قطيع اغنام

الدين هو وسيلة للسيطرة على الحشود


من خلال تجربتي كشخص يعيش في الغرب من اصول شرق اوسطية، اريد ان اقوم بمقارنة منطقية ما بين استخدام الدين كوسيلة لتطويع الحشود، و بين استخدامه من قبل العائلة لتطويع الاطفال. و سأتخذ من الجالية المسلمة في الغرب كنموذج للدراسة و سأختصر قدر الامكان. استطيع القول ان الجالية المسلمة التي تعيش في الغرب تنقسم الى ثلاث فئات مختلفة تتناقض فيما بينها بشكل كبير.

الجاليات الاسلامية في الغرب تنقسم الى:
الفئة الأولى هي الجالية المسلمة التي حوطت نفسها بجدران تعزلها عن المجتمع، ليست الجدران الاسمنتية التي نألفها بل جدران الانغلاق و الانعزال عن المحيط الخارجي، جدران النقاب و اللحى الطويلة و التجمعات الدينية المتطرفة، هذه الفئة اختارت افكار الدين كخطوط حمراء و محددات ترسم لهم و لاولادهم الطريق الخاص في البلاد التي يعيشون فيها كاجانب و سيظلون طول حياتهم اجانب.

الفئة الثانية هم الذين اندمجوا بمجتمعاتهم الجديدة بشكل كامل بدون اي تحفظ و اعتبرو اوطانهم الجديدة هي الملاذ الامن لهم و لاولادهم الى الابد.

الفئة الثالثة الاكبر و هي موضوع حديثي، هي الفئة المحتارة التي ظلت في المنتصف لا تدري ما العمل، نراهم تائهين مابين تعاليم دينهم الذي لا يتجرأون على تركه، و مابين حداثة الغرب العلماني و نمط الحياة فيه والذي يعرفون في اعماقهم انه على الصواب بدرجة كبيرة لكنهم لا يعترفون بالضرورة. هذه الفئة لكي تحل مشاكل التناقض الحاصل لديها، لجأت الى المفهوم الشهير (الاسلام لايت) او (الاسلام كيوت) و هو ما يعني النسخة خفيفة الدسم من هذا الدين الرجعي الثقيل على المعدة.

هم يعتبرون الاسلام مثل سوبرماركت لبيع المفاهيم. يختارون و ينتقون لهم ما يريدون، و يتركون و ينبذون ما لا يريدون. بالمجمل هم يتفقون على نبذ العنف و التطرف بشكل عام ( مع بعض الاستثناءات ). التناقض الذي تعيشه الجالية المسلمة الكيوت هو تناقض رهيب، بسبب اختلاف مقياس الدسم في كل نسخة يعتمدونها حتى و ان كانت نسخة مخففة.

صديق يرتاد الملاهي و يبحث عن النساء في كل فرصة تتاح له، لكنه لا يأكل لحم الخنزير لأنه حرام !!

صديقة هنا ترتدي الملابس الكاشفة و لا تأبه بكون الطعام حلال او حرام لكنها تنتقد العلاقات المثلية مابين الشباب لانها حرام !!

صراع داخلي

هذه الشيزوفرينيا الفكرية تلقي بظلالها على اطفال هذه الجالية، فنرى العائلة تجعل اطفالها يرتادون المدارس الدينية (التي يديرها في العادة متطرفون) لدراسة اللغة و اخذ التعاليم الدينية، و بنفس الوقت يخافون عليهم من الفكر المتطرف المنتشر بين رواد هذه المدارس. هنا في الغرب، يستخدم الاهل نفس اسلوب رجال الدين الذين يتحكمون في جهلة الشعوب، هنا الاهل يستخدمون الدين كوسيلة لتخويف و ترهيب الاطفال لكي لا يخرجوا عن الطريق (المستقيم)، لانها الطريقة الوحيدة المتاحة لهم عندما لا يستطيعون مواجهة السؤال المنطقي الذي سيساله الطفل لا محاله:

(بابا / ماما، لماذا نحن مختلفون ؟ لماذا اصدقائي يأكلون كل شيء وانا محدد ؟ لماذا لا نذهب في سفرات مع اصدقائنا من الاولاد و البنات مثلهم ؟ )

وهنا يأتي الحل السحري

طبعا في هذه الحالة لا يوجد جواب منطقي يقنع عقل الطفل و سيأتي دور الدين باعتباره (الجوكر) الذي يتم وضعه في اي مكان و زمان لحل الاحجيات بدون اللجوء للعقل و المنطق. وهذا بالضبط ما يفعله رجال الدين مع جهلة الشعوب ( هم اطفال ايضا مهما كان عمرهم )، الأهل في الغربة يستخدمون الدين لكي يسيطروا على اولادهم و رجال الدين يستخدمونه لكي يسيطروا على الحشود.

في هذا الفديو البسيط شكلا و الرهيب مضمونا، تتجلى لدينا حقيقة من صنع الله و بقية جوقة الالهة الموجودة على الساحة و لماذا. مشاهدة ممتعة :


هناك 2 تعليق على موضوع: الدين هو وسيلة للسيطرة على الحشود

  1. يقول طير الحباري:

    نعم هذا في السابق ، اليوم الناس لديهم رد فعل عكسي تجاه كل من يتكلم بالدين.

    1. يقول المشرف:

      لا يوجد اوضح و افصح من هذا الشعار : باسم الدين باكونه (سرقونا) الحرامية

رأيك مهم، نتمنى منك قراءة التالي:

صديقي/صديقتي، التعليق في موقع صوت العقل متاح للجميع و نحن ملتزمون بنشر جميع التعليقات خلال فترة قصيرة جدا، الغرض من اتاحة هذه الخاصية هو لاثراء المواضيع و ممارسة حرية النقاش البناء و طرح الاراء لاننا نقدس العقل و ما ينتج منه عنه اراء، لذلك نتمنى من الجميع الالتزام بالنقاط التالية قبل التعليق:

  • احترام الاخرين
  • عدم الخروج خارج الموضوع
  • يمنع النسخ و اللصق منعا باتا
  • في حالة رغبتكم بادراج مصدر يمكنكم وضع الرابط له في التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *