
إسطورة العلوم الإسلامية
مقدمة
اليوم أكملت ترجمة مقال مثير جدا للإهتمام يتحدث عن العلوم في الهند و بلاد فارس في مرحلة ما قبل الغزو العربي – الإسلامي، بصراحة أنا مهتم بشكل كبير جدا بقراءة المصادر الهندية، الإيرانية، والكردية لسبب بسيط وهو أن شعوب هذه الحضارات العريقة تعرضوا للغزو وانكسروا عسكريا امامه، لكنهم ظلّوا أقوياء وحافظوا على هويتهم رغم تحويلهم بالقوة الى الدين الجديد فلم يستطيع الغزاة تعريبهم مثلما تم تعريب العراق البابلي الكلداني الاشوري وكما تم تعريب سوريا الارامية السريانية ومصر الفرعونية وشمال افريقيا الأمازيغي.
شعوب الهند وفارس والأكراد حافظوا على لغتهم رغم التعريب فلم يتكلموا العربية مثلنا. هذه الشعوب لديها حس واع جدا وصوت قوي يعترض على بقائهم في صومعة الغزاة وثقافة صحراء قريش، فهم يحنون جدا لماضيهم ولا يزالون يفتخرون بحضاراتهم العظيمة قبل انهيارها على يد غزاتهم. هم يختلفون عنّا كثيرا، فشعوبنا أصبحت عربية وتتحدث العربية، شعوبنا نسيت اصولها التاريخية وحضاراتها القديمة، شعوبنا أصبحت محامي الدفاع عن العروبة و عن الدين الجديد والإله القابع في السماوات الذي فرضته عليهم قبيلة مأفونه إسمها قريش بالدم والحديد تارة، وبالترغيب تارة اخرى.
نلاحظ أيضا أن الكاتب الهندي قارن مابين الهند وإسرائيل من ناحية المنجزات العلمية، لم يقم بالتذرع بدعم الغرب لإسرائيل كما يفعل العرب لتبرير تأخرهم العلمي الهائل مقارنة بجارهم الصغير إسرائيل اذا ما قمنا بمقارنة حجم المساحة والإمكانيات والثورات البشرية والمعدنية وغيرها. في هذا المقال العاصف، (وسيم التاف Waseem Altaf)، الكاتب يناقش موضوع العصر الذهبي الإسلامي في العلوم ويعتبر انه مجرد اسطورة تم إختراعها لمجابهة الوضع المؤسف للتأخر الذهني والفكري في العالم الإسلامي. أدرج هنا هذا القول للغزالي أو (للإمام الغزالي) كما يحلوا للمسلمين تسميته أثناء انتقاده للعلوم الفلسفية:
إن الصحابة رضي الله عنهم كانوا محتاجين إلى محاجة اليهود والنصارى في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فما زادوا على أدلة القرآن شيئاً ، وما ركبوا ظهر اللجاج في وضع المقاييس العقلية وترتيب المقدمات . كل ذلك لعلمهم بأن ذلك مثار الفتن ومنبع التشويش ، ومن لا يقنعه أدلة القرآن ، لا يقنعه إلا السيف والسنان فما بعد بيان الله بيان ”
الامام الغزالي
هذا المقال يعتبر مصدر مهم لمن يحب التوسع في كثير من الأسماء والأحداث لزيادة الرصيد المعرفي، قمت بوضع روابط لمصادر هذه المواضيع. تمنياتي للجميع بقراءة ممتعة ومفيدة…

تم تقديم الموضوع بواسطة Dr. N.S. Rajaram The Myth Of Islamic Science
مقدمة المحرر
يتم الإعتقاد والتلقين على نطاق واسع، حتى في الهند، إنه كان يوجد عصر ذهبي للعلوم الإسلامية التي ساهمت بشكل كبير في الحركة العلمية والفنّية. في الهند قالوا لنا إن هذا ‘التآلف’ مابين الفكر الهندوسي والإسلامي أدى الى صعود حضارة متمازجة عظيمة تم تدميرها على أيدي البريطانيين. بكل الأحوال، هذا الموضوع يطير أمام وجه الحقيقة حيث لايوجد إسم واحد لعالم رئيسي وصل الينا من أكثر من خمس قرون من الحكم الإسلامي في الهند. علينا الذهاب الى حقبة ماقبل الإسلام في الهند لنتطرق لأسماء من الماضي مثل Aryabhata و Varahamihira.
إنه موضوع مشابه عندما نتطرق إلى الجامعات ومراكز العلوم. مرحلة ما قبل الإسلام في الهند معروفة بسبب جامعاتها: Takshashila, Vikramashila, Nalanda, Ujjain وغيرها من الأماكن التي جذبت طلّاب العلم والعلماء من أماكن بعيدة، بوضع مشابه كثيرا لما هو موجود في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم.
بعد تأسيس مملكة سلاطين دلهي (الإسلامية)، لم يتم عمل مؤسسة واحدة للتعليم (خارج نطاق مراكز تعليم الدين الإسلامي) ولمدة سبعة قرون. حيث كانت أول جامعة حديثة تم إنشائها في الهند خلال فترة الحكم البريطاني. تجدر الإشارة أيضا إلى أن مايسمى ب (التمازج العلمي) قد حصل أصلا قبل الإجتياح الإسلامي لبلاد الهند وفارس والذي أدخلهما الى عصور مظلمة.
الإمبراطور الساساني (كسرى الأول) يستحق من التقدير الكثير بسبب أعماله التي تم نسبتها بشكل منافي للحقيقة الى حكّام وعلماء مسلمين. كسرى الأول (ملك 579-531) الذي كان يُعرف أيضا ب (أنوشيروان) أو ‘الروح الخالدة’ كان مساندا عظيما للفلسفة والمعرفة. أعطى حق اللجوء للعلماء وطالبي العلم الهاربين من الإمبراطورية الرومانية الشرقية بسبب قيام الإمبراطور المسيحي الغير متسامح (جستينيون) بإغلاق مدارس الأفلاطونية المحدثّة في أثينا عام ٥٢٩ م. في وقت سابق من عام ٤١٥ م، قامت مجاميع مسيحية بقيادة (كيرلس الأول – بابا الإسكندرية) بحرق مكتبة الإسكندرية العظيمة وقتل العالمة (هيباتيا) التي كانت تُدرّس هناك، وكان راهب مسيحي آخر يدعى بول اعلن أن النساء يجب ان يحتفظوا بصمتهم.

كسرى الأول كان مهتما بشكل كبير بالفلسفة، العلوم، الرياضيات والطب الهندي. أرسل عدد من السفراء والهدايا الى البلاط الهندي وطلب منهم أن يرسلوا له الفلاسفة ليقوموا بالتدريس في بلاطه بالمقابل. قام كسرى أيضا بترجمات عديدة للنصوص من الإغريقية، الهندية القديمة، والسريانية الى اللغة الفارسية.
كان يشتهر (بالملك الفيلسوف الأفلاطوني) في أوساط اللاجئين والمهاجرين الإغريق الذين سمح لهم بالدخول لأمبراطوريته بسبب حبه العظيم للفلسفة الأفلاطونية. التمازج الإغريقي، الفارسي، الهندي، والارميني في النواحي العلمية تشكّل في عهد الإمبراطورية الساسانية. كنتيجة لهذا التمازج نشأ مايعرف بال (بیمارستان)، المستشفى الأولى التي قدمت مفهوم فصل العنابر عن بعضها وفقا للمفاهيم الطبية. تفاعلت علوم الصيدلة الإغريقية مع التقاليد الفارسية والهندية لتنتج تقدما كبيرا في مجال الطب.
للأسف هذه الحقبة العلمية وصلت الى نهاية مفاجئة بعد الغزو العربي الإسلامي والهزيمة العسكرية التي منيت بها الإمبراطورية الفارسية. في الحقيقة، معظم نتائج هذا التلاقح العلمي والفكري مابين الحضارات حصل في حقبة ماقبل الإسلام حتى حصول الغزو الذي أدخل كلا من بلاد فارس والهند في قرون من الظلام.
موقع IndiaFacts ممتن جدا للكاتب (وسيم التاف Waseem Altaf) و جهة النشر Viewpointsonline.net لهذه المقالة. لا توجد صورة منشورة للكاتب بسبب مخاوف أمنية تخص حياته. هنا تبدأ مقالته…
العلم في العالم الإسلامي
التفكير المنطقي تطور خلال عهد الحكّام المسلمين الليبراليين أثناء الخلافة العباسية. على أي حال بعد صعود علماء دين مثل الغزالي جميع طرق التفكير العلمية والمنطقية وصلت الى النهاية في القرن الثالث عشر. بينما نحن نستمر في الإفتخار بماضينا ومارافقه من منجزات في العلم، نحن ننسى ان هناك أعمال (أصلية) ضئيلة جدا تجعلنا نحتفل ونفتخر بها كمسلمين. كانت في الفترة المبكرة من حكم الخلافة العباسية، بالذات في عهد المأمون (حوالي عام ٨١٣) وفي دار الحكمة التي انشأها في بغداد، طلاب العلم المسلمين بدأوا بترجمة الأعمال الإغريقية الكلاسيكية، بشكل رئيسي التقاليد الأرسطوية.
بالإضافة الى إعتمادهم الكبير على المصادر الفارسية والهندية. كما إنهم قاموا بتعليقات ضخمة على أعمال الفلاسفة الإغريق. بكل الأحوال كان المترجمين المسلمين قليلين في العدد ويعملون بدافع الفضول. أكثر من تسعة وتسعون بالمئة من الترجمات من الأعمال الإغريقية الى العربية تمت بواسطة علماء ومترجمين مسيحيين ويهود. من المثير للإهتمام ملاحظة ان علم الفلك في الحقبة الإسلامية كان مرتكز على نظام بطليمو الذي يعتبر الأرض مركز الكون.
الجبر مثلا كان نظام إغريقي والأرقام (العربية) كانت هندية في حقيقة الأمر.
(تعليق من المحرر N.S Rajaram: الهنود اخترعوا علم الجبر، أطلقوا عليه إسم bija-ganita. الإغريق توصلوا لحالات خاصّة في الأرقام. نظريات مثل معادلات Diophantine كانت أيضا معروفة للهنود. مساهمة الإغريق العظمى كانت في مبدأ الدليل (معروف أيضا للهنود) وفوق كل شيء مبدأ البديهية الذي برعو فيه. العرب أنفسهم لم ينكروا أبدا إستداناتهم لعلم الفلك، الطب، والرياضيات من الهنود. أطلقوا على أرقامهم إسم “الحروف الهندية”. كما لاحظنا في مقدمة المحرر، كثير من هذا حصل في إيران قبل دخول الإسلام اليها، خاصة في عهد كسرى الأول.)
معظم هذه الأعمال كانت متوفرة للغرب خلال القرن الثاني عشر الى حين بدأت لأول مرة بوادر عصر النهضة. على الرغم من أن علماء الغرب كانوا قد سافروا الى إسبانيا من أجل قراءة النسخ العربية من الأعمال الإغريقية الكلاسيكية، لكنهم سرعان ما إكتشفوا أن هناك نسخ أفضل لنصوص إغريقية أيضا متوفرة في مكتبات المدينة الإغريقية القديمة بيزنطة (اسطنبول حاليا).

بكل حال من الأحوال، سيكون من غير المنصف عدم ذكر بعض من العلماء المسلمين العظماء، على الرغم من عددههم الصغير جدا، والذين ساهموا على نحو أصيل في تطوير الفلسفة والعلم.
- ألرازي (865 – 925 CE) من بلاد فارس، أعظم الفيزيائيين، الفلاسفة والكيميائيين المسلمين، كتب 184 مقالة وكتاب، رفض فكرة الوحي وإعتبر الأديان شيء خطير. ألرازي كان قد تمت إدانته بتهمة التجديف وتم تدمير جميع كتبه تقريبا في وقت لاحق.
- إبن سينا (980 – 1037) فيلسوف، فيزيائي وعالم عظيم أيضا من بلاد الاوزبك. إعتبر إبن سينا أن الفلسفة تتقدم على اللاهوت. كانت ارائه تتناقض بشكل كبير مع المذاهب الإسلامية الرئيسية. رفض أيضا فكرة إعادة إحياة الموتى وقيامتهم بلحمهم ودمهم. وكنتيجة لأفكاره وأرائه أصبح هدفا رئيسيا للغزالي، وتم تصنيفه على إنه مرتد.
- إبن رشد (1126 – 1198)
من بلاد الإسبان، كان فيلسوفا وعالما. شرح القران حسب المفاهيم الأرسطوية. تمت إدانته بتهمة الهرطقة، كتبه تم احراقها، وتم استجوابه ومن ثم نفيه من مدينة لوسينا (مدينة في قرطبة). - البيروني (973 – 1048)
هو الأب لعلم الإندولوجي (علم الدراسات الهندية بضمنها الأدب، التاريخ، الفلسفة والثقافة) ويعتبر عبقري في مواضيع متنوعة، كانت لديه وجهة نظر قوية في أن القران له مجاله الخاص و لا يجب أن يتعارض مع حقل العلوم.
(تعليق من المحرر NS Rajaram: البيروني جعل من الأمر واضحا حيث قال أن الغزوات الإسلامية ضد الهندوس (والبوذيين) جعلت من مراكزهم العلمية أهدافا مفضّلة. في كلماته: “… الهنود أصبحوا كذرّات الغبار التي عصفت بها الرياح في كل الإتجاهات. … لهذا السبب أيضا تقهقر العلماء الهندوس بعيدا عن المناطق التي تم فتحها بوساطتنا، وهربوا الى مناطق لا تصلها أيدينا (أيدي المسلمين).” اخر مركز عظيم للرياضيات كان في منطقة كيرالا لم يكن قد وقع في متناول يدهم.) - الخوارزمي (780 – 850)
عالم رياضيات، فلك وجغرافيا من بلاد فارس. إعتبره المؤرخ الإسلامي (الطبري) على إنه زرادشتي لكن إعتبره البعض مسلما. بكل الأحوال لا يوجد في أي من أعماله أنه اعتنق الإسلام أو ربط أي من إكتشافاته بالكتب المقدسة. - عمر الخّيام (1048 – 1131)
واحد من أعظم علماء الرياضيات والفلك، كذلك كان شاعرا. كان شديد الإنتقاد للدين، وبخاصة الإسلام. إنتقد بشكل قاسي فكرة أن كل حدث وظاهرة كانت نتيجة للتدخل الإلهي.
(تعليق من المحرر NS Rajaram: عمر الخيام معروف للعالم بأنه مؤلف (الرباعيات) لكن الفرس المحليين كانوا يرونه شاعر صغير لكن عالم عظيم. ومثل كل المفكرين الأحرار تم إتهامه بالهرطقة.) - الفارابي (872 – 950)
فيلسوف مسلم عظيم اخر، تأثر بشكل كبير بأسطو، إعتبر أيضا أن السبب يتفوق على الوحي ودعا إلى جعل النبوة في مرتبة الفلسفة. - أبو موسى جابر بن حيان (721 – 815)
كان عالم كيمياء مسلم مكتمل وصيدلي. على الرغم من ميوله نحو التصوف، إلا إنه إعترف بشكل كامل بدور التجارب في المساعي العلمية. - إبن الهيثم (965 – 1040)
فيزيائي بارز، رياضي، فلكي وخبير بالبصريات. أمره الخليفة الفاطمي (الحاكم) بتنظيم فيضانات نهر النيل وكان يعرف إنه أمر مستحيل علميا، تظاهر بالجنون وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية طيلة حياته.
مساهمة المفكرين الغير تقليديين
كما قرأنا عن تاريخ حياة هؤلاء الرجال العظماء، نجد أنهم تأثروا بمساهمات الإغريق، البابليون و الهنود في الفلسفة والعلم، كانوا يمتلكون عقل ناقد وموضوعي، كانوا أيضا مسلمين (غير ملتزمين) أو حتى ملحدين. أعداد غير قليلة منهم كانوا يخفون حقيقة معتقداتهم خوفا من إنتقام المتعصبين. لم ينسبوا أبدا منجزاتهم الى الإسلام أو أي نوع من الإلهيات. كانوا طلاب علم وعلماء بسبب إمتلاكهم لعقول فعّالة تفكّر وتشتق الإلهام من الملاحظة وليس من الكتب المقدسة التي كانت تضع العقبات أمام التفكير الحر والمعرفة. وبناءا عليه نسبة منجزات العلماء المسلمين للدين الإسلامي هو مجرد كلام محض لان هؤلاء الرجال لم يشتقوا منجزاتهم من الإسلام ولم تزدهر أيضا هذه المنجزات بسبب الإسلام. نلاحظ أيضا أن أي مساهمة ولو كانت قليلة للعلم كانت قد حصلت من قبل (مسلمين غير جيدين) أو مسلمين (غير متمسكين بدينهم).
(مداخلة اخرى من المحرر NS Rajaram: المسلمين ليسوا وحيدين في هذا. كثير من طلاب العلم والعلماء الهنود قاموا بنسبة الكثير الى الديانة الفيدية بدون مبرر وكل هذا لم يستند على أي أساس. بناءا على أعدادهم، الهندوس لم يمتلكوا سجل جيدا مقارنة باليهود مثلا. الهند و إسرائيل أصبحتا دولتين مستقلتين في نفس الفترة الزمنية تقريبا لكن في مجال العلم لا توجد هناك مقارنة. التراجع نحو الدين تحت مسميات الروحانية لا بد أن يأخذ النسبة الأكبر من اللوم. حقائب المال الهندوسية تم صرفها بسخاء على الهبات الدينية ورجال الدين، بينما يصبح الأمر فوضويا عندما يأتي الأمر الى دعم المراكز العلمية. وحتى لو حصل القليل مثل (الجامعة الهندو أمريكية) فان الأمر سيكون عبارة عن إحراج و فشل على صعيد سوء الإدارة.)
وضع السلاسل في يد الإله
على أي حال إنه كان (المسلم المثالي)، الذي أعطى الضربة القاضية للتفكير العلمي في العالم الإسلامي. – الإمام الغزالي (1058-1111) لا يزال هذا الرجل يشغل مركز مرموق مابين “علماء” المسلمين، حيث استنكر بصراحة قوانين الطبيعة والتفكير العلمي. الغزالي قال أن أي قوانين مشابهه تضع السلاسل على يد الله. كان يجزم إنه لو كان هناك قطعة من القطن تم حرقها، فإنها لا تحترق لأسباب فيزيائية بل لأن الله أراد لها أن تحترق. الغزالي أيضا كان مناصرا كبيرا للأشاعرة، وهم الذين أيدوا فكرة التدخل الإلهي ضد فكرة الظواهر الفيزيائية وكانوا أعداءا للمعتزلة وهم العقلانيون أصحاب التفيكر العلمي الصحيح.
بعبارة اخرى، الغزالي كان بطل الحملة التقليدية الحازمة على حساب العقلانية والمنهج العلمي. اليوم نستطيع أن نرى في كافّة المذاهب الإسلامية الأربع الرئيسية إعتراض على مفهوم (الإجتهاد) والذي يمكن ترجمته بكل سهولة الى (حرية التفكير). وبهذا لا يوجد بكل تأكيد أي مساحة للأختراع أو التعديل على الأفكار التقليدية. , واحدة من الأمثلة البسيطة على هذا هو موضوع (الطابعة)، فعندما كان الاوربيون يستخدمون التكنلوجيا للإنتقال الى ثقافة المكائن، قبول هذه المكائن كان بطيئا بشكل يصعب التصديق في العالم الإسلامي، فالمكائن الطابعة وصلت الأراضي الإسلامية لأول مرّة عام 1492. لكن، عملية الطباعة تم منعها بواسطة السلطات الإسلامية بسبب إنهم كانوا يعتقدون أن القران لا يجب أن يتم تدنيسه عن طريق خروجه من الات !!! وكنتيجة لذلك، لم يستخدم العرب الطباعة حتى القرن الثامن عشر!!!.
من المعروف أيضا أن العلم ولد من رحم العلمانية والديمقراطية وليس من الدوغمائية الدينية والروحانيات، العلم أيضا يزدهر فقط في الأماكن التي لا يكون للدين فيها دورا ليلعبه في الحكم. وهكذا يوجد علاقة عكسية مابين التدين وبين تقدم العلم. الأفكار العقلانية في العالم الإسلامي تطورت خلال عهد الحكام الليبراليين المسلمين في الخلافة العباسية الذين دعموا المعتزلة والمفكرين العقلانيين. على أي حال، كان نتيجة للتشكيلة التي قدمها المتعصبين الدينيين من (أحاديث محمد نبي الإسلام) وصعود رجال الدين من أمثال (الغزالي) أن يصل التفكير العلمي الى النهاية في العالم الإسلامي بنهاية القرن الثالث عشر. وكنتيجة لذلك مساهمات المسلمين تعتبر لا شيء تقريبا للعلوم وللحضارة الإنسانية منذ نهاية القرن الثالث عشر. ونظرا لأن العلم والتكنلوجيا يزدهران في العالم الحديث، فإن الغالبية العظمى من المسلمين ظلوا يرزحون تحت وطأة الظلامية والتخلف الحضاري، وهذا ما يدفعهم لإيجاد العزاء في الأوهام من حقبة ماضية غير حقيقية يطلقون عليها مصطلح (العصر الذهبي للعلوم الإسلامية).
(تعليق ختامي من الدكتور Dr. N.S. Rajaram : في حال اتفقنا مع وجهة نظر الكاتب أم لا، يبقى أمر لايقبل الشك أن الإسهامات للعلم من قبل الإمبراطورية الإسلامية كانت غير متناسبة، بسبب صغر حجم المساهمة مقارنة بالغنى والقوة التي امتلكتهما. قرأنا كيف كان سجلهم في الهند خلال حكم الإمبراطورية المغولية الإسلامية كان لا يذكر. جزء من المشكلة كان لأن الحكام المسلمين، بدلا من تشجيع العلم، قاموا بتوظيف الأجانب والمرتزقة – كالهندوس في الهند واليهود والمسيحيين في الإمبراطورية العثمانية).

مؤرخين هنود مسلمين مثل (عرفان حبيب) حاول أن يفسّر الفراغ الفكري في فترة الحكم الإسلامي للهند بزعم أن الحكّام كانوا قبائل بدوية تنحدر من وسط اسيا (كالأتراك) الذين كانوا مهتمين بشكل أكبر بالمنجزات العسكرية أكثر من العلوم والمعرفة. لكن لماذا يحصل هذا أيضا في حزام واسع من الأراضي يمتد من الهند الى تركيا وأكثر، ولماذا يحصل فقط بعد قدوم الإسلام بالذات؟ المرء يجب أن يوافق على ما قاله (وسيم التاف Waseem Altaf) بأن الإسلام (مثل مسيحية القرون الوسطى) كان مسؤولا بشكل مباشر عن التخلف والتراجع المستمر. الاخرين وبضمنهم الهنود عليهم أن يتعلموا من هذا و أن يتجنبوا الوقوع في مصيدة الماضي.)
المقال مترجم من هذا المقال الأصلي من اللغة الإنكليزية وحسب موافقة الكاتب.
هناك 2 تعليق على موضوع: إسطورة العلوم الإسلامية
رأيك مهم، نتمنى منك قراءة التالي:
صديقي/صديقتي، التعليق في موقع صوت العقل متاح للجميع و نحن ملتزمون بنشر جميع التعليقات خلال فترة قصيرة جدا، الغرض من اتاحة هذه الخاصية هو لاثراء المواضيع و ممارسة حرية النقاش البناء و طرح الاراء لاننا نقدس العقل و ما ينتج منه عنه اراء، لذلك نتمنى من الجميع الالتزام بالنقاط التالية قبل التعليق:
- احترام الاخرين
- عدم الخروج خارج الموضوع
- يمنع النسخ و اللصق منعا باتا
- في حالة رغبتكم بادراج مصدر يمكنكم وضع الرابط له في التعليق
تحية طيبة
الأخ المشرف
رداً على ما اقتبسته من كلام المواطن الكردي كرزان شيررزاد
نقول :
1 ـ امهات الكيمر افضل من كثير من سياسيي بغداد وكردستان فهن يكسبن عيشهن من كدهن وسيعهن لا من السرقات والسلب
2 ـ الدستور لم تكتبه امهات الكيمر الشريفات وإنما كتبه سياسيون لاذمة ولاضمير لهم ، من ضمنهم ساسة الأكراد
3 ـ تقارن بين بغداد وكردستان ولاتقارن بين مسعود وصدام فهما وجهان لعملة واحدة
الصديق العزيز كاظم،
إسمح لي أن أرد نيابة عن (كرزان شيرزاد)
أعتقد أن الأخ يقصد بمصطلح (أمهات الكيمر) هو ليس التقليل من صاحبات هذه المهنة أو غيرها فكل المهن محترمة وشريفة، أعتقد أيضا أن القصد هو واضح وهو إنعدام وجود الإنسان المناسب في المكان المناسب في مراكز صناعة القرار في دولة معينة كالعراق، فهو ككردي مثلا وأنا أيضا كعربي لا نتقبل فكرة وضع دستور يحكمنا من قبل أناس جهلة ليس لديهم المؤهلات العلمية لتمشية امورهم الخاصة بشكل صحيح فكيف بوضع قوانين للبلد وكلنا نعرف ما هو مستوى أغلب مسؤولي العراق الجديد، فمن أصحاب المهن البسيطة الذين قصدهم أخونا في الإقتباس (امهات الكيمر والروبة والحفافات…) الى خريجي السجون والمطلوبين للعدالة (قادة البلد الجديد) إلى الخونة الذين تركوا بلدهم وإصطفوا مع أعدائه لقتال اخوتهم (أصحاب الخدمة الجهادية مثلا !!؟؟) كل هؤلاء وغيرهم تحولوا الى قادة للبلد وإذا حضرتك ترضى بهكذا نوعية من الحكم وربما (تتشرف بها) فأنا وكرزان شيرزاد و غيرنا الكثير لا نستطيع العيش في ظل هكذا وضع مختل. واكررها من جديد كل المهن شريفة لكن لكل مكان مقام وانا أتفق مع كرزان جملة وتفصيلا لانني أنا الذي هويتي تقرأ القومية العربية ومن اصول شيعية لو توفرت لي المقومات لإنفصلت مباشرة وبدون مقدمات عن هكذا كيان فاشل (أقصد العراق الجديد)، لان المشكلة ليست في حكومة تحكم شعب بالحديد والنار مثلا بل بمجموعة كبيرة من هذا الشعب تقبل بهذا الواقع وهكذا تصبح فكرة التعايش المشترك غير واقعية.
وبالنسبة لفساد مسؤولي كردستان فهو أقّر بذلك لكنه عقّب بالمقارنة مابين وضع بغداد واربيل وفارق الموارد المتاحة.
تقبل تحياتي