
العمامة خطفت العراق
لماذا العمامة بالذات؟ عراق اليوم الذي تحكمه النماذج الصفراء البائسة مثل عمار الحكيم، مقتدى الصدر، نوري المالكي ومن لف لفهم، هو ليس عراقنا الذي نعرفه، هذه النماذج إستطاعت تغيير النفوس والأخلاق وكل شيء خلال 15 سنه من حكمهم الطائفي الفاشل. لا أحد يدافع عن هذا الوضع البائس وعن هذه الأحزاب الدينية بشكل حقيقي وعن قناعة، المدافعون بهذا الشكل فقط هم المنتفعين والمغسولة أدمغتهم. أما أغلبية المصفقين فهم اللاهثين وراء الفتات الذي يقع من مائدة قادة هذه الأحزاب الإسلامية ومعمميها.
سحقا وبئسا للعمامة إبتداءا من عمامة القرن السابع وصولا لعمامة القرن الواحد والعشرين، فلم تأتي بالخير طوال تاريخها وليس لها تجربه ناجحة على مدى كل هذه القرون الطويلة. هذه العمامة هي مشروع هدم وأبعد ماتكون عن مشروع للبناء. مقارنة بسيطة حول المستوى التعليمي والثقافي مابين جمهور الأحزاب الإسلامية ومابين مخالفيها تكشف لنا نوعية جمهورهم وماهو الإستثمار الأمثل للشياطين المعممة.
هل عرفتم بماذا يستثمرون؟
بكل بساطة إنهم يستثمرون بالجهل والفقر! فالجاهل يتبعهم روحيا والفقير يتبعهم ماديا مع السلطة والمال هم يطبخون التركيبة المثالية للتحكم في شريحة واسعة من هذا الشعب “الجبان”.
ماذا أليست كلمة (شعب جبان) مناسبة؟ أراها مناسبة جدا…
إقرأ أيضا: أين الصوت الشيعي عما يحصل في البلد؟
منذ تسلم هذه الأحزاب الدينية السلطة في 2003 ولغاية اليوم مرّت مايقارب الخمسة عشر عاما من الفوضى والتراجع المخيف على كل الأصعدة: الأمني، السياسي، الإجتماعي، الثقافي والعلمي… الفشل الذريع الذي رافق حكم هذه الطغمة الفاسدة لم يجعل الشعب العراقي يتحرك ويجتمع على كلمة واحدة لإختيار المستقبل الأفضل. إستطاعت أحزاب فاشلة فاسدة رجعية من أن تدق أساسات التفرقة الدينية والطائفية بين الشعب ليسهل عليها التحكم به، بالأحرى سمح الشعب لهم بذلك.
ماذا عن طواقم الخدمة التي تخدم العمامة أين ضميرهم؟
لن أتحدث عن الرؤوس الكبيرة في هذه الأحزاب لكن أطرح تساؤلات حول المقربين منهم، حول من يخدمهم وينفذ طلباتهم. يقولون إنهم متدينون، لكن أليسوا يقولون إن الدين هو ضد السرقة والفساد؟
- أراهم يأخذون أموالا لا يستحقونها لكنهم متدينون!
- أراهم يهدرون أموال البلد لكنهم متدينون!
- أراهم يتبعون أساليب دنيئة للحفاظ على سلطتهم، نفوذهم ومالهم لكنهم متدينون!
- أراهم يتورطون في جرائم ضد النفس البشرية لكنهم في نفس الوقت متدينون!
- أراهم يشترون الأملاك ويضاعفون الملايين بعد أن كانو (عدم) لكنهم متدينون!
يصومون، يصّلون ويتكلمون بالقران والأحاديث لكنهم يرضون لنفسهم وضع غير صحيح ويتعارض مع المبادىء الأخلاقية لماذا؟ لأنهم يفتقدون هذه المباديء، حب المال والنفوذ أعماهم وجعلهم طواقم خدمة لهذا المشروع الفاشل وأبطاله مثل إبراهيم الجعفري!
إقرأ أيضا: المرجعية، المهزلة الكبرى

بالمناسبة، وسيلة اخرى متاحة حاليا لإنتقاد الوضع الحالي هو الكوميديا، أدعوكم لمتابعة برنامج (البشير شو) الذي يسلط الضوء بطريقة ساخرة على مهزلة المهازل في العراق، الأحزاب الدينية، الفاسدين، والجهلة ممن يتحكمون بمقدرات هذا البلد.
ما إن يتحدث أحد بإنتقاد شخصيات فاشلة ذات تاريخ مخزي مثل هادي العامري، قيس الخزعلي وتنظيماتهم الميليشياوية حتى يستهدفك قطيع متهيئ من النابحين المكررين لكليشات ثابتة مثل (خط أحمر، تاج راسك، حامي عرضك، لوما الحشد جان امك واختك بحضن الدواعش، بحضن الشيشاني …..) أساليب منحطة لايستخدمها إلا منحطين. إسلوب التعيير في عراق الهريسة ليس جديد فهو موجود منذ زمن لكنه إشتد وتعاظم في هذه الاونة.
- البشير شو | قناة اليوتيوب
- البشير شو | صفحة الفيسبوك
هناك 4 تعليق على موضوع: العمامة خطفت العراق
رأيك مهم، نتمنى منك قراءة التالي:
صديقي/صديقتي، التعليق في موقع صوت العقل متاح للجميع و نحن ملتزمون بنشر جميع التعليقات خلال فترة قصيرة جدا، الغرض من اتاحة هذه الخاصية هو لاثراء المواضيع و ممارسة حرية النقاش البناء و طرح الاراء لاننا نقدس العقل و ما ينتج منه عنه اراء، لذلك نتمنى من الجميع الالتزام بالنقاط التالية قبل التعليق:
- احترام الاخرين
- عدم الخروج خارج الموضوع
- يمنع النسخ و اللصق منعا باتا
- في حالة رغبتكم بادراج مصدر يمكنكم وضع الرابط له في التعليق
العمامة تفقد قيمتها في العراق يوما بعد يوم، التظاهرات الاخيرة اكبر دليل
الاهانات التي تلقتها المؤسسة الدينية المتعفنة المتمثلة بالمرجعية و اصحاب العمائم اليوم، تعتبر قياسية من ناحية الكم والنوع ، التقديس الى الانتهاء
الاستاذ الفاضل مصطفي الفارس
تحياتي
ليس العراق وحده يعاني من هذه الغمة التي اوصلت الشعوب العربية والاسلامية الي حضيض التخلف
وليت الامر اقتصر علي ذلك ولكن امتد الي بلاد المهجر بالدول المتحضرة
فقد نقل اصحاب العمائم ثقافة الانغلاق والبغض والكراهية للأخر، ولا ادري لماذا تركت هذه العمائم تفسد حياة هذه المجتمعات المتحضرة
ويل لامة تترك للعمائم لتعربد في امخاخ ابنائها وتصنع منهم بلهاء السمع والطاعة
لقد خربوا العقول ودمروا الاوطان من اجل اوهام الغيبيات بكل سذاجة وحماقة
الصديق العزيز / منير
كلامك صحيح وأتفق معك، ليس العراق وحده يعاني من هذه الغمة بل المنطقة بأكملها. ومع الأسف ينتقل فيروس العمامة والدين من الشرق الأوسط إلى الجهة الاخرى من العالم المتحضر ولا نعرف الأسباب الصريحة لتركهم وربما حمايتهم أيضا. لكنني أرى فرق بين مايحصل في العراق اليوم وبين باقي الدول العربية والإسلامية. كمية الفساد والتدميرالممنهج لثروات العراق وقيم شعبه الأخلاقية بواسطة هذه الجهات الدينية لم نرى في المنطقة تجربة مماثلة لها. الجماعات الإسلامية في سوريا مثلا، مصر وشمال افريقيا هي جماعات مشخصة وبينها وبين النظام والدولة مجادلات وصولات وجولات، لكن في العراق الموضوع المختلف، تم تسليم البلد لهذه الجماعات الإسلامية بكل إمكاناته وبرضى ومباركة وسكوت دولي يثير ملاييين وملايين من علامات الإستفهام.
شكرا لمرورك