كتاب

مقتطفات إخترتها من كتاب نقد الفكر الديني


كتاب رائع ويقوم بتشخيص الخلل في الخطاب الديني وتأثيره الكارثي على شعوب المنطقة. للكاتب صادق جلال العظم.

أقتبس هنا سطور رائعة من هذا الكتاب:

  • “كم ان بعض الانظمه التقدميه العربيه التي وجدت في الدين عكاز تتكيء عليها في تهدئه الجماهير العربيه و في تغطيه العجز و الفشل الذي فضح الهزيمه عن طريق مماشاة التفسيرات الدينيه و الروحانيه للانتصار الاسرائيلي و الخساره العربيه وصمتها حول الميل الى انتظار النصر الجديد من عنده تعالى”.
  • “مشكله خاصه يعانيها كل من تاثرت ثقافته جبريا بالثقافة العلمية التي بدات تكتسح مجتمعه ومحيطه فيضطر لان يواجه من جديد سؤال اساسيا، هل باستطاعتي ان اتقبل بكل نزاهه و اخلاص المعتقدات الدينيه التي تقبلها ابائي واجدادي دون ان أخون مبدأ الامانه الفكريه؟ ”
  • كيف يكون موقف الانسان الذي تعرض للثقافه العلميه وتاثر بها تأثرا جذريا من المعتقدات الدينيه التقليديه و المؤسسات التي تتجسد فيها ؟ هل يستطيع هذا الانسان ان يستمر في الاعتقاد بآدم و حواء و بالجحيم و النعيم و بان موسى شق البحر الاحمر وحول عصاه حيه تسعى؟
  • وفي عدة مناسبات سالت بعضهم الا تشعرون احيانا بوجود تناقضات واضحه بينما تتعلمونه في دروس العلوم و الفلسفه من جهه وبين ما تتعلمونه في دروس الدين من جهه اخرى فكان جوابهم جميعا بالايجاب و عندما سالتهم ماذا تفعلون عندما تواجهون مثل هذه التناقضات كان جوابهن انها تزعجهم بصوره خفية ولكن من وجهه نظر عمليه كان عليهم ان يرددوا لأستاذ الديانه المعلومات التي تلقوها منه وان يرددوا لاستاذ العلوم الاراء التي درسها اياهم و الا لما نجحوا في الامتحان
  • ظاهره الفكر التوفيقي الذي يحاول جهده للملائمة بين الانظمه المتنافيه و الافكار المتناقضه ولا يتم هذا التوفيق الا بعد تحوير وتشويه للموضوعات التي يحاول التوفيق بينها ويهمنا هذا النوع من التفكير بصوره خاصه لان الفكر العربي و الاسلامي مولع به و للمفكرين العرب و المسلمين جولات وصولات في مجال التفكير التوفيقي…
  • يشدد القائلون بالتوافق التام بين الاسلام و العلم ان الاسلام دين خال من الاساطير والخرافات باعتبار انه هو و العلم واحد في النهايه . لنمحص هذا الإدعاء التوفيقي بشيء من الدقه بإحالته الى مسأله محدده تماما. جاء في القران مثلا ان الله خلق ادم من طين ثم امر الملائكه بالسجود له فسجدوا الا ابليس مما دعى الله الى طرده من الجنه… هل تشكل هذه القصه اسطوره ام لا؟ نريد جواب محدد و حاسم من الموفقين و ليس خطابه. هل يفترض للمسلم ان يعتقد في النصف الثاني من القرن العشرين بان مثل هذه الحادثه وقعت فعلا في تاريخ الكون؟ ان كانت هذه القصه القرانيه صادقه صدقا تاما و تنطبق على واقع الكون و تاريخيه (انها كلام منزل) لابد من القول انها تتناقض تناقضا صريحا مع كل معارفنا العلميه ولا مهرب عندئذ من الاستنتاج بأن العلم الحديث على ظلال في هذه القضيه و ان لم تنطلق القصه القرانيه على الواقع ماذا تكون اذن في نظر الموفقين؟ إن لم تكن اسطوره جميله؟ هل يفترض في المسلم في هذا العصر ان يعتقد بوجود كائنات مثل الجن و الملائكه و ابليس و هاروت وماروت و ياجوج و ماجوج و جودا الحقيقيه غير مرئيا بإعتبارها مذكوره كلها في القران أم يحق له ان يعتبرها كائنات اسطوريه مثلها مثل الهه اليونان و عروس البحر و الغول والعنقاء؟ يا حبذا لو اعالجه الموفقون بين الاسلام و العلم مثل هذه القضايا المحدده و اعطونا رأيهم فيها بصراحه ووضوح بدلا من الخطابه حول الانسجام الكامل بين العلم و الاسلام
  • و حين إتضح نهائيا ان المسيحيه غير قادره على كسب المعركه غيرت رايها في الموضوع و قررت الانضمام الى صفوف المنتصرين… انتقلت الى الى معسكر انصار العلم الحديث ودعاته وقفت الكنيسه هذا الموقف الجديد على طريقه مكره اخاك لابطل… أي تحت إلحاح الحاجه والضروره التاريخيه وليس طوعا او تنازل منها في ساعه المقدرة…
  • نجد ان كل نظام حكم عربي مهما كان لونه لا تنقصه المؤسسات الاسلاميه المحترمه المستعدة للإفتاء بأن سياسته منسجمه انسجام تام مع الاسلام و لا تتعارض معه في شيء. و غني عن القول ان المؤسسات الاسلاميه في كل دوله من هذه الدول تحشد الايات القرانيه و الاحاديث النبويه و الاجتهادات الفقهيه و الشرعيه اللي تبين ان موقف دولتها هو الحق بعينه.
  • التوفيق التعسفي: يتلخص هذا المنهج في التوفيق بين الاسلام و العلم الحديث باستخراج كافه العلوم الحديثه ومناهجها من ايات القران، انها عمليه اقحام تعسفي و سخيف لكل صغيره و كبيره في العلم الحديث داخل ايات القران و من ثم الزعم على ان القران كان يحتوي منذ البدايه على العلم برمته. بعباره اخرى يقف اصحاب هذا الاتجاه بالمرصاد لكل نظريه علمية و لكل اكتشاف علمي جديد و من ثم يجتهدون لايجاد ايه في القران يزعمون انها تتضمن النظريه و الاكتشاف منذ اربعه عشر قرنا ان لم يكن من الازل…
  • يعقب الكاتب على اصحاب الرؤيه القائلة ان العقل الانساني عاجز تماما عن ادراك طبيعه العداله الالهيه و علاقتها بالحساب و القضاء و القدر و ان هذه المواضيع لا تخضع للمنطق البشري ولهذا تبدو متناقضه و مغايره للمعايير الاخلاقيه و غير منصفة احيانا، يتساءل هنا : اذا تقبلت انا هذا التناقض الواضح ما الذي يمنعني عندئذ من تقبل جميع التناقضات الاخرى التي نجدها في جميع الديانات و الاساطير و الحكايات؟
  • اذا كان باستطاعة ادم ان ينسب النقيصه الى نفسه او الى ابليس الذي اغواه وان يطلب المغفره و الرحمه من ربه، الى من يجب ان ينسب ابليس عصيانه و جحوده؟؟
  • لو اراد ابليس خلق المعصيه لكان بقدرة الله تعالى ان يمنعها و بما انه لم يمنعها نستنتج ان وجودها كان منسجما مع مشيئته السرمدية.

هناك 3 تعليق على موضوع: مقتطفات إخترتها من كتاب نقد الفكر الديني

  1. يقول عبدالله:

    العلم لديه أدلة على كل إدعاءاته وبنفس الوقت لا يدعي معرفة كل شيء.
    بينما الدين يدعي معرفة كل شيء و ليس لديه أدلة على إدعاءاته

  2. يقول انتصار:

    المسلمون يفضحون انفسهم بالاعجاز العلمي للقران ولا يسألون انفسهم لماذا لم يخبرهم محمد او علي او على الاقل من يسمون انفسهم بعلماء الدين كيف لم يكتشفوا العلوم قبل الغرب. المسلمون يتسولون الايمان بكتابهم وبدينهم البشري اما علومهم فلا تتعدى فتاوى اصبحت مخجلة امام القوانين الانسانية للعالم المتحضر.

    1. يقول المشرف:

      كالعادة كلام رائع
      في الواقع يوجد رجال دين مسلمين (قلّة) كانو ضد اكذوبة الاعجاز العلمي في القران منذ البداية وقالوا لايجوز الخلط مابين النص الديني المقدس وبين العلوم الحديثة لانها ستؤذي النص الديني ولو بعد حين. لكن دورهم اضمحل في اجواء الهوس الديني الرهيب والمدعوم بدولارات بترول الخليج حيث تم افتتاح عشرات المراكز الخاصة لترقيع النص الديني ولصقه بالمكتشفات الحديثة…
      شكرا لمرورك

رأيك مهم، نتمنى منك قراءة التالي:

صديقي/صديقتي، التعليق في موقع صوت العقل متاح للجميع و نحن ملتزمون بنشر جميع التعليقات خلال فترة قصيرة جدا، الغرض من اتاحة هذه الخاصية هو لاثراء المواضيع و ممارسة حرية النقاش البناء و طرح الاراء لاننا نقدس العقل و ما ينتج منه عنه اراء، لذلك نتمنى من الجميع الالتزام بالنقاط التالية قبل التعليق:

  • احترام الاخرين
  • عدم الخروج خارج الموضوع
  • يمنع النسخ و اللصق منعا باتا
  • في حالة رغبتكم بادراج مصدر يمكنكم وضع الرابط له في التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *