (القدسية) وتتم بنقد الفكر الديني و كشف الزيف عن هذا الكم الهائل من الخرافات والروحانيات التي يستخدمونها في تطويع القطعان وإستخدامها
المشرف : وهذا ما يحصل في وسائل التواصل الإجتماعي و اليوتيوب و المدونات
المشرف : اليوم البرامج الجريئة التي تنتقد الدين وصلت طريقها للفضائيات
المشرف : لا نستبعد تشكيل تجمعات تتحدى الواقع من الداخل
المشرف : شكرا لمرورك
المشرف : تحياتي
المشرف has left the conversation.
زائر : وشكرا لنضالك وكتاباتك
هناك 4 تعليق على موضوع: دردشة و جرعة أمل
رأيك مهم، نتمنى منك قراءة التالي:
صديقي/صديقتي، التعليق في موقع صوت العقل متاح للجميع و نحن ملتزمون بنشر جميع التعليقات خلال فترة قصيرة جدا، الغرض من اتاحة هذه الخاصية هو لاثراء المواضيع و ممارسة حرية النقاش البناء و طرح الاراء لاننا نقدس العقل و ما ينتج منه عنه اراء، لذلك نتمنى من الجميع الالتزام بالنقاط التالية قبل التعليق:
- احترام الاخرين
- عدم الخروج خارج الموضوع
- يمنع النسخ و اللصق منعا باتا
- في حالة رغبتكم بادراج مصدر يمكنكم وضع الرابط له في التعليق
الدردشة الفورية مدهشة
استمتعت للأفكار والنقاط المهمة التي طرحتها زائرتك الكريمة
اود ان تمنح لي فرصة في دردشة اذا سمحت ظروفكم
صديقي العزيز منير ،
بالفعل الدردشة الفورية كانت رائعة اتاحت لي الفرصة للنقاش مع الكثير من الاصدقاء المخالفين و الموافقين على ما اطرحه من مواضيع، للأسف قمت بالغائها قبل فترة قصيرة بسبب ضيق الوقت و اختلاف التوقيت مع الاعزاء زوار الموقع .
انا ايضا اتمنى ان نتحدث في يوم من الايام لنتبادل وجهات النظر ، اوجه لك الدعوة لكي تراسلني في اي وقت عن طريق البريد الالكتروني او اي طريقة اخرى تفضلها .
تقبل خالص التحية
أود أن اضيف هذه السطور لهذا النقاش، كلما زاد تدين المجتمع زاد تخلفه إجتماعيا، سياسيا و اقتصاديا… معادلة ثابتة نستوحيها من ل تجارب الدول ذات الغالبية المتمسكة بالدين موروثاته
بالضبط ، كلام موفق للغاية